|
عرار: الشارقة- خاص :عرار تبث الأمسية الثالثة من مهرجان الشارقة للشعر العربي لدورته الثانية عشرة حيث شارك فيها الشعراء : مراد السوداني من فلسطين ، صباح الدبي من المغرب، عبد الواحد عمران من اليمن ، واحمد الحربي من السعودية تقديم عامر الرقيبة العراق. وهي إنتاج خاص مؤسسة عرار العربية للإعلام تغطية موسى الشيخاني الرئيس التنفيذي لوكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية وبوابة عرار الاخبارية الشاملة (اذاعة وتلفزيون عرار). خلال ثالث أمسيات المهرجان....أربعة شعراء يقرؤون الوطن والحب في فضاءات متعددة اجتمعت في ثالث أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي في قصر الثقافة بالشارقة، أربع تجارب شعرية متباينة، قدمت قراءات عكست رؤيتهم في بناء القصيدة، وجمعت بين العمودية والتفعيلة. وشارك في الأمسية التي أدارها الشاعر عامر الرقيبة، الشاعر مراد السوداني من فلسطين، وصباح الدبي من المغرب، و عبد الواحد عمران من اليمن، وأحمد الحربي من السعودية، وقرأ كل منهم عدداً من القصائد التي تطرح شواغلهم الشعرية، وقضايا الراهن العربي عاكسين بذلك مناخات القصيدة التي ينتمون إليها. واستهل القراءات الشاعر مراد السوداني بقصيدة كشفت أجواء الشعر الفلسطيني في قصيدته، فتوقف عند شعرية الوطن وما يمثله للفلسطيني، معيداً إلى القصيدة العربية واحدة من الثيمات التي خفت حضورها في العقود الأخيرة، وقد بات الشعراء يبحثون عن الصبغة الكونية في قصائدهم لينتقل الوطن من مفهومه المألوف إلى الكون بما فيه من جغرافيا وبشر، فقرأ من قصيدة بعنوان "الطريق": " أوحشتني البلادُ .. وكلُّ طريقٍ عبرتُ أفاضتْ عليَّ الخساراتِ .. وكلُّ جمالٍ عرفتُ يطاعنني بالدموعْ مالي وللغرباءِ .. وأشباهيَ الغائبين نرندحُ أحلامنا للعذارى ونعرفُ أنّ الطريقَ تؤجّلُ ما نبتغي". واستحضر السوداني روح الشهيد الفلسطيني عبد الله داوود، بقصيدة عمودية اشتغل فيها على بناء جمل شعرية متفردة تجمع بين متانة المبنى وجزالة اللغة، موظفاً شعرية المفردة ووقعها في نسج مزاج القصيدة وتسريبه إلى الجمهور، فاستخدم دلالات الغياب والشوق والحنين والفخر والحزن في عمودٍ شعري واحد جاء بعنوان "تلويحة"، ومنها: " ومنفرطٌ قلبي على ظعنهمْ ضُحىً فلا حُزْنهُمْ يُبقي ولا نأيُهُم أبقى ينخِّلُني برٌّ وبرقٌ مخاتِلٌ فَمَنْ لي بعينِ جمرُها يَلْفَحُ البرقا ورَنَّتْ ببابِ الوادِ فاختةُ النوى وناحتْ ظلوعي مِنْ لظى بارقٍ رقّا تهدْهِدُني الأيامُ ذئباً مُشَعَّثاً فدوزانهُ صمتٌ وإيقاعُهُ المرقى" وقرأت الشاعرة صباح الدبي عدداً من قصائد التفعيلة التي تقترح فيها دلالات وصورا شعرية مغايرة، تخرج فيها المألوف من إطاره إلى مساحة أكثر تخيلاً وأخصب جمالية، فتشتغل على الضوء، والريح، والغيم، والروح، بوصفها مفردات حمالة للتأويل وتدخِل المتلقي في أفق التخيل وجمالياته، فقرأت في قصيدة بعنوان، "معارج الارتواء": "وَلِأَنَّنِي أَدْمَنْتُ رُوحَكَ... صَبَّهَا كأس التَّجلِّي من منابعِ ضوئه ما زلتُ أستبقُ الغمامَ أصاحبُ الرِّيحَ التِي حملت جناحكَ صوبَ مُفْتَرَقِ الكلامْ ما زلتُ أبحثُ عن يواقيتِ الحكايةِ في مجارفِ بحركَ الورقي متمردٌ نورُ انبعاثكَ يا رحيلاً تشتهِي الرُّوحُ اشتعالَ رمادِه الحجري... كم كانَ يكفي من هواءٍ لاقترافِ الغوصِ في لُجَجٍ تعاظَمَ كلُّ فِرْقٍ منْ منابتهَا و أنتَ ، كما شموس الوقتِ ، منفلتٌ تُصَاعِرُ ضوءَكَ الممدودَ للرُّوح". وألقى الشاعر عبد الواحد عمران مجموعة من القصائد التي تتنوع في موضوعاتها وبنائها، فمنها التفعيلة، والعمودي، محاولاً بذلك الكشف عن نماذج من تجربته، فقرأ قصائد يترك فيها للشعرية حرية اختيار الوزن والقافية، ويبني بلغة متينة صوراً ومشاهد يستند فيها إلى الجملة الفعلية القصيرة، والأفعال ذات الدلالات الحركية لينتقل بالقصيدة من صيغتها النصية إلى المشاهد المتحركة والمنسوجة جمالياً في شطر وعجز، فقال في قصيدة "أحزان خضر": " هزوا بنخلة حزنه فأضاءوا ومضوا لهم من طلعها أسماءُ لاذوا بمعناه غداة نفتهم الدُّ نيا وضلت فيهم البيداء وامتدَّ مُتسعاً لكلِّ جراحِهم وهو الذي ما آزرته سماء من نصه ولدوا, ولكن حينما اشتدت أصابعهم ,إليه أساءوا". واختتمت الأمسية بقراءة الشاعر أحمد الحربي، حيث استعاد نبرة القصيدة الحماسية التي ترفع صوت العروبة، وتستنهض مشاعر الكرامة والنخوة، وتطل في الوقت نفسه على إنسانية الحب، ودوره في تبديل صورة الحياة وإدخالها في سياق جمالي لا ينضب.ومن قراءاته : تعالي.. ومري على شرفة الأمنيات على الأمس ألوانه الشاحبة سيأتي وحيدا يبلل خديه قطر الندى وتغسله غيمة هاربة . الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 10-01-2014 08:53 صباحا
الزوار: 1817 التعليقات: 0
|