الخشمان أوضح في سياق رعايته لحفل إشهار الأديب ممدوح أبو دلهوم كتابه الجديد «حد السيف- اشتعالات الإباء الفلسطيني في قراءات كاتب أردني»، أن تفاصيل تلك الجائزة سيبحثها ملتقى شعري سيرعى الحزب إقامته بشكل دوري شهري في مقره في أم أذينة مقابل وزارة البيئة.
الحفل الذي احتفى حزب الاتحاد الوطني الأردني خلاله في مقره بإصدار أبو دلهوم الجديد، قدّم له الزميل حسين نشوان، وشارك فيه الشاعر حبيب الزيودي وحضره مدير عام الإذاعة والتلفزيون الروائي رمضان الرواشدة.
الكابتن الخشمان دعم بشراء مائة نسخة من الكتاب، تحدث عن المواطنة الصالحة، التي تتجلى الوحدة الوطنية كأحد أبهى تمثلاتها، وهي وحدة، بحسب الخشمان تتواصل وتتصاعد في إطار الثلاثي الأردني الباقي: الله، الوطن، الملك. وهو الثالوث الذي أضاف الخشمان له المواطن الأردني، والكفيل في حال أحسن تطبيقه، وفي إطار من الوحدة والتماسك، بتحقيق الصمود في وجه آثار الأزمات الاقتصادية.
الكاتب دلهوم قال في مستهل حديثه حول كتابه الجديد إنه يفتقد الكاتب الزميل عرفات حجازي، الذي منعته ظروف مرضه من المشاركة في حفل إشهار «حد السيف». أبو دلهوم أسهب في استعراض مناقب حجازي الذي قدم للكتاب، وتحدث عن خصوصية علاقة حجازي بالقدس التي أصدر من أجلها أزيد من 46 كتاباً ومجلداً.
أبو دلهوم رأى أن الارتجال فن لا يتأتى إلا لذي حظ عظيم، وألقى في سياق متصل ضوءاً على دفء العلاقة الممتدة بين الأردن وفلسطين، والضاربة جذورها في مختلف أبعاد النسيج المكون للبلدين، قيادة وشعباً وعتبات وتوحد في الهم والأمل والمصير.
الشاعر حبيب الزيودي لاحظ في مستهل حديثه نقطتين: الأولى فكرة أن يتصدى حزب سياسي لمهمة تنظيم فعالية ثقافية ورعاية هذه الفعالية، وهو ما رأى فيه الزيودي فعلا غير مسبوق ولم تجر العادة المحلية عليه. الملاحظة الثانية التي لفت صاحب «طواف المغني» لها هي أن يحضر مدير عام إذاعة وتلفزيون فعالية ثقافية، وهو ما لم يحدث، بحسب الزيودي، قبل ذلك.
الزيودي أسهب بعد ذلك بالحديث عن خصوصية فلسطين في الوعي الأردني على وجه العموم، وفي الوعي الإبداعي المحلي على وجه الخصوص. وذكر أن فلسطين وجرحها هي مبتدأ القول عند الأدباء الأردنيين، وأول الشعر، ونقطة الانطلاق، فعرار، كما أورد بدأ بها، وعبد المنعم الرفاعي، وجل شعراء الأردن ظلوا على مدى عقود ممتدة يرون فيها وفي آلام شعبها بوصلة ودليلاً وبوح مشاعر.
الزيودي قال «إن أجمل ما في فلسطين الأردن، وأجمل ما في الأردن فلسطين»، وتحدث عن رحلة السيد المسيح من الناصرة إلى مادبا تكريساً لتلك الوحدة في التاريخ والجغرافيا والمصير. إنها علاقة، يؤسس لها اليرغول، كما يرى حبيب، وإذا «عزف العازف من فوق جبال عجلون يرتد صدى نايه وأنين ألحانه من فوق جبال القدس ونابلس، وإذا عزف من فوق جبال إربد، تستجيب لمواله جنين والجليل».
الزيودي وصف أبو دلهوم أنه كاتب ينتمي للتراب أكثر من انتمائه للحبر، وكتابته لم تغادر الأرض والقمح.
ورأى في سياق متصل أن «حد السيف» عنوان لم يأت بالمصادفة، فالخط الفاصل بين الأردن وفلسطين يشبه حد السيف الذي يبدأ غمده من طبريا، والسيف شرف وقيمة مقدسة يلتقي حولها الأردنيون والفلسطينيون.
الزميل نشوان كان تحدث في سياق تقديمه صاحب المناسبة عن رائحة التراب والقمح في كتابات أبو دلهوم، وحذر من أن نعومة أصابع مؤلف «حد السيف» هي نعومة خادعة لأنها تخفي وراءها خشونة الأرض وتشققاتها، وتروي داخل ثناياها قصص الحصادين والحراثين.
نشوان أن الوطن التي ينشده أبو دلهوم هو الوطن ببعده الثقافي وليس الجغرافي.
«حد السيف: اشتعالات الإباء الفلسطيني في قراءات كاتب أردني» يتضمن في ثمانية فصول و168 من القطع الكبير، 44 مقالة لممدوح أبو دلهوم حول موقف الأردنيين الداعم قيادة وشعباً للأهل في فلسطين المحتلة. ومن عناوين فصوله: زهرة المدائن في قلوب الأردنيين، وشم الشهادة على جبين فلسطين، روافع الهاشميين في النهوض الفلسطيني وشوق السفين إلى قدس اليقين وغيرها من العناوين.
أصدر ممدوح أبو دلهوم أزيد من عشرين مؤلفا توزعت موضوعاتها بين القصة القصيرة والرواية والنقد والتحليل السياسي من بينها: «الحقيبة الملكية على الطائر الميمون، وهوامش نقدية في الثقافة الأردنية، وبحر تموت فيه الأسماك، وأقدار الكونكريت».