هذا النشاط الذي تنظمه رابطة الأديبات الإماراتيات، يحمل عنواناً رئيساً هو «القامة»، إذ تقوم كل كاتبة من المشاركات بتقديم حوالي 2000 كلمة، في عنوانٍ محدد تنطلق منه. على أن تتم طباعة الكتاب وإقامة حفلة توقيع له وتوزيعه خلال أيام المعرض.
وبحسب الكاتبة صالحة غابش، إحدى المشاركات في المشروع، فإن المشروع يهدف إلى بيان مدى القدرة على تأليف كتاب في زمن قياسي، عبر مجموعة من الكاتبات يربطهن خيط واحد. وكما توضح الكاتبة أسماء الزرعوني، فإن العناوين توحي للوهلة الأولى بأنها «مطبخية» (مثل: المشروبات الساخنة، المقبلات، المشروبات الباردة، الوجبة الرئيسة، الحلويات)، أي أن المشروع يبدو «مطبخ الوجبة الواحدة»، بحيث يكون أيّ عنوان منطلقاً للمادة المكتوبة، ومحرضاً للتفكير، من دون تحديد الإطار الأخير الكتاب. ومما يوضح هذه الفكرة، أن فصلاً من الكتاب حول «المقبلات»، تشتغل عليه إحدى الكاتبات، من زاوية أن «المقبلات» هي المفتاح لكل شيء، وأن أيّ فكرة حول هذا العنوان، أو سواه، وليدة لحظة الكتابة، أي أن المشروع ينطوي على تحدٍّ للذات، والمكان، والزمان.
واختارت الشاعرة شيخة المطيري عنوان «المشروبات الساخنة» لتكتب عن عالم القهوة، ورائحتها، وشاربيها، وهي رحلة تأملية لا تتأثر بأي حدود أو حواجز، وتعتمد فحسب على الخيال والخبرات،.
وقد وقع الخيار على لوحات للتشكيلية الإماراتية نجاة مكّي لتكون إحداها غلافاً للكتاب، ومن بينها لوحة «قامة» التي تشير إلى امرأة فارعة، كما أن كلمة «قامة» قد تشير في وجهها الآخر، إلى قائمة الطعام.
أما بقية المشاركات في المشروع الذي يستوحي في أحد وجوهه ورشات «بوكر» العربية المكرّسة للكتابة الروائية، فهن: فاطمة الهديدي، بشرى عبدالله وشيخة الجابري.
من جهة أخرى، أطلق اتحاد أدباء وكتاب الإمارات مجلة شهرية جديدة تعنى بالشعر وشؤونه حملت اسم «قاف». وقال رئيس الاتحاد حبيب الصايغ في حفل إطلاق المجلة، إن المشهد الشعري في الإمارات غني ومتنوع، وإن الشعر له حضوره المؤثر في الحياة الثقافية، لذا جاءت «قاف» ارتكازاً على هذه الحقيقة.
وفي ما يتعلق بالندوات خلال المعرض، فقد أقيمت ندوة حول «الرواية الجنائية» بمشاركة عدد من كتّاب الرواية الجنائية العرب والأجانب. من مثل «بيتر جيمس» الذي باعت سلسلة رواياته «روي غرايس» أكثر من مليونَي نسخة في إنجلترا وحدها، وستة ملايين نسخة في العالم.
وتحدث جيمس عن أسلوبه في كتابة هذا النوع من الرواية، القائم على محاولة الكشف عن جوانب أخرى في الطبيعة البشرية، وبخاصة تلك الشريرة أو غير السوية.
وقالت الكاتبة سونيترا جوبتا إن رواياتها تحاول التطرق إلى تفاصيل كثيرة حول جريمة ما مستنبطة من أرض الواقع، تسرد فيها حقاق، لتقدم للقارئ صورة ذهنية وبعداً خيالياً أوسع.
واستعرضت الكاتبة سعاد يوسف سعيد تجربتها مع الكتابة البوليسية، وبخاصة في عملها «جريمة بعد منتصف الليل». وتحدث الكاتب محمد جار الله عن روايته «القفاز» التي جاءت من وحي خياله كلياً.
على صعيد آخر، فتح المعرض ذراعيه للأطفال من خلال برنامج خاص بالطفل يضم 160 فعالية تتنوع بين الأنشطة الفكرية والمهارات اليدوية والتمارين المحفزة لخيال الطفل وحواسه وتنمية مهاراته في مجال المطالعة والمسرح والتشكيل.
كما يحتفي المعرض بفن الطهي، إذ يتواصل خلاله تقديم عرض لأشهر الأكلات وأهم المطابخ في الشرق والغرب، فضلاً عن عرض أهم العناوين التي صدرت في العالم من كتب الطهي، وذلك من خلال برنامج الطهي الذي يستضيف 12 طاهياً يمثلون 11 مطبخاً يتناوبون على تقديم العديد من الوصفات خلال 8 أيام. ويقدم فيها كل طاهٍ وصفة معينة للبلد الذي يمثله.