|
عرار: مشاريع إكثار الحبارى في الأسر انطلقت في أبوظبي قبل 34 عاما ً..الصقارة انطلقت من منطقة الخليج العربي قبل حوالي 10 آلاف عام إلى بقية الأمم..محمد خلف المزروعي: جهود دولة الإمارات باتت اليوم معروفة عالمياً في مجال تطبيق الصيد المستدام عرار : أكد سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أنّ الصقارة تعتبر من ملامح التراث العربي الأصيل الذي لم يكتفِ أهل الإمـارات بصونه وحمايتـه فقط، بل بذلوا جهـوداً حثيثـة لتطويره بما يُحقق " الصيد المُستدام " ويُحافظ على البيئة. وقال في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء بأبوظبي بمناسبة انطلاق فعاليات مهرجان الصقارة الأحد القادم 11 ديسمبر في مدينة العين ولغاية 17 ديسمبر 2011: "إنه لمن دواعي سرورنا اليوم أن تستضيف مدينة العين، وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة احتفاءً بتسجيل منظمة اليونسكو للصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية .. وكذلك امتداداً لمهرجان ومؤتمر الصداقة الدولي للبيزرة الأول الذي دعا إليه ورعاه وافتتحه الصقار الأول على مستوى العالم، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ديسمبر من العام 1976م، وذلك بهدف المحافظة على الصقارة كأحد أهم ركائز ومقوّمات التراث الوطني، فضلا عن إبراز جهود الإمارات في الحفاظ على البيئة والترويج لاستدامتها". وأشار إلى المشاركة الدولية الواسعة في فعاليات المهرجان من قبل ما يزيد عن 700 صقار وخبير وباحث ومسؤول في اليونسكو والمؤسسات الدولية المعنية من 75 دولة، والذي إنما يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بصون تراث الشعوب، وثقة كبيرة في إمكانات أبوظبي ودولة الإمارات. وأوضح أنّ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تسعى عبر تنظيم هذا الحدث العالمي لإبراز الدور الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة في تسجيل الصقارة كتراث إنساني في قائمة اليونسكو، وشرح أهمية هذا الإنجاز، فضلا عن الاحتفاء بتسجيل مدينة العين كجزء من التراث العالمي المادي لليونسكو، والترويج لدولة الإمارات كدولة حديثة تعتز بتراثها وثقافتها، والترويج لأبوظبي كوجهة مميزة للسياحة الثقافية، والعمل على توفير منصّة متميزة لحوار الثقافات والتقاء الشعوب والمنظمات والأفراد المهتمين بالصقارة لدعم هذا التراث والحفاظ عليه وتطويره. وتحدّث المزروعي عن نظرية جديدة تعيد أصول الصقارة إلى ما قبل التاريخ بفترة طويلة، وربما إلى أواخر العصر الجليدي الأخير الذي انتهى منذ حوالي 10.000 - 12.000 سنة مضت، حتى أن الصقارة قد تكون إحدى الخطوات الأولى للبشرية على الطريق نحو الزراعة. ومنذ زمن بعيد تعتبر الصقارة رياضة نبيلة وعريقة جداً. وقد أثبتت السجلات والحفريات والنصوص القديمة من خلال التقنيات الجديدة في التنقيب الأثري أن الصقارة انتشرت في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في منطقة الخليج العربي قبل 10000 عام قبل الميلاد، ثم انتشرت فيما بعد لبقية الأمم، حيث عُرفت في تخوم آسيا الشرقية، كما مورست في معظم أوروبا وأمريكا الشمالية. وذكر أنّ العرب قد مارسوا الصقارة بكافة فئاتهم أباً عن جد إلى يومنا هذا، وتكفي الإشارة إلى أن أكثر من 50% من صقاري العالم يتركزون الآن في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من أنها منتشرة اليوم في حوالي 80 بلدا في القارات الست. وقد دخلت الصقارة إلى أوروبا عبر الشرق العربي، وفيما سبق كان الصيد بالصقور هو الرياضة الوحيدة التي تستطيع نساء القرون الوسطى المشاركة بها. كما وصلت الصقارة إلى اليابان منذ حوالي 2000 عام، وكان الصقار الأول في اليابان كوري الجنسية، ومنحه الامبراطور آنذاك زوجة يابانية كي يشجعه على البقاء، فتعلمت زوجته استخدام الصقور في الصيد، فكان أول صقار ياباني امرأة، وتلتها امرأة أخرى، ثم انتقل فن الصقارة إلى عدد كبير من الرجال في اليابان. وتحدث المزروعي عن جانب من جهود دولة الإمارات التي باتت اليوم معروفة عالمياً في تطبيق الصيد المستدام، وخاصة في مجال إكثار الصقور ورعايتها وتشجيع الصقارين على التعامل مع صقور المزارع حتى تُتاح الفرصة لصقور البرية للتكاثر وزيادة أعدادها في البرية. ويُضاف لذلك برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي نجح في إطلاق المئات من صقور الحر والشاهين للبرية منذ إطلاقه في العام 1995، فضلا عن برنامج تزويد الصقور بالشرائح الالكترونية للبحث في بيولوجيا الطيور في البرية ومراقبة مستويات أعدادها في مناطق تكاثرها. هذا إضافة لدور الإمارات في محاربة التجارة غير المشروعة عبر استضافتها للعديد من الاجتماعات وورش العمل لتطبيق نظم وإجراءات اتفاقية التجارة الدولية في أنواع النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض (السايتس). كما خطت الدولة خطوات مهمة في مجال الحفاظ على طيور الحبارى وإكثارها في الأسر، وذلك بالنظر لما يشكله طائر الحبارى من أهمية بيئية باعتباره حلقة مهمة في سلسلة التوازن البيئي، وركنا ً مُهماً وأساسياً في تراث الصقارة. ومما لا يعلمه كثيرون، أنّ مشاريع الإكثار في الأسر انطلقت في أبوظبي منذ 34 عاماً أي منذ العام 1977.. وبعد جهود علمية مكثفة، تحقق النجاح بإنتاج أول فرخ من الحبارى الآسيوية في الأسر في عام 1982م.. ويصف رئيس نادي صقاري الإمارات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان تلك اللحظة الرائعة بقوله "وإن أنسى فلن أنسى ذلك اليوم الذي زُفّت فيه هذه البشرى للمغفور له الوالد الشيخ زايد ومشاعر البشرى والفرحة التي كست مُحياه، وهو يستشرف نجاح جهوده التي بدأت في طرح ثمارها الغضة مبشرة بأن هذا الطائر النادر سيبدأ في التكاثر في قلب بيئة الإمارات النابض الذي لن يسمح له بالانقراض بإذن الله". واختتم المزروعي كلمته بتوجيه الشكر والتقدير للجنة المنظمة، وللمجلس البريطاني للصقارة، وإلى كافة الداعمين للمهرجان بلدية العين ومجلس أبوظبي الرياضي وحديقة حيوان العين ونادي تراث الإمارات. وتمنى للجميع من الإعلاميين والزوار والسياح الاستمتاع بروعة وأصالة التراث في أكبر تجمع عالمي للصقارين، هذا الحدث المميز الغني بالسباقات والعروض والمعارض والفعاليات التراثية النادرة التي لا يُمكن مُشاهدتها إلا في هذا الكرنفال. ومن جهته كشف السيد عبدالله القبيسي مدير المهرجان ومدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أنّ مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة يتضمن إقامة مخيمات صحراوية وتنظيم مؤتمر علمي، إضافة للعديد من ورش العمل التطبيقية والفعاليات التراثية والثقافية المبتكرة، والتي ستشكل فرصة مميزة للترويج السياحي للإمارات، وبشكل خاص لمدينة الواحات " العين " في المنطقة الشرقية، والتي تزخر بالمواقع الأثرية التي تمّ تسجيلها مؤخرا ً في منظمة اليونسكو كتراث عالمي. ينطلق مخيم الصقارين من 11 ولغاية 13 ديسمبر في منطقة رماح بالعين، حيث يقدم المخيم خبرة عملية لتجربة الحياة في الصحراء، إذ سيتم تدريب الطيور التي تخصص للصقارين من قبل المهرجان. كما أنّ التدريبات ستشتمل التدرّب على ركوب الخيل والإبل التي ستعرض فيما بعد في موقع قلعة الجاهلي بعد انتهاء فترة المخيم. والمخيم فرصة أيضا للتعرف وتبادل الخبرات بين الصقارين الإماراتيين والدوليين، وهو مناسبة أيضا للتنافس في سباقات الهجن وكلاب الصيد العربي (السلوقي)، والصيد باستخدام الصقور المكاثرة في الأسر (من نوع جير حر وجير شاهين). وخلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر 2011 يقدّم 93 خبيرا دوليا ومتخصصا في الصقارة أوراق عمل بحثية في كل ما يتعلق بالصقارة وللخطط المستقبلية التي وضعتها اليونسكو لصون الصقارة واستدامتها كتراث إنساني، وذلك من خلال منتدى دولي تنظمه الهيئة في فندق العين روتانا. وأوضح القبيسي أنّه يُشارك في المنتدى كذلك العديد من الجامعات الإماراتية، حيث يُقدّم طلبة جامعة أبوظبي وجامعة الإمارات وجامعة زايد إسهامات في المحاور المتعلقة بالتراث العربي للصقارة. وتبحث جلسات اليوم الأول في "صحة الصقور: الإسعافات الأولية وإعادة التأهيل"، "تراث الصيد بالصقور"، و"الضوابط القانونية للصيد بالصقور: التجارة والحيازة وفوائد صون الصقارة". أما جلسات اليوم الثاني فتتضمن "مشروعات صون الصقور"، "تدريب الصقارين"، "الخطط المستقبلية لليونسكو"، و"الصقارة في التراث العربي". وتتمحور جلسات اليوم الثالث حول "صون الطرائد والصيد المُستدام"، النظرة لرياضة الصيد بالصقور"، و"التواصل بين الصقارين". وتتوج فعاليات المهرجان في محيط قلعة الجاهلي من 15 - 17 ديسمبر، والتي حصلت على جائزة العمارة الدولية ضمن أفضل الإنجازات المعمارية الحديثة لعام 2010، بعد انتهاء عمليات الترميم والتجديد التي قامت بها للقلعة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وتشتمل فعاليات الجاهلي على خيام مخصصة للدول المشاركة في المهرجان تعكس اهتمامهم بالصقارة وتعرض للحرف التقليدية المرتبطة بها، جناح لدولة الإمارات العربية المتحدة يضم مبادرات الجهات الحكومية المتعلقة بالصقارة والصيد المستدام، حلبة لبرنامج عروض الدول، برنامج للفعاليات والأنشطة التعليمية والأسرية، معرض للفائزين في مسابقات الرسم والتصوير الفوتوغرافي، أجنحة لعرض المبادرات الدولية لصون الصقور، وسوق لمعدات الصقارة والحرف التقليدية. ومن مفاجآت المهرجان العديد من الخيم والمعارض التي تجذب الجمهور، كخيمة فن الصقارة، معرض صون الجوارح، معرض الحفاظ على الطرائد، معرض التعليم، معرض إعادة التأهيل للطيور المُصابة، معرض كلاب الصقارة. معرض جمعية المستشاريين الدوليين للحياة البرية، معرض الاتحاد الدولي للصقارة، هذا إضافة لقرية السهوب الآسيوية حيث بإمكان الجمهور مقابلة الكازاخيين والمنغوليين الذي يصطادون بالنسور الذهبية، وقرية الخيام المخروطية من أميركا الشمالية حيث الثقافة الأصلية للهنود الحمر. وتُعلن نتائج مسابقة الفنون والحرف اليدوية المتعلقة بالصقارة وكذلك مسابقة التصوير الفوتوغرافي يوم 15 ديسمبر 2011 من قبل ممثلي منظمة اليونسكو، وتتناول المسابقات العلاقة الإنسانية بين الصقار وطائره، التحليق والطيران، أنواع الطرائد، تربية السلالات المختلفة، المناظر الطبيعية، الهوية الوطنية للدول المشاركة، أعمال النحت والحلي والخط والأزياء المرتبطة بالصقارة. وتنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال المهرجان سلسلة من الفعاليات التعليمية المميزة تتضمن أنشطة متنوعة للأطفال وطلبة المدارس، حيث يساهم الشركاء التعليميون للمهرجان بورش عمل تعليمية وفنية، وعروض ومسابقات لتعريف الأطفال برياضة الصيد بالصقور وبالطيور والطرائد والإبل والخيول وغيرها من ركائز التراث الوطني لدولة الإمارات. وقد تمّ تصميم البرنامج بحيث يناسب فئات عمرية مختلفة، ويضمن مشاركة الأطفال من كافة الجنسيات، وتمّ تخصيص مساحة واسعة من البرنامج تسمح بتفاعل أكبر عدد من الأطفال واستفادتهم من المعلومات التراثية. كما سوف يتم تنظيم جولات للأطفال داخل المهرجان للتعرّف على رياضة الصيد بالصقور وطرقها وتراثها في مختلف الدول المشاركة. كما أعدّت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث قائمة متكاملة من المطبوعات التي تغطي كافة أنشطة المهرجان، تمّ البدء بتوزيعها قبل انطلاق الحدث على المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة والمراكز الثقافية والأسواق التجارية. أما د.نك فوكس المشرف الفني للمهرجان وعضو مجلس إدارة جمعية تراث الصقارة في المملكة المتحدة، فقد أكد أنّ الصقارة لم تشهد يوما تظاهرة عالمية كبرى مثل هذه - وربما لن تشهد مثلها أبدا!، فقد كنا نعتقد أن 65 بلدا فقط تنتشر فيها ممارسة الصقارة، لكننا حين أعلنا عن إقامة هذا المهرجان، تلقينا ردودا من حوالي 80 بلدا، وسوف يشارك ممثلون عن زهاء 75 منها في هذه الدورة، ما يجعل المهرجان جديرا بأن يكون "أولمبياد الصقارة"، ونحن نتوقع حضور حوالي 700 صقار من الخارج- وهو ما يعني أعمالا تنظيمية ولوجستية غير مسبوقة، فلا بدّ من أن تسير الأمور وفقا لما هو مخطط لها بدقة، وكذلك فإن منتدى الصقارة الدولي المصاحب للمهرجان هذا هو الأكبر والأوسع نطاقا حتى الآن بمشاركة ما يزيد عن 90 متحدثا. وأشاد فوكس بالجهود المميزة التي بذلتها دولة الإمارات على صعيد المحافظة على الصقارة كتراث عالمي وتسجيله في اليونسكو، وفي نفس الوقت الحرص على عدم التأثير على البيئة والأنواع، بل على العكس فقد أثمرت مشاريع الإمارات بفضل التوجيهات والمتابعة الحثيثة من قبل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عن نجاحات واسعة في مجال إكثار الصقور والحبارى في الأسر، وبالتالي ضمان عدم صيدها في البرية، وقامت الإمارات بجهود توعوية للصقارين للترويج لاستخدام الصقور المكاثرة في الأسر بديلا مناسبا عن صقور البرية بما يتيح المجال لتكاثرها والحفاظ عليها من الانقراض. وأوضح أن الإمارات من أكثر الدول الآسيوية اهتماما بصون الصقور كأحد الطيور البرية، و قد تم البدء بالفعل في إنتاج عدد كبير منها في مزارع خاصة، كما تم إعداد الكثير من اللقاءات مع المهتمين حول العالم في هذا الشأن، وقد لاحظنا أنّ صقور الحر في ازدياد مستمر نتيجة مشاريع الإكثار في الأسر وبالتالي الحفاظ على الصقور البرية. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 07-12-2011 06:08 مساء
الزوار: 1071 التعليقات: 0
|