|
عرار: عرار : تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، انطلقت صباح اليوم الأحد في مدينة العين فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، احتفاء بتسجيل منظمة اليونيسكو للصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وللتعريف بدولة الإمارات كدولة نجحت بالجمع بين الحاضر بكل تقنياته ومعطياته وبين الماضي بكل ما فيه من عراقة وأصالة وثقافة. ويشارك في المهرجان 75 وفداً من مختلف الدول مما يعزز أحد الأهداف الأساسية للمهرجان بتكريس مكانة أبوظبي كوجهة سياحية ثقافية متميزة، ليس على الصعيدين المحلي والخليجي فحسب، وإنما على الصعيد العالمي، مما يوفر بيئة متميزة لاحتكاك وتمازج الحضارات والثقافات والتقاء الشعوب والمنظمات والأفراد المهتمين بالصقارة لدعم هذا التراث والحفاظ عليه وتطويره. شهد انطلاق الفعاليات سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي ومدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد كبير من المهتمين والمعنيين بأمور التراث بالدولة. وأكد المزروعي أن المهرجان يحتفي بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيّب الله ثراه - باعتباره الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة في العالم، والذي أطلق الدورة الأولى من المهرجان في عام 1976م، واستشرف مُبكرا الحاجة الملحة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة، وبين التأكد من بقاء الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيدة، حيث توصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقاً بمبدأ الصيد المستدام مُتقدّما بمراحل على دعاة حماية الطبيعة في العالم، ومُجسّدا الصورة المثالية للصقار العربي لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة. وبدأت فعاليات اليوم الأول باستعراض لسباقات الهجن بمضمار سباق الهجن بمنطقة رماح بالعين، بمشاركة 44 من الهجن، حيث خصص الشوط الأول لبكار ثنايا والثاني لجعدان ثنايا، والثالث للحول فئة أكبر من خمس سنوات، والرابع للزمول. وأعرب كل من جمعة علي الخيلي وحمود السبيع المحرمي منسقا ميدان الرماح لسباق الهجن عن سعادتهما للمستوى العام للعرض، ومدى تجاوب المشاركين والجمهور مع الحدث، مما أضفى على السباق طابعاً مميزاً يتواءم مع أهداف المهرجان. وتضمن سباق السلوقي خمسة أشواط شارك فيها الأحد 125 كلباً سلوقياً تنافست على المراكز الأربعة الأولى، وتم اختيار الفائزين الأربعة الأوائل في كل شوط ، وكانت مسافة السباق 1.5 كيلو مترا، وبنتيجة السباق والذي يتضمن خمسة أشواط أخرى سيتأهل أربعين كلباً سلوقياً منها عشرين تم تأهلها الأحد وعشرين سيتم تأهلها الاثنين للتنافس في مهرجان الظفرة الذي ستبدأ فعالياته خلال الفترة من 17 ولغاية 28 ديسمبر الجاري في مدينة زايد بالمنطقة الغربية، وجرت الكلاب السلوقية خلف ظبي محنط ، وسوف يحصل الفائزون على جوائز تصل قيمتها إلى نصف مليون درهم. وستتابع الاثنين بقية السباقات التراثية حيث سيقام ساق القدرة للخيول في الفترة الصباحية ثم استكمال سباق السلوقي وانطلاق فعاليات سباق الصيد بالصقور . أما يوم الثلاثاء فيوف تختتم في "رماح" سباق السلوقي وسباق الصيد بالصقور، على أن ينتقل الصقارون والمشاركون ووفود الدول ابتداءً من يوم الأربعاء إلى موقع المهرجان في محيط قلعة الجاهلي، حيث تقام الفعاليات التراثية والفنية والثقافية خلال الفترة من 15 ولغاية 17 ديسمبر (أيام الخميس والجمعة والسبت) بعروض فلكلورية للدول الـ 75 المشاركة، فيما تنطلق خلال نفس الفترة جلسات المنتدى الدولي للصقارة في فندق العين روتانا حيث يبدأ الافتتاح الرسمي للمهرجان صباح الخميس. ويحفل المهرجان الذي وصفه خبراء عالميون أنه بمثابة "أولمبياد الصقارة" بالعديد من الفعاليات المميزة والمبتكرة، ومنها إقامة عدد من المعسكرات الوطنية للدول المشاركة في محيط قلعة الجاهلي كقرية السهوب الآسيوية التي تشكل فرصة لمقابلة الكازاخيين والمنغوليين الذين يصطادون بالنسور الذهبية، وقرية الخيام المخروطية من أميركا الشمالية التي تعرض لثقافة الهنود الحمر، إضافة لقرية خاصة بشمال إفريقيا واهتمام دولها بالصقارة، فضلا عن مقابلة صقارين من 75 دولة. كما ويضم المهرجان 10 معارض متخصصة لفن الرسم والتصوير الفوتوغرافي، ومعرض لتراث الصقارة في الولايات المتحدة، معرض الحفاظ على الجوارح، معرض الحفاظ على الفرائس، معرض التعليم المقدّم من قبل الجمعية البريطانية للمحافظة على الصقور، معرض إعادة التأهيل للجوارح المصابة وتكييفها للعيش مُجددا ً في الحياة البرية، معرض كلاب الصقارة التي ظلت تصطاد مع الصقارين على مدى قرون، معرض جمعية المستشاريين الدوليين للحياة البرية والذي يعرض بعض جهود الإمارات على مدى 22 عاما في صون التراث والبيئة، ومعرض الاتحاد الدولي للصقارة والحفاظ عليها. وأكدت جمعية مستشاري الحيارة البرية الدوليين أهمية تسجيل الصقارة مؤخرا كتراث عالمي في منظمة اليونسكو بفضل الجهود التي بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة، مُشيرة إلى عمل الجمعية في مجال الثقافة والتراث، وإدارة تراث الصقارة بما في ذلك تقديم منح لعلماء الصقارة وإدارة الأرشيف الإلكتروني العالمي لتراث الصقارة. وقال فرانك بوند رئيس الرابطة العالمية للصقارة إنه مصدر فخر لنا أن يتم إدراج الصقارة في قائمة اليونسكو للتراث غيرالمادي للإنسانية، ويسعدنا أن ندعم الجهود التي قادتها دولة الإمارات في هذا الاتجاه وهي جهود أساسية بالنسبة لنا في الرابطة، حيث نرى أن الاعتراف بالصقارة التي تعود لآلاف السنين كتراث غير مادي للإنسانية سيساهم في الاعتراف بها كعنصر هام في تراث الدول التي لا تعتبرها كذلك. كما أكد باتريك موريل المسؤول في الـ (IAF) أنّ الشيخ زايد طيّب الله ثراه قد حظي بالكثير من التقدير في العالم أجمع كأحد الصقارين الرواد والذي كان له تأثير كبير على عالم الصقارة بينما كنا في الغرب لا نزال في بداية الطريق. وأشادت الرابطة العالمية للصقارة في بيان لها بنجاح جهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في نجاح أكبر عملية تسجيل لعنصر من عناصر التراث المعنوي على مدى تاريخ اليونسكو. ومن جهته أشاد ديتر شرام الرئيس الفخري للمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية الذي يضم في عضويته 84 دولة، إنه لا يسَع المجتمع العالمي للصيادين المناصرين للبيئة، الذي ينضوي تحت مظلة المجلس، إلا أن يقدر عاليا الدور الحاسم الذي نهضت به الإمارات لتحقيق هذا النجاح الباهر، كأحد نماذج الحفاظ على التراث الإنساني المشترك بين بلدان العالم. فمن خلال اهتمام الإمارات المعروف على مستوى العالم بتراث العرب وقيمهم وهويتهم، حصلت الصقارة على أفضل وأوسع اعتراف عالمي بوصفها تراثا ثقافيا إنسانيا. يُذكر أن "البيزرة" كلمة عربية مشتقة من اسم طائر الباز (وهو من أشهر أنواع الصقور)، وهي تعني علم أحوال الجوارح من حيث صحتها ومرضها ومعرفة العلائم الدالة على مهاراتها في الصيد، وطرائق التعامل معها وتدريبها. خيمة فن الصقارة: تعرض تشكيلة مذهلة من الأعمال الفنية من جميع أنحاء العالم، وهي الأعمال التي وصل أصحابها إلى التصفيات النهائية بعد أن تنافسوا فيما بينهم على حضور المهرجان لعرض أعمالهم. وتشمل الفئات المشاركة لوحات لفنانين هواة ومحترفين في مجالات علاقة الإنسان بالطيور، إلى جانب الصقارة في الثقافة الوطنية وفي المشاهد الطبيعية. ويتم أيضا عرض منحوتات وأعمال برونزية ولوحات من فن الخط العربي وقطع من مشغولات الصقارة وحتى الملابس الخاصة بهذا الفن. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 12-12-2011 12:56 مساء
الزوار: 1047 التعليقات: 0
|