|
عرار: عرار : تنفذ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خطة لإدارة الحفاظ على أربعة مبان حجرية تاريخية تقع في البلدة القديمة بجزيرة دلما، وهي بيت المريخي (أو بيت تجار اللؤلؤ)، ومساجد المريخي والدوسري والمهندي. وتعكس هذه المباني ذات الحجارة المرجانية والملاط المزخرف، والتي يعود تاريخ بناؤها إلى عام 1930، الثراء الذي كانت تتمتع به تجارة اللؤلؤ، وهي مورد الرزق الرئيسي في اقتصاد دلما إبان القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وتشمل خطط الصون الأخيرة من قبل الهيئة واستشارييها دراسة تاريخ المباني وأحوالها والمواد المستخدمة في إنشائها وإصلاحها، من أجل تطوير استراتيجيات لترميمها وإدارتها وتفعيل أدائها في المستقبل. وتهدف هذه الاستراتيجيات إلى ترميم المباني مع الحفاظ على أصالتها التي تتضمن الإبقاء على الأشكال المعمارية التاريخية واستخدام مواد للترميم تنسجم مع بنيتها التاريخية. وأوضحت إدارة الترميم في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أنه، ومع تراجع استخراج اللؤلؤ في جزيرة دلما بعد الحرب العالمية الثانية ومع حلول أواخر الثمانينات صارت تلك المباني في حالة يرثى لها، باستثناء أحد المساجد الذي كان لا يزال يرتاده المصلون.. وبين عامي 1993 و 1994 تمّ ترميم المباني الأربعة جميعا وتحويل بيت تجار اللؤلؤ إلى متحف، لكن الحجارة المرجانية والجبس المستخدم في عملية البناء الأصلية وأعمال الترميم اللاحقة احتوت على نسبة عالية من الأملاح التي تسببت بأضرار كبيرة للمباني وأساساتها. وقد ساهمت أيضا مشاكل البناء والنمل الأبيض والبيئة البحرية الرطبة في تدهور حالة الواجهات الخارجية والمكونات الخشبية مثل الأبواب ودعائم السقوف. ولذلك تؤكد هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على وجوب توخي الحذر الشديد عند اتخاذ أي قرار متعلق باختيار مواد الترميم، فإن كان اختيار المواد المستخدمة خاطئا، فربما يتعرّض المبنى لنفس الأضرار التي لحقت به في الماضي. ويستند هذا القرار إلى تحليل علمي دقيق ودراسة متأنية للبنية التاريخية إلى جانب التحقق من مواد الترميم المحتمل استخدامها. وبعد الانتهاء من خطة إدارة الترميم في الهيئة هذا العام، بدأ العمل في المواقع لتحديد مصدر الملاط والجبس وإجراء اختبارات عليهما من أجل دعم التوازن في الجدران الضعيفة لبيت المريخي التي تقوضت بفعل الرطوبة والأملاح. ويقتضي ترميم هذه الطبقة الواهنة القيام بإزالة مساحة كبيرة من الملاط الجبسي الضعيف واستبدالها بملاط جديد أكثر رسوخا، بحيث يتيح للجدران تمرير الرطوبة دون إلحاق الضرر بها. وقد أجري التحليل العلمي الدقيق والدراسة المتأنية حول هيكل البناء الأصلي وأنماط التدهور والمواد المحتمل استخدامها في الملاط. ومن أجل تحديد المزيج المناسب للملاط الجديد، تمّ اختبار أكثر من 20 عيّنة في الموقع، تتكون من الكلس والرمل والصاروج، وهو مادة تقليدية مقاومة للماء يتم إنتاجها في الإمارات وعُمان. ويسمح إعداد عيّنات متعددة للمتخصصين في الترميم باختبار عدد من العوامل من بينها درجة المتانة واللون والالتصاق بالجدار، وبالتالي اختيار المزيج الأفضل لأعمال الترميم المستقبلية. وسوف يُستخدم الملاط المفضل لترميم الجدران الضعيفة وإصلاح الشقوق، ومن المحتمل استخدامه أيضا في إعادة طلاء الواجهات الخارجية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ أنظمة التصريف الجديدة والتعامل مع النمل الأبيض وإصلاح الواجهات الخارجية والسقوف سوف تضمن جميعها استقرار المباني على المدى الطويل، وعدم تضرر المباني التاريخية من جديد. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 20-11-2011 08:20 مساء
الزوار: 1678 التعليقات: 0
|