فليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
وليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
فإن صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
وأقول:_
يلاحظ القارئ لهذه الأبيات ملاحظتين بارزتين إحداهما من حيث المبنى والثانية من حيث المعنى
أما الأولى فتلك التي تناولها في مبناه وهي أنه بنى خطابه على ثنائية وكأنه عقد مفاضلة على ميزان ذي كفتين
فوضع ممدوحه في كفة ووضع العالم بأسره بالأخرى
ثم خلص إلى نتيجة أن الممدوح أفضل من العالم كله بالنهاية
وعندما أقول المبنى فأنا أعني أنه قد خص ممدوحه بصدور الأبيات كلها تقريبا حيث فقط بالصدر الأخير خص الممدوح بثلثيه تقريبا ويتبين المقدار عبر الاستهلاك العروضي الذي تناول الممدوح بالشطر حيث تناول الممدوح بتفعيلتين وبعض التفعيلة من أصل أربع هي تقعيلات الطويل.
وأما بالأعجاز فقد تكلم عن بقية الكون ككل.
أما من حيث المعنى فقد لعب الشاعر باحتراف عبر أسلوب المقابلة في المعنى والمقابلة هي جمع أكثر من طباق (تضاد) في سياق واحد
فنلاحظ هذا الأسلوب بالبيت الأول في
بيني وبينك × بيني وبين العالمين عامر ×خراب
وبالبيت الثاني في
كاف الضمير في ليتك × الحياة تحلو × مريرة والكاف × الأنام ترضى × غضاب
كما برزت خاصية أخرى هي تكرار بعض الألفاظ من باب التوكيد
ككلمة
بيني وبين وكل والكل وتراب وتراب
وبالأخير لا يمكنني أن أنسى ما أضفاه أسلوب التمني في تكرار ليتك وليت مما جعل النص نابضا بالحياة