|
عرار: جهاد هديب (دبي) - الاتحاد- عرار– ما إن تفرغ الناس من صلاة العشاء وما يليها من التراويح حتى يبحث كل امرئ عن غايته. غير أن الملحوظ في هذا الأمر أن الناس بمجملها لا تعود إلى البيوت مباشرة على الرغم من إغواء الفضائيات مثلا، فهناك مَنْ يؤمّ المجالس، فيما يختار آخرون المقاهي بشتى أطيافها، بل إن عائلات بأكملها يمكن للمرء أن يراها في الشوارع مثلما في المخازن والمولات، وسواها من تلك المطارح التي تلبّي لهم الاحتياجات والاهتمامات اليومية. ولا تخلو المجالس والمقاهي من طرح قضايا راهنة و«ساخنة» في حقول اجتماعية وسياسية وثقافية يتفاوت الاهتمام بها من هذا المجلس إلى ذاك المقهى. غير أن السؤال الذي من الممكن طرحه في سياق رغبة الناس في الالتئام والتجمع وممارسة نوع من «اجتماع أهلي» من الممكن وصفه بأنه ديناميكي هو: لماذا هذا الغياب للفعاليات الثقافية عن برامج المؤسسات المعنية بالثقافة ومآلاتها عن برامجها في الشهر الفضيل؟ لماذا تجفّ برامجها إلى هذا الحدّ وعلى الصعد كلها؟ باستثناءات نادرة، لا تتجاوز إقامة معرض هنا أو هناك أو أمسية شعرية غالبا ما تكون «مناسباتية» مرتبطة بالأجواء الرمضانية. في صدد الإجابة عن مثل هذا التساؤل، ردّ بلال البدور، وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المساعد لشؤون الثقافة والفنون ونائب رئيس مجلس ندوة الثقافة والعلوم بالقول لـ«الاتحاد»: «تتقصّد المؤسسات الثقافية تخفيف برامجها المعتادة، لأن هناك جانباً اجتماعياً ينبغي أن يُتاح له المجال كي يتعزز في حياتنا الاجتماعية من خلال المجالس التي تُقام في رمضان، إذ أن هذا الشهر يشكل فرصة مواتية، لذلك لا تتوافر خلال الأشهر الأخرى من العام». ليختم تصريحه لـ«الاتحاد» بالقول: «للقنوات الفضائية نصيب من هذا الأمر، إذ تقدم برامج تستجيب لروحانية هذا الشهر، إذن فلندع الناس يتابعون عبر هذه القنوات شيئاً آخر مختلفاً عن ما اعتادوه». وعلى العكس من ذلك رأت الروائية أسماء الزرعوني، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات أن «هذا التساؤل عن غياب الفعاليات الثقافية أسأله أنا بدوري، فلماذا لا نقيم حواراً بين المثقفين أنفسهم خلال الشهر الفضيل ولجلسة أسبوعية من نوع «مجلس رمضان الثقافي» فنطرح خلاله القضايا التي تهم الثقافية العربية والمحلية في الوقت الراهن؟ حيث من عادة المجالس أن تشهد نقاشات حول موضوعات تهم المجتمع، وينبغي طرحها، ذلك أن المثقفين لديهم مسؤولية تجاه هذا المجتمع، وينبغي عدم تجاهلها». وأكدت الزرعوني: «خاصة أن ما تشهده مثل هذه المجالس الثقافية وطبيعة الأمور التي تتم مناقشتها في إطاره لا تغيب عادة عن مسامع المعنيين وأصحاب الشأن والقرار»، مكررة التساؤل: «بالفعل، لماذا لا يحدث لدينا، في اتحاد الكتّاب مثلاً مثل هذا الأمر؟ بدلا من الذهاب إلى المولات والضياع في الازدحامات الخانقة في الشوارع». أما القاصّ والناقد إسلام أبو شكيِّر من سوريا، أحد أبرز نشطاء نادي القصة في اتحاد الكتّاب، والمنسق الإعلامي للاتحاد، فجاء ردّه منسجماً مع ما ذهبت إليه الروائية أسماء الزرعوني، إذ قال لـ»الاتحاد»: «بالتأكيد ما من مانع في الدعوة إلى إقامة مثل هذه الأنشطة، غير أن المشكلة لهذا العام أن رمضان قد ترافق مع موسم الإجازات الصيفية، ما يعني أن أغلب المعنيين بالعمل الثقافي ومتابعيه هم الآن خارج الدولة». وأضاف: «من جهة أخرى، تقع مسؤولية غياب تلك الأنشطة على المؤسسات المعنية ذاتها، فهي لم تكرّس تقاليد معينة خلال رمضان، تقنع المتابع ببرنامج ثقافي جاد ومستمر خلال الشهر، بحيث يتضمن هذا البرنامج اعتبارات محددة، تنسجم مع الشهر الفضيل أو لا تتناقض مع البعد الروحي فيه». وفي ختام تصريحه لـ«الاتحاد» قال إسلام أبو اشكيّر: «من الممكن إقامة أنشطة ليس من الضروري أن تكون من «العيار الثقيل»، فالكثير من العروض المسرحية أو السينمائية شديدة الخصوصية من الممكن لها أن تحافظ على جمهور هذه المؤسسة الثقافية أو تلك، ومن الممكن أيضاً أن تجذب جمهوراً جديداً لا يجد وقت فراغ عادة، فيمثل هذا الشهر فرصة بالنسبة له لتغيير النمط التلفزيوني وبرامجه». الكاتب:
ابتسام حياصات بتاريخ: الأحد 14-07-2013 08:26 صباحا
الزوار: 2346 التعليقات: 0
|