|
عرار: انّ التعجيل بالتصريح بأننا ماثلون امام "خيار وحيد" قد يكون محاولة من طرفنا للتملص من البحث عن بدائل وفي بعض الاحيان قد يكون فاتحة لارتكاب أمور في غاية الخطورة. البدائل موجودة دائما وعلينا تقصيها او خلقها. هنالك العديد من الناس القابعين في مكانهم والذين تخلّوا عن احلامهم وطموحاتهم بعد ان وصلوا الى استنتاج بأنهم غير قادرين على تغيير واقعهم ما أسرُعنا في إطلاق هذه العبارة "هذا هو الخيار الوحيد الذي كان امامي..." وعادة نرددها عندما نريد تفسير "فعلة" قمنا بها او تبرير قرارٍ اتخذناه او موقفٍ اعلنا عنه, وعادةً يميلُ سامعونا الى تصديقنا وتفهّمنا ويقومون بمؤازرتنا لأنه لا يمكن لوم انسان امتثل امامه "بديل واحد" او "خيار واحد". عندما نشكو امرنا للآخرين ونشرح لهم ان ضررا ما لحق بنا من شخص ادعى بانه فعل ما فعل لأنه لم يملك خيارا آخر فقلّما يقفون الى جانبنا وتُدهشنا مساندتهم لموقف صاحب "الخيار الوحيد". الانسان الذي يقوم بفعلة ما من منطلق أنه كان ساعتها امام خيار وحيد معفى من الاجابة على الاسئلة والاستفسارات التي عادة تُوجّه الى من يقوموا بالحسم بين بدائل عديده حيث يتهمون احيانا بالتحيّز او بالتسرّع او بالغباء, اما صاحب الخيار الوحيد فيحظى بمعاملة خاصة حتى القضاء يرأف بأمثاله ويخفّف عنهم العقاب, فالشرطي الذي يطلق النار على السارق ويقنع المحكمة بأن اطلاق النار كان الخيار الوحيد وانه لو لم يفعل ذلك إلا دفاعاً عن حياته يحظى بتخفيف كبير في العقوبة الى حدّ البراءة الكاملة. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 09-12-2011 02:26 مساء
الزوار: 1686 التعليقات: 0
|