هو طلعة (أي  قصيدة ) شاهقة يبهرك و أنت تقرؤه شعرا شعبيا رائعا فمن طلعة لطلعة

تدهشك معالم عالمه الشعري البديع و تجربته العميقة هو غني عن التعريف الشاعر البداع محمد نوح ولد محمد فاضل

-من مواليد سنة 1979 من قرية "أم لمحار" غرب العاصمة انواكشوط .

-خريج كلية العلوم القانونية و الإقتصادية بجامعة انواكشوط .

النائب الأول للأمين العام لاتحاد الكتاب و الأدباء الموريتانيين .

- حاصل على المركز الأول في مسابقة" البداع" الموازية " لشاعر المليون"

شرف عرار مؤخرا بهذا الحوار:

متى امتطى البداع محمد نوح جواد الشعر و كيف بدأت رحلته مع الشعر الحساني (لغنه ) ؟
البداع محمد نوح: لا أكون مبالغا إذا قلت أننى لا أتذكر بوضوح تلك الأيام التى تمثل بدايتى مع الشعر، إلا أننى متأكد أنها جاءت فى وقت مبكر من حياتى، وإن كانت الإنطلاقة الفعلية للرحلة بشكل جدي يتجاوز الهواية والإهتمام والأمل البدائى قد بدأت فى عام 1995حيث ساعدت عدة عوامل على التقدم بخطوات وصفها المتابعون أنها كانت ثابتة .

تجربة لغنه الحساني الموريتاني قديما و حديثا أين تكمن نقاط الخلاف ؟ البداع محمد نوح:لعل سؤالا كهذا يحيل إلى عدة إشكالات بحثية تستعصى مقارباتها خصوصا أن الحديث عن نقاط خلاف بين الشعر الحسانى الحديث والشعر الحسانى القديم ليست مطروحة بعد، وإنما يحل محلها غالبا بين معظم التساؤلات نقاط الخلاف بين الشعر الحسانى والشعر العربي الفصيح، فلا زال الأدب الحسانى اليوم رغم كل المحاولات التجديدية محافظا على نمط القدماء فى أغلب القواعد والأدوات، فيمكننا أن نقول أن الأغراض لازالت هي الأغراض وإن تأثرت بعوامل تحاول إبعاد بعضها عن الذائقة الشعرية الوطنية، ومن حيث الشكل لازالت لبتوتَ البحور هي نفسها أيضا.
ومع ذلك يمكن أن نضيف هنا مايمكن أن نعتبره تجديدا تتجلى فيه بصمات خصوصية أدب اليوم، تكمن فى:
ـ ظهور اتجاه نقدي يعمل على تنقيح النصوص وترميم بناء القوالب الشعرية وتصحيح المفاهيم التى ظلت تطبعها الضبابية والتخمين، لقد ظهر هذا الإتجاه سنة 2008 مع مسابقة البداع فى موريتانيا وسايرها فى ذلك المنحى اتجاه آخر فى المغرب فى برنامج سباق القوافى، لتتسع صدور الشعراء وتقرأ النصوص الشعرية قراءة نقدية أمام الملايين، وهي سابقة فى تاريخ الأدب الحسانى، ومن هنا بدأت المبادرات والبرامج تتواصل، من أجل توضيح ملامح أدب حديث.
ـ تجديد فى القاموس الشعرى وهي عملية طرحت من الإشكالات أكثر مما حلت من المشاكل قبل مدرسة البداع، حيث وجدت عيب الإقتراض مستفحلا

فى المدونة الشعرية الجديدة بفعل الإحتكاك باللهجات العربية واللغات الغربية وذلك ماوضع الإتجاه النقدى المذكور حدا له موائما بين متطلبات اليوم وأصالة الأمس.
أما الحديث عن الخلاف بين شعر الأمس واليوم من حيث الفنية والعلمية فليس موجودا أصل .

هل شهدت طفرة الآن حسب رأيكم إن كان الجواب نعم فإلى أي حد و إن كان لا مالأسباب التي تعيق هذا التطور ؟
البداع محمد نوح: أستطيع القول أنه قبل ما أسماه البعض بمرحلة النهضة فى تاريخ الأدب الحسانى(مرحلة البداع) قد أوجدت مدونة جديدة للشعر الحسانى(لغنَ)، وهي مدونة تتميز بخصائص تستمد قوتها من قابلية نصوص اليوم للبقاء بفعل الجودة والتنقيح(النقد)، ووجود وسائل للنشر أكثر تطورا وفاعلية أبدعتها العولمة الجديدة .

مالجديد في جعبتكم من شعر ؟
البداع محمد نوح: سأختار لكم نصين هنا صغيرين(اطليعتين)، إحداهما تتحدث عن موضوع عام، كنص من نصوص الربيع العربي.

ذَاك أَلِّ إدوُرْ الشّعْبْ إِدُورْ إراَهْ، إلىَ عاَدْ الْــمَجبوُرْ

بــــــشوُّرْ إِرَ ذاَكْ أَلِّ دوُرْ بــشوُّرْ ألاَ يكْثرْ لكْلاَمْ،

وَلَّ مــــاَهُ مــــوُرِ بـــشوُّرْ وَلَّ وكـــــــْفُ فِيهْ الْحُكاَمْ
بَالْقَهْرْأُبالظُّلْمْ أُبــــــجوُّرْ إِثوُرْ الشّعْبُ أُلاَ يلْتاَمْ،

والشَّعْبْ أَمْنَيْنْ إِثوُرْ إثُورْ وِتَمْ الْمَكــْطوُعْ الْكــــدَّامْ

أَشْكــــاَلْ إِعوُدْ أَصَّ مَشْهوُرْ بَــــالدَّرْجَ جلُّ مـــاَيرْتاَمْ،

والشّعْبْ إِلىَ حكْمُ طَـــلْبُ مـــاَتُفَسَّرْ كِيفتْ لَــحْلاَمْ
وَاضحْ، ماَهُ لُغْزْ، الشّعْبُ يُرِيدُ إِسْقاَطْ الـــــــنِّظاَمْ.

أما النص الثانى فهو نص وجداني أختاره فى هذا المقام لظهور بصمات من قاموس الربيع العربي كذلك.
أَجْـــــباَركْ يَــــلْمَنَّكْ فــــــهْلاَكْ
أَخْــــــــــــباَرُ مـــــــاَتــــشْتَدْ أَمْــــــــعاَكْ
بِـــــيكْ الْــفيّ ســاَعتْ مَـــرْياَكْ
عـــــاَدْ أَمْــــــــنْ اتْـــــــمَيْلِيكـــْ الــــنّيَّ
ونْــــسَيْتِ عَــــنْ مَــــــرْياَنَ ذاَكْ
حــــــــــلْمْ أَطُــــــــــــموُحْ أُقَــــــــضِيَّ
ومْــــنَيْنْ اتْــــــحَقَّقْ يَـــــــنَّهْواَكْ
أَفْــــــرَحْتْ آَنَ غَـــــــــــيْرْ أَنْــــــــــــتيَّ
نَـــــساّكْ أَبْـــــلِيسْ الْـــــمَتْحاَذِ
وَيَّــــــاكْ أَعْــــــــــــــــلَنَّ يَـــــــــــــلْبيَّ
هَــــــرِمْناَ مِــــــنْ أجْلِ هــــــاَذِ
هــِ اللّــــــــــــحْظةِ الــــــــــــــتاّرِيخَيّ

حاصل على المركز الأول في مسابقة البداع في الشعر الحساني أي ما يوازي مسابقة شاعر المليون في الشعر الشعبي صف لنا انطباعك عن هذه التجربة و عن مستوى الشعر و الشعراء بها و ماذا أضاف النقد لكم ؟
البداع محمد نوح: مسابقة البداع كما سبق أن ذكرت كانت نقطة تحول فى تاريخ الأدب الحسانى فقد أتاحت النسخة الأولى من المسابقة الفرصة ل96 شاعرا لإلقاء نصوصهم أمام الجماهير وبشكل مباشر على التلفزيون الوطنى،مع خضوعهم للنقد من لجنة التحكيم، ومن بين الشعراء من ألقى نصوصه فى تلك المسابقة 5 و6 و7 مرات، وهذا يعنى أن البداع كان مسرحا للعديد من الشعراء الكبار والمتوسطى المستوى الذين استفادوا بل وتخرجوا من المرحلة شعراءا ونقادا كبار

  ما هو تقويمكم للساحة الأدبية الموريتانية في الوقت الحالي ؟
البداع محمد نوح: يمكن القول أن الساحة الثقافية الموريتانية عرفت سباتا مقلقا فى جو الأزمات التى تشهدها الساحة الوطنية بصفة عامة، لكن الأمل عاد اليوم بعد مؤتمر اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين 16 أبريل 2012 الذى شكل الإعداد لأنشطته تحولا جذريا فى البنية التنظيمية له، وبضخ دماء شبابية جديدة فى هياكله، بما يتيح فرصة  الأمل الكبرى فى مستقبل  النوادى والدورالثقافية للمساهمة فى صناعة التغييرالذى ينشده المجتمع اليوم.

 شهدت الساحة مؤخرا ربيعا أدبيا مبادرة من كتلة شبابية مبدعة تحت شعار" معا من أجل الإتحاد " حدثنا عن تلك النقلة النوعية في تاريخ الأدب الموريتاني ؟
البداع محمد نوح:  كتلة معا من أجل التغيير هي تجمع شبابي على مستوى الأدباء المبدعين فى الساحة الثقافية والذين ظلوا يحملون هموم المجتمع، وكانت كتاباتهم ملهما ورافدا أساسيا من روافد التحولات الحاصلة منذو 2005 وإلى اليوم، فكانت إبداعاتهم حاضرة فى الصحف والمواقع الألكترنية ومواقع التواصل الإجتماعي والتلفزيونات العربية، وأنظار المجتمع متجهة نحوهم عبر هذه الوسائل وغيرها، فقرروا ترجمة بعض الأفكار والأهداف التى اعتبروها الأمل الوحيد فى النهضة بالأدب من خلال تفعيل اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، فدخلوا المنافسة فى جو شفاف ليختاروا الأفضل بين المترشحين، وذلك ماتُوج بانتخاب الوزير الأستاذ عبد الله السالم ولد المعلى رئيسا، وكوكبة من المبدعين الشباب فى المكتب التنفيذي وأنت زميلتى زليخة من بين أعضائه، والمجلس الأعلى للإتحاد، ونأمل من خلال هذا الربيع الأدبي أن تترجم النوايا الصادقة إلى أفعال جادة تنير الدروب أمام الإبداع.

عضويتك في المكتب التنفيذي النائب الأول للأمين العام للإتحاد ماذا تعني لك؟
البداع محمد نوح: هي عضوية تمثل بالنسبة لى كل أمل الكتاب والأدباء الموريتانيين، وأمل المجتمع الموريتاني الذى يعول على هذا المكتب كممثل لأكبر رابطة للأدب والكتابة فى موريتانيا..

ما آخر ما أبدعته من قصيد أو على الأصح اطلع كما تدعى باللهجة الحسانية ؟
سأبقى فى إطار الغزل لأختار هذا النص الأخير
طَــــــرَّالِ ذَلْـــــوجْدْ التّـــــــــــــعْلاَكــْ
أَفْــــــــلـــخْلاَكــْ أُمـــــــــــــــاَشِ نـــــنْصاَكــــْ
أَبْـــــــــــلاَ رَبْعَ كِيفْ الــــــــــصَّرَّاكــــْ
وبْـــــــــلاَخُ تَــــــــــــيْتْ أُلاَ قَــــــــــــــرِيبْ
وسْكنْتْ أَفْـــــــــــــلخْلَ ماَيــــــــنْتاَكـــْ
أَعْــــــــــليَّ يَـــــــكوُنْ أَبْــــــــــــــــــطَبِيبْ
ومْــــعَ ذاَكْ انْــــــلَوَّدْ لَـــــــــخْلاَكـــ
حَــــــدْ أَجْـــــــــباَرْ أَخْـــلاَكـــُ صَــــــعِيبْ
وِلاَ كـــــــلْتْ أَنِّ مَـــــــا نَـــــسْمِيهْ
أتْـــــــلَيْتْ أُعَــــــنُّ كــــــاَعْ أَنْـــــــصِيبْ
أَلاَّ كِيفْ أتْــــــــماَبِ يــــــــخْزِيهْ
عَنْ سَـــــرْحــــــتْ لغْنَمْ زَادْ الــــذِّيبْ

كلمة أخيرة:
البداع محمدنوح: شكرا لمؤسسة عرار للشعر والثقافة العربية على هذه الإستضافة الكريمة، والتى تبرهن على ريادتها فى تقصى أخبار الشعر والشعراء فى أي مكان من الوطن العربي، وشكرا لك زليخا الحامد على ماتحملته من ترتيبات للمقابلة .