وتضمنت ورش العمل التي أشرف عليها الفنان والخطاط الإماراتي محمد مندي، تعريفاً بالخط العربي وجمالياته، وتناولت أساليب فن وتصميم الكتابة بمختلف اللغات التي تستعمل الحروف العربية، حيث يعتمد الخط العربي فنيًا وجماليًا على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة، وتُستخدم في أدائه فنيًا العناصر نفسها التي نراها في الفنون التشكيلية الأخرى، كالخط والكتلة، ليس بمعناها المتحرك ماديًا فحسب بل وبمعناها الجمالي الذي ينتج حركة ذاتية تجعل الخط يتهادى في رونق جماليٍ مستقلٍ عن مضامينه ومرتبطٍ معها في آن واحد.

ويقدم المرسم الحر دورات تدريبية وبرامج خاصة لتمكين الراغبين في إتقان مختلف الفنيات المذكورة في الخط العربي.

ويقع مقر المرسم الحرّ في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في المسرح الوطني بأبوظبي، وهو أول مرسم حر في إمارة أبوظبي يعمل على تطبيق استراتيجية طويلة المدى ليقدم الخبرات والمهارات اللازمة للمواهب الشابة والجديدة والمبتدئة في مجال الفنون التشكيلية، وما يوازيها من فنون على مختلف أنماطها وأشكالها وانتماءاتها الفنية، من خلال تقديم برامج تعليمية مُتخصّصة، وورش عمل فنية يشرف عليها ويقدّمها مدرسون متخصصون وفنانون محترفون مقابل رسوم رمزية، ويقدم شهادات معتمدة من وزارة التربية والتعليم.

ينظم المرسم عدداً من المعارض خلال المهرجانات الثقافية والتراثية التي تنظمها الهيئة، وينجز الكثير من الأعمال النحتية التي تقدم كدروع تذكارية وهدايا رمزية، بالإضافة إلى تنظيم معارض سنوية جماعية وفردية لأعمال المنتسبين إليه، ومن أنشطة المرسم أيضاً تنظيم ورش فنية للفنانين داخل المرسم نفسه وورش فنية في المدارس والمكتبات، وتنسيق المعارض والمسابقات الفنية المشاركة في تحكيم المسابقات الفنية، ومنذ تأسيسه تخرّج منه العديد من الفنانين، وأصبح بعضهم من الأسماء المرموقة في دنيا الفن التشكيليّ.