والشاعر عاطف الفراية، أحمد أبو صالح ومصطفى الخشمان، الراحل إبراهيم الخطيب.
وزادت أن هناك أدباء عرباً من سوريا ولبنان والمغرب وحتى من تركيا أسهم الصالون بجمعهم معاً لطرح المنجز في جو من النقد الذي يتكامل مع النقد الذي تشتغل عليه كل الهيئات الثقافية المهتمة.
وقالت الشاعرة لا أؤمن بشيء اسمه قصيدة النثر، باختصار لأنّ التسمية تحمل تناقضاً، وهؤلاء الذين يحاولون كتابة القصيدة نثراً لا يمتلكون أصلاً المقدرة الكافية على وزن العمود، مع بعض الاستثناءات.
عن تجربتها وقضايا الشعر وصالونها الأدبي ، تاليا الحوار:

• ما تزالين يا مريمُ تتمسكين بعمود الشعر؟!.. حتى بعد أن ملّه بنوه، وهجره ذووه؟!
أنا أكتب الشعر العمودي والتفعيلة؛ ولا أؤمن بشيء اسمه قصيدة النثر، باختصار لأنّ التسمية تحمل تناقضاً، وهؤلاء الذين يحاولون كتابة القصيدة نثراً لا يمتلكون أصلاً المقدرة الكافية على وزن العمود، مع بعض الاستثناءات.
صحيح أن القصائد العمودية ليست وزناً فقط، وإنما هي إبداع يحمله الوزن والقافية، لكنّي أرى أن الشاعر الحقيقي هو الذي يطعّم قصيدته بالصور والإدهاش، فيزداد التحدي حين تكون القصيدة عمودية، مع أنني كتبت التفعيلة.
الوزن لا يمنع الخلق والابتكار والأفكار الجديدة، والأمر يكون في قصيدة التفعيلة. وأعطيك مثالاً أنّ الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد يكتب القصيدة العمودية وفي شعره تجد صوراً مهمة، من مثل صورة الجمل الذي يصبر العراق صبره في قصيدته(صبر العراق صبورٌ أنتَ يا جملُ!).. وقس عليه كثيرين. أما قضيّة الفرار من عمود الشعر وهجرانه فهي مرهونة بالمقدرة من عدمها عند الشعراء الملولين أو الذين يرتادون الأيسر، مع أنهم قد يكونون نشأوا على هذه القصيدة، ويفترض أنهم نشأوا عليها في الأصل.

• الصالونات الأدبية: هل تقدّم أدباً في ظلّ انتشارها وعدم احتكامها لانتخابات تلتزم بها الهيئات الثقافية لدينا؟!..؛ ولكِ صالون أدبي مضت عليه فترة معقولة لان تنظري بشأنه!
في ما يتعلق بصالوني الأدبي الذي أسسته مطلع التسعينات من القرن الماضي، حين قدمت إلى الأردن من الكويت، أستطيع القول إنّه حقق أهدافه الثقافية الأدبية التي أنشأته لأجلها. وقد جاء في فترة كانت فيها مجالس أدبية رجالية، أذكر منها على سبيل المثال، مجلس الأديب الأكاديمي محمود السمرة، وقد كان يؤمه مثقفون وأدباء، ثمّ إنّ هنالك صالونات سياسيّة، أيضاً، من مثل صالون ليلى شرف، وأذكر أيضاً صالون هند التونسي الأدبي، وفي الزرقاء أذكر صالون ميسون حنا، وهكذا كانت الفكرة موجودة وتستقطب جمهورها، لكنّ هذه الصالونات لم تستمر . أما صالوني (صالون مريم الصيفي الأدبي) فكان أنني أنشأته عام 1987 متزامناً مع الانتفاضة الأولى، ليصبح في عمان.
في الواقع الصالون عرّف الأدباء بنتاجات زملائهم، وخلق بينهم تواصلاً، حتى في المحافظات الأردنية: أذكر أن الشاعر د.حكمت النوايسة كان والشاعر عاطف الفراية يأتي من الكرك يرتاد هذا الصالون، وكانا يقيم وزميله في عمان ليلة الأمسية... تخيل!.. يقيم في عمان لحضور أمسية!.. ومثل النوايسة والفراية أحمد أبو صالح ومصطفى الخشمان من معان ومثل هؤلاء الراحل إبراهيم الخطيب من إربد!.. وهكذا في الزرقاء وكل محافظاتنا في مثقفيها وأدبائها الذين لم ينقطعوا عن زاد الثقافة. بالطبع لا أريد أن أشتغل على دعاية لصالوني لكن أدباء عرباً من سوريا ولبنان والمغرب وحتى من تركيا أسهم الصالون بجمعهم معاً لطرح المنجز في جو من النقد الذي يتكامل مع النقد الذي تشتغل عليه كل الهيئات الثقافية المهتمة.
أنا أشدّ على يد أحمد أبو حليوة في صالونه في الزرقاء، وصالونات مماثلة في عمان تعتني بالمبدعين، شرط الاهتمام الجاد بالنقد والقراءة الحقيقية للإبداع.

• لكِ في مهرجان جرش قصيدة للراحلة شهلا الكيالي؛ وقد كانت شاعرةً مشهورةً بنبرتها الخطابيّة الثورية!.. هل هو تقارب النمط الشعري العمودي أم موضوع الشعر؟!.
شهلا الكيالي رفيقة درب، وهي مشهودة بمواقفها التربوية والوطنية الحرّة. وإذا كان التوافق في الشعر العمودي يجمع بيننا فإنّ منطلقات المواضيع والسفر للملتقيات تجمع بيننا أيضاً. وإذا أحببتَ، يمكن أن أقرأ لك ما كتبته في شهلا من رثاء. قلت: (غيابٌ تمادى امتداداً/ فحاورتني/ قلتُ/ هذا الذي أشعل الروح/ ناراً/ وأوقد قلبي/ اضطراما/ وحزناً يجفّ له العشبُ/ في سهل ذاتي/ فناديتُ/ يا أمّ خالد/ ماذا أقول/ إذا ما الصباحُ أطلّ/ على مشهدٍ من رؤاي/ إذا ما استفاق/ على بيدر الوهم/ زهر الأمل/ وأشرق في موسم الليل/ نجمٌ/ أفل).

• ماذا لديكِ؟!.. وقد أكثرتِ من مفردة الغياب!.. هل ترثين الآدميين أم المباهج الحلوة في حياة قصيرة الأجل؟!
أشتغل على (وردة الغياب) الجاهز لأن يُطبع، وسيكون للغياب فيه نصيب، وهو جانب مهم من جوانب الرثاء. وليس شرطاً أن نرثي الميت الآدمي؛ فقد يموت فينا الحب والوفاء وكلّ ذلك كافٍ لأن نرثيه على رؤوس الأشهاد.