|
عرار:
عمان –الدستور– عمر أبو الهيجاء غيّب الموت فجر الأول من أمس، الشاعر والأديب الجزائري المعروف أبو القاسم خمار، (محمّد بلقاسم خمار) عن عمر ناهز الـ94 عاماً. الراحل من مواليد مدينة بسكرة العام 1931، تلقى تعليمه بمسقط رأسه ثمِ اِنتقل إلى معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، أين حصل على شهادة الإعدادية لينتقل بعدها إلى مدينة حلب السورية لمواصلة المرحلة الثانوية ومنها إلى جامعة دمشق وفيها تحصل على شهادة الليسانس في عِلم النفس من كلية الآداب قسم الفلسفة وعِلم النفس. خمّار اِنخرط في صفوف الحركة الوطنية ومن خلالها مارس النضال، كما كان عضواً في اِتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين وأحد سُفراء الثورة التحريرية بمكتب جبهة التحرير الوطني في دمشق بسوريا، حيثُ ساهم في إسماع صوتها بكلماته وقصائده التي عبّر من خلالها عن رفض الاِحتلال والاِستعمار، مُدافعاً عن قضايا الحرية والاستقلال والإنسان. اِشتغل الفقيد في حقل التعليم بسوريا لأربع سنوات، ومسؤولاً صحفياً بمكتب جبهة التحرير الوطني في دمشق، ثم في مؤسسة الوحدة للصحافة في دمشق مُحرراً مدة سنتين. وبعد عودته إلى الجزائر اِشتغل في عدّة وزارات من بينها الإعلام والثقافة، ومستشاراً في وزارة الشباب، كما عُرِفَ بمشاركاته الكثيرة في الجرائد وكذا إشرافه كمدير ومسؤول على مجلة «ألوان»، كما كانت له مجموعة من البرامج السمعية البصرية بمؤسستي الإذاعة والتلفزيون. ترك الراحل مجموعة كبيرة من الدواوين والمؤلفات الشٍّعرية، والتي نشرها طوال مسيرته الأدبيّة، ما بينها: «أوراق» عام 1967. «أصداء وظلال» 1977. «ربيعي الجريح». «ملحمة البطولة والحب» 1984. «حالات للتأمل وأخرى للصراخ». «إرهاصات سرابية في زمن الاحتراق» 1981. «ياءات الحلم الهارب» 1994. «مواويل للحب والحزن» 1994. «مذكرات النساي الشّاميّة» 1996. «زمن الغربة والغروب». «الحرف الضوء» 1997. وهي في معظمها دواوين ومؤلفات تحمل إرث وتاريخ الثورة التحريرية الجزائرية في قصائده وأشعاره. وتتغنى بحب الوطن وأمجاده. كما تدعو بعض أشعاره إلى تربية الناشئة على النهج السليم والدرب القويم. إلى جانب هذه المواضيع الوطنية والثورية، تناول خمّار في تجربته الشِّعريّة الطويلة تيمات أخرى كثيرة توزعت على مختلف دواوينه. يذكر أنّ وزارة الثقافة الجزائرية قد نعت الراحل من خلال موقعها الاِلكتروني وصفحتها الرسمية على تويتر وفيسبوك، وهذا من خلال بيان تعزية باسم الدكتورة صورية مولوجي وزيرة الثقافة والفنون، حيثُ أعربت من خلاله عن بالغ الحزن وعظيم الأسى، في وفاة الأديب الكبير والشاعر الفذ أبو القاسم خمّار، وبهذه المناسبة الأليمة، قدمت باسمها إلى عائلة الفقيد وأصدقائه ومحبيه وكلّ الأسرة الثقافية، أحر التعازي وخالص المواساة، راجيةً من المولى أن يتغمده بواسع رحمته وكريم عفوه، وأن يرزقه فسيح جناته. مؤكدة في بيان تعزيتها أنّ «الأستاذ أبو القاسم خمار كان شاعراً من الطراز الرفيع وأن رحيله يُعتبر خسارة كبيرة للساحة الثّقافيّة الجزائرية والعربية عامة. وبفقدان الشاعر أبو القاسم خمار فقد فقدت الجزائر واحداً من قاماتها الأدبية المُتميزة وفارس من فرسانها الشُرفاء الذين كتبوا الشِّعر للوطن فخلدوا أسماءهم في سجل أدباء الجزائر الكِبار». ومن أشعاره نختار هذه القصيدة: "ليختلف الناس في مشربي وفي أصل والدتي و أبي فإن كنت في منبتي أطلسيا وإن كنت من منبع يعربي فسيان عندي.. ويكفي بأني ولدت مع الفجر في مغربي وأشرقت كالشمس فوق الروابي وأفنيت كالدهر ماحل بي جذوري إلى سدرة المنتهي و فرعي تسامي على الشهب وديني تدوي عقيدته ونهج العدالة لي مذهبي وأرضي الجزائر أعظم بها امتداد إلى وطني العربي لهيب البطولة في شعبها ظلال لإنسانها الدائب وصرح الحضارة من رفدها عزيز بأجيالها النجب وإني سأبقى هنا يا بلادي فلا غمضت أعين الأجنبي أغنيك أجمل ما في قصيدي وأدعو إلى الحب مثل النبي". الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 16-08-2024 12:35 صباحا
الزوار: 273 التعليقات: 0
|