هنا..علي لسانها ..تروي قصتها..لقد حدث ما تخشاه كل امرأة..وكانت مأساتها كمأساة اخريات…لكنها استطاعت ان تطوي احزانها…وان تقهر اليأس..فاجمل الاحلام لم تولد بعد..والآمل يظل حافزا للحياة..بل هو الحياة

في دجي ليل حزين
ساطع الانجم وضاح القمر
هز صمت الصمت صوت
ناشز النغمة مشروخ الوتر
انتِ طالق !!قالها
فتدافعت في ناظري الذكريات
غريبة الالوان…زائفة الصور
انتِ طالق…قالها
فبكيت مثل فراشة حمقاء
في صدر اللهيب المستعر
وبكي القمر
ألقي بثوب ضيائه الفضي
في خجل..وغاب بلا اثر
فصرخت ملء فمي
تباً لمن أفنوا دروب العمر
يصطادون في ماء عكر
يحكون عن غدر الذئاب
فهل نسوا غدر البشر
هل ما بنيت بوصله
قد كان وهماً فهوى؟؟
ام سرابا..فانطوي ؟؟
ام كان بيتا من زجاج فانكسر
قلبي عليه… وقلبه
حجرٌ ..يدوس علي حجر
***
وأتى رفيق الامس
في درب الحياة
ومن خفضت له جناحي
ليقول في صلفٍ
سأرحل
قلت تصحبك السلامة
لن أكون أسيرة للحزن
للألم الممض…وللنواح
أرحل
فإني سوف أعبر للغد الآتي
طريق الشوك..والعبرات
والليل المخيم…والجراح
أرحل
فسوف تغرد الأطيار
فوق حديقتي
ويعانق الطل الندي
الزهر في ألق الصباح
أرحل
فإني نخلة شماء
لا تجثو لعاتية الرياح
أرحل
فإني إن سئلت
عن الخفي المستتر
فسأكتم الآهات
في صدر تلظى بالفراق
فليس عندي غير قول مختصر
قد كان لي يوما حبيب
لا يفرق
بين ذرات التراب
وبين ناصعة الدرر
قلبي عليه…وقلبه
حجرٌ…يدوس على حجر
***
وعدت أذكر ماضيا ولى
وما خلف إلا
غصة تدمى
وجرحا استفاقا
حين كنا كالعصافير
نغني للهوى
ونمد أجنحة من الأحلام
ترفل في سماء الحب
شوقا…وانطلاقا
حين كنا نتساقى
كأس وجدٍ
ملؤها الصبوة والسحر..دهاقا
كانت الأيام تغرينا بوعدٍ
طاب بالنشوة والحب مذاقا
وشموع لا تمل الرقص والهمس
وبوح عارم اللذة يشدو
إن صفا الليل..وراقا
كل ما كان توارى
ليتني أبقيت أحلاميَ ظمأى
ورضيت بوحدتي في العمر
قيدا…..ووثاقا
أبكي على نفسي
وما نفع البكا ؟؟
وإلام الدمع في طيف من الماضي
تولى…..واندثر
قلبي عليه…وقلبه
حجرٌ…يدوس على حجر
***
ولمحت في ركنٍ
من البيت صغيري
يرنو
وفي عينيه أحزان تنادي
ما مصيري؟؟
فبكيت من لهفٍ عليه
ضممته بين الجوانح والضلوع
وصحت…..مهلا يا دموع
رحل النصير
فأنت من ستكون في الدنيا نصيري
يا فلذةَ من زاهر الماضي
أعٍنًي
في طريق الصبر
للمستقبل المجهول…للأمل الكبير
أنت مني
أنت من نبض فؤادي
من كياني..من شعوري
أنت منه
لست أنكر
هل اخون الوصل
بين جموح عاطفتي
وهمسات…ضميري
غير أني
إن حييت
وصرت انت فتى
كمثل السيف
تهجر غمدك الدافئ
طوعا ..يا صغيري
هل سأقرأ في عيونك
سيرة الماضي وأحزان الدهور
أم سأذكر
من أضاع الأمس من كفي
وسطَر بالمداد المرَ
خاتمةَ لمأساة أمر
من كان قلبي في يديه
وقلبه
حجرٌ..يدوس على حجر
من كان قلبي في يديه
وقلبه
حجرٌ…يدوس على حجر

مأمون الرشيد نايل