|
عرار: عمان- إبراهيم السواعير-الشاعر محمد البريكي تسلّم إدارة بيت الشعر في إمارة الشارقة خلفاً للشاعر العراقي بهجت الحديثي، وهو في زيارة للأردن يتعرف خلالها على المؤسسات والهيئات والروابط والاتحادات المعنية بالفعل الثقافي، فزار اتحاد الكتاب الأردنيين ورابطة الأدب الإسلامي وتباحث مع مدير بيت الشعر الأردني حول إمكانية التبادل والتعاون في مجال الشعر. كيف وجدت هذه المهمة؟ شاقة لكنها ممتعة، ولأنني أتعامل مع الجميع بحب متبادل، فهذا يختصر علي مسافات طويلة، كما أن سفارة دولة الإمارات سهلت هذه المهمة بدعمها المقدر، فبجانب مهامها الكثيرة إلا أنها لا تغفل أبداً جانب الثقافة، وهي تتابع كل من يرتبط معها باهتمام، فلهم كل التقدير، وللسفير رسالة شكر وعرفان. علمت أن من المفترض أن تسجل حلقة تلفزيونية خاصة للتلفزيون الأردني في وادي رم بالعقبة تتحدث فيها عن المشهد الشعري الإماراتي، ما الذي حدث؟ تهتم إمارة الشارقة كثيراً بالثقافة، ويشارك في مهرجاناتها العديد من الأسماء، فما هي معايير المشاركة في بيت الشعر؟ سيفوز الإبداع بالمركز الأول في عملية الاختيار، وهذا يتطلب جهداً كبيراً مني من خلال التجوال في المشهد الشعري لكل دولة من أجل الوصول إلى ممثل ينقل مشهد بلده الثقافي في صورة مشرقة مشرفة. بمناسبة الحديث عن المشهد الشعري، كيف تراه في دولة الإمارات العربية المتحدة؟ أراه بخير، والتجارب الموجودة واعدة، لكن الطموح كبير في تواجد جيل من الشباب يواصل مسيرة من سبقه، لأن الثقافة في دولة الإمارات تحظى بدعم مادي ومعنوي كبير، ونتطلع إلى أن يكون النتاج بحجم هذا الدعم. كنت مديراً فنياً لمركز الشارقة للشعر الشعبي، والآن أنت مدير لبيت الشعر بإمارة الشارقة فهل أصبحت علاقتك السابقة بالشعر الشعبي الوظيفي علاقة طلاق؟ أحمل من الوفاء ما يكفي كي تظل علاقتي بساحة الشعر الشعبي علاقة سرمدية متواصلة، فبها دخلت قلوباً كثيرة، وتحاورت مع عقول، وحاولت جس نبض الشارع ثم تحدثت عنه وعن آلامه وأوجاعه شعراً، لذلك سأبقى وفياً لهذه الساحة، فلا تخشَ على ساحة الشعر الشعبي فالعصمة بيدي، أما على مستوى الوظيفة فإن مركز الشارقة للشعر الشعبي وبيت الشعر يتبعان لدائرة الثقافة والإعلام، ثم إن علاقتي بأخي راشد شرار علاقة أخوية لها امتداد طويل، لذلك سأبقى معه يداً واحدة. هل سيتعارض هذا التواصل مع عملك في بيت الشعر، وهل سيؤثر على جو التنافس الإبداعي؟ لولا التنافس لغاب الإبداع والتميز، وكنت قبل انتقالي لبيت الشعر أخلق هذا الجو التنافسي مع زملائي من أجل أن نقدم في النهاية جهداً جماعياً، وهذا ما نحتاجه في الثقافة. كيف سيكون بناء بيت الشعر في هذه المرحلة؟ أخي .. بيت الشعر كيان قائم، وأنا لم أجده أطلالاً كي أبني مدينة جديدة، البيت موجود ويحتاج إلى شيء من اللمسات الجديدة الحديثة التي تتناسب مع هذه المرحلة، ولكل إدارة رؤى وأفكار تحاول تنفيذها، ولدي خطط لا أحب الاعلان عنها إلا في حينها، وأشكر عبد الله العويس رئيس الدائرة الذي أجد منه الدعم والمساندة لما أطرحه من أفكار، لكن سأحاول طرح أفكار جديدة لمهرجان الشارقة للشعر العربي، كما سأفعـّل دور الورش التي تعنى بفن الشعر والعروض، وسأحاول اكتشاف طاقات جديدة لتواصل مسيرة الشعر في دولة الإمارات لكي لا ينقطع حبل التواصل بين الأجيال، مع الالتفات إلى جميع مؤسسات المجتمع للتواصل معها، ونقل الفعاليات من إطار البيت إلى المجتمع. لك إصدارات عديدة في مجال الشعر الشعبي، لكن للآن ليس لك مجموعة شعرية فصيحة، متى سنرى هذه المجموعة؟ قريبا.. ستصدر لي مجموعة شعرية وهي قيد الطبع وستطبع من خلال دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وتحمل اسم تحت «بيت آيل للسقوط» ومجموعة أخرى ستطبع من خلال وزارة الثقافة في مصر. لكل شاعر طقسه الخاص، فمتى تفصلك القصيدة عن عالم الوعي؟ لا أعتقد أن الشاعر حين يكتب قصيدته يكتبها في عالم اللاوعي، بل هي تراكمات فكرية ونفسية مختزلة، وحين تأتي لحظة المخاض يبدأ الشاعر في التجاوب مع هذه اللحظات حتى يتم الإعلان عن وصول مولوده الجديد الذي يحتفي به ويفاخر بقدومه، لكن لحظات المخاض غالباً ما يكون للطريق نصيبه في معايشتها، فمعظم كتاباتي تكون وأنا أقود السيارة، لأن هذه الفترة الزمنية التي أقضيها بين البيت ومقر العمل ربما تكون الوحيدة التي أختلي فيها مع نفسي، أما باقي الوقت فتسرقه مني المشاغل الحياتية المختلفة. لا تشتغل كثيراً على محمد البريكي، وغالباً ما يكون البريكي اهتمامك التالي، لماذا؟ بدأت إعلامياً منذ الطفولة، فقد صدرت لي بطاقة صحفية وأنا في المرحلة الثانوية، وربما كان لهذا الدور الأكبر في تغليب جانب الإعلام على الشعر. اشتغلت كثيراً على عملية التنقيب عن أسماء جديدة تقدم للساحة، وأشعر بالسعادة حين أرى البعض وقد تبوأ مكانة وشهرة ووصولاً، وهذا أعتبره عزاء لي على غيابي، ربما سيكون للوقت دور في إخراجي من هذه الكواليس. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 04-10-2012 01:27 صباحا
الزوار: 1486 التعليقات: 0
|