حوامدة وجد أن القصيدة لم تُخلق لتكون نشرةً حزبية؛ بل تنطلق من رؤية للكون والحياة. وأعرب عن أمنيته في أن تحمل القصيدة هموم الشاعر من غير تكلّفٍ أو اصطناع؛ فليست مكّلفةً بتسجيل الأحداث وترتيبها؛ مطالباً بـ(نَفَس شعري) منسجم مع الشاعر وجمالياته.
حول جمهور الشعر القليل، ويقصد الجمهور، برر حوامدة ذلك بالأميّة وضعف التوعية الثقافية في المناهج المدرسية، منتقداً الأسلوب التقليدي في التلقين بقصائد المدح أو الهجاء.
تحدث حوامدة عن النقد؛ مبيناً شرط الحريّة، معترفاً بأزمة النقد. وانتقد حوامدة تحنيط القصيدة في ثياب الماضي، مطالباً بسيادتها وصوتها الخاص، مؤكداً فرض القصيدة الحديثة ذاتها في المشهد الثقافي بسبب من التطور والابتكار والرؤية.
تحدث موسى عن بلاغة القصيدة ونظامها الخاص؛ مفنّداً رأي من يقول إن القصيدة الحديثة تنكّرت للشعر، مصرّحاً: (لا يمكن أن نكمم أفواه الشعراء ونجبرهم على الجلوس تحت مظلّة الخليل بن أحمد الفراهيدي؛...» أن تكون شاعراً ، يعني أن تتجرع وحدك حسرة الوجود ، خطايا الملائكة قبل البشر ، عصيان الماء في قبضة البحر ، ولك أن تتحمل رعشة الكون ، في جسد الحروف والأنغام والصور ، فالشعر روح الطبيعة ، قبل أن يكون روح الإنسان نفسه ، والشاعر إنسان يتألم ويفرح ، يتأمل ويشعر ، إذ يجب أن تنسكب إنسانية الإنسان في شعره «.
بدوره قدّم أبو صبيح الشاعر حوامدة بحديث عن قصيدة النثر وتحررها من الرتابة وجغرافيتها الجديدة، بما تتيحه من رقي، مؤكداً الشعرية في النص والرحابة التي تمنحها هذه القصيدة.
قرأ حوامدة من قصائد « لن ينتهي اسم فلسطين « و» أنا ميت « و « عدم يملأ اليقين « و» لن أقول السماء بعيدة».
ومما قرأ:
(لم ينته الكلام 
لأقصَّ جديلة أمي
وخطواتها فوق تراب البلد
وآثار أجدادي فوق تضاريس البلد
آثار أيديهم على حيطان البلد.
لم ينته الكلام
لأقر للمحتل أن الحكايةَ وصلتْ لطريق مسدود
وأن المدينة ضاعت للأبد.).
وقرأ حوامدة:
(رفعتُ كفني 
عالياً 
صرختُ 
طالباً 
حقي في الموت
أرجعوني
للعناية الحثيثة
أفقتُ من غيبوبتي
خشيتُ أن أروي للممرضة البدينة
بعض ما مرَّ معي في غرفة الموتى.
لم يصدق غَسَّال المشفى أني عدتً
لم يصدقْ المقرئ والملقن
لم يصدق حفارُ القبور 
ولمّا ركضتُ بعيداً 
أهدروا دمي، 
لا وقتَ لحدوثِ المعجزات).ا