|
عرار: على هامش الاحتفالات بالعيد الوطني الأربعين لدولة الإمارات.. وبالتعاون مع السفارة الفرنسية في أبوظبي والمعهد الفرنسي.. حفل توقيع النسخة العربية من كتاب "الطاقات المتجددة" للمؤلف الفرنسي جاك فيرنيي والذي قام بنقله للعربية المترجم عبدالهادي الإدريسي، وذلك بالتعاون مع السفارة الفرنسية في أبوظبي والمعهد الفرنسي وبحضور المؤلف جاك فيرنيي . بدأ الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور علي بن تميم مدير مشروع "كلمة" للترجمة رحب فيها بالمؤلف الفرنسي، وقال بأن هذا اللقاء يأتي في وقت تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بالعيد الأربعين لليوم الوطني، مؤكداً بأن اهتمام دولة الإمارات بالطاقة ما هو إلا جزء بسيط من الإرث الكبير الذي خلفه لنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأشار إلى أن الوعي بالطاقة المتجددة غدا ركناً أساسياً لتقدم البشرية، ومن هنا يأتي اهتمام دولة الإمارات بالطاقة المتجددة وسعيها الدائم إلى ترسيخ الوعي بهذا النوع من الطاقة على الساحة الدولية سواء من خلال استضافتها مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة " إيرينا " أو تبنيها لمشروعات رائدة في هذا المجال مثل مشروع مدينة " مصدر" التي تمثل أول مدينة في العالم خالية من الانبعاثات الكربونية. وكان مشروع "كلمة" قد بادر كذلك لترجمة العديد من الكتب العلمية البحثية القيّمة، ومنها "سلسلة الطاقة البديلة" الفريدة من نوعها، والتي تضم 8 كتب مترجمة تبحث في مصادر الطاقة المتجددة المختلفة وكيفية استغلالها، وتدعو إلى تغيير نمط الحياة للتوفير في استهلاك الطاقة وتقليل الهدر والتبديد عن طريق خفض الاستهلاك وإعادة الاستعمال وإعادة التدوير. وذلك في إطار الاستراتيجية الثقافية لإمارة أبوظبي وتعزيز دورها في صون البيئة، والسعي الحثيث لصناعة قراء المستقبل وتعزيز ثقافتهم البيئية. من جهته ألقى مؤلف كتاب "الطاقات المتجددة" جاك فيرنيي محاضرة حول الكتاب، واستهل محاضرته بتقديم الشكر لمشروع "كلمة" والسفارة الفرنسية في أبوظبي على دعوته لهذا الحفل، كما قدم التهاني لدولة الإمارات بعيدها الوطني الأربعين، وأشاد بالاهتمام الكبير الذي تبديه دولة الإمارات بالطاقات المتجددة، مبدياً إعجابه الشديد بمركز الطاقة المتجددة في أبوظبي، وأوضح بأنه قام بزيارة لهذا المركز وتجول في جميع أرجائه، مؤكداً أن تلك الزيارة بعثت في نفسه التفاؤل تجاه مستقبل الطاقة المتجددة. كما تحدث المؤلف في محاضرته عن ماهية الطاقات وكيفية الاستفادة منها، وقدم حقائق عن واقع كل منها وآفاقه، معتمداً في ذلك على مقارنة الإحصائيات والمعطيات العالمية، كما أشار إلى سلبيات وإيجابيات الطاقات المتجددة وكذلك التحديات التي ينبغي تجاوزها والتغلب عليها من أجل الاستفادة منها بشكل إيجابي وفعال. وانتهى الحفل بتوقيع المؤلف جاك فيرنيي للحضور على الصفحات الأولى من الترجمة العربية لكتاب الطاقات المتجددة. جاك فيرنيي، من مواليد 1944 بباريس. وهو مهندس خريج مدرسة البوليتكنيك الشهيرة، له انشغالات علمية وسياسية وجمعوية عديدة، فهو اختصاصي في البيئة ومناضل من أجل الحفاظ عليها، ونائب برلماني عن مقاطعة الشمال الفرنسية ونائب سابق في البرلمان الأوروبي، وفاعل في كثير من جمعيات المجتمع المدني الساعية إلى الحفاظ على البيئة، كما كان عمدة لمدينة "دويه" في الشمال، من مؤلفاته "معركة البيئة" (1971) و"البيئة" (1992) والكتاب الذي بين أيدينا، كتاب الطاقات المتجددة، الذي صدر عام 1997. يتناول كتاب "الطاقات المتجددة" موضوع الطاقة التي تُعد عصب الحضارة البشرية ومحركها، إذ لولا الطاقة ما استطاع البشر البقاء والتكاثر وإعمار الأرض. ومن المعروف أن الإنسان استعمل من قديم الزمن أنواع الطاقة المتوافرة على ظهر الكوكب جميعاً أو كاد، فأحرق الخشب ليصطنع منه ناراً ليطهو طعامه ويدفّئ مسكنه ويحمى نفسه، واستعمل قوة الريح وأفاد من جريان الماء ومن المياه الساخنة المتفجرة من الأرض، وجفف الثمار وقدد اللحوم تحت أشعة الشمس، بل استفاد حتى من حركة البحر مداً وجزراً.. والخلاصة أن ما نعرفه اليوم تحت اسم الطاقات المتجددة ليس بالشيء المستحدث الطريف، وإنما الجديد في هذا الشأن ما أصبح التقدم التكنولوجي يتيحه من استفادةٍ مثالية من موارد الطاقة هذه، غير أن التقدم كثيراً ما يحمل معه مجموعة من المشاكل، تتمثل على وجه الخصوص في الأخطار البيئية الناجمة عن الاستغلال المفرط لموارد الطاقات المتجددة، وهي على ضربين: الأول يكمن في التلوث الذي يصيب الهواء والمياه الجوفية، وأما الثاني فيتمثل في الخطر الذي يقود إلى الإفراط في استغلال الموارد الطبيعية ما يؤدي إلى كسر نواميس الطبيعة وتخريب توازناتها الأزلية. يشير الكتاب إلى أن السبب الرئيس في تطور الطاقات المتجددة خلال القرن الواحد والعشرين لن يكون هو نضوب الطاقات الأخرى نضوباً سريعاً كما تخوف منه بعض الناس مؤخراً، خصوصاً بعد الصدمة النفطية التي شهدها العالم في السبعينيات من القرن الماضي. إن المخزون العالمي من البترول يكفي لأربعين سنة مقبلة على أساس الاستهلاك الحالي، ومخزون الغاز يكفي لما يقارب ستين سنة ومخزون الفحم لما يجاوز القرنين، أما مخزون اليورانيوم فأكثر من ذلك بكثير، على افتراض أن يتوصل البشر إلى التحكم في تقنية المولدات الفائقة التي تتيح إنتاج خمسين ضعفاً من الطاقة بالكمية نفسها من المحروق النووي، وينبه المؤلف إلى ضرورة التخفيف قليلاً من غلواء هذا التفاؤل النسبي لأن المحروقات الأحفورية غير قابلة للاستبدال فيما بينها لكل الاستعمالات، موضحاً بأن لا حتمية نضوب مخزون المحروقات الأحفورية، ولا التخوف من انقطاع الموارد هما ما سيفضي إلى ازدهار الطاقات المتجددة خلال القرن الواحد والعشرين، بل هي أسباب أخر مرتبطة بالهموم البيئية. ويصرح الكتاب أنه لا ينبغي النظر بسذاجة إلى الطاقات المتجددة بحسبانها لا تحتوي على أي خطر بيئي، فهناك خطر اختفاء الغابات بفعل الاستعمال المفرط للخشب، والتشويه الذي تلحقه أذرع بعض المراوح الهوائية بالمناظر الطبيعية، ومساوئ بعض السدود، والجانب الجمالي المشكوك فيه الذي يميز بعض اللاقطات الشمسية، والانتقادات التي تتعرض لها المحروقات البيولوجية المتهمة بمنافسة المنتجات الغذائية، وهي كلها عوائق ممكنة أمام تطور بعض أنواع الطاقة المتجددة. ترجم الكتاب عبد الهادي الإدريسي، من مواليد 1957 بآسفي جنوب المغرب، تابع دراسته بآسفي ومكناس والرباط وبيزنسون بفرنسا، وهو يمارس حالياً مهمة أستاذ للترجمة في المدرسة العليا للأساتذة بتطوان. اشتغل بالأساس على أعمال المفكر العربي الراحل محمد عابد الجابري، الذي ترجم له ما يزيد على العشرة مؤلفات، حاز أحدها، وهو كتاب "العقل السياسي العربي" على جائزة ابن خلدون-سنغور للترجمة في طبعتها الأولى (أبوظبي، 2008)، وقد صدر بعضها، غير أن بعضها الآخر في سبيله إلى الصدور قريباً عن منشورات وزارة الثقافة المغربية. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 30-11-2011 08:21 صباحا
الزوار: 1610 التعليقات: 0
|