شاعرةٌ وكاتبةٌ ومحرِّرةٌ ومعلِّمةٌ فلسطينيَّةٌ-أَمريكيِّةٌ. ولدتْ فِي العامِ (1952)، ونشأَتْ فِي «فيرجسون»، و»ميسوري»، و»القدس»، و»سان أنطونيو»، و»تكساس» حيثُ تعيشُ فِيها الآنَ. لهَا عدَّةُ كتبٍ شعريَّةٍ، أَحدثُها «قصائدُ لوقتِنا» (2020)، ومِن كتبِها الشِّعريَّةِ الأُخرى «الصَّحافيُّ الصَّغيرُ» (2019)، و»أَصواتٌ فِي الهواءِ: قصائدُ للمستمعينَ (2018)، «تحويلٌ» (2011)، «أَنت ولكَ» (2005) والَّذي نالَ «جائزة إيزابيلا غاردنر للشِّعرِ»، و»19 نوعًا منَ الغزالِ: قصائدُ منَ الشَّرقِ الأَوسطِ» (2002) وهوَ مجموعةُ قصائدَ جديدةٌ ومختارةٌ منَ الشَّرقِ الأَوسطِ. أَلَّفتْ عدَّةَ كتبٍ شعريَّةٍ وروائيَّةٍ للأَطفالِ، بِما فِيها «حَبيبي» (1997) ونالتْ عنهُ «جائزة جين آدمز لكتاب الأطفال» فِي (1998).

 قمرٌ فوقَ غزَّةَ
أَنا وحيدٌ
مِن أَجلِ أَصدقائي.
لقدْ أَحبُّوني،
ووثِقوا بِمجيئي.
أَعتقدُ أَنَّهمْ نَظروا إِليَّ
أَكثرَ ممَّا يفعلُهُ الآخرونَ.
***
أَنا الَّذي ظلَّ يحدِّقُ للأَسفلِ وقتًا طويلًا
لَا أَرى سببًا للأَحزانِ الَّتي يصنعُها البشرُ.
أَكرهُ الشِّجارَ، وغبارَ تفجيرِ القنابلِ
كثيرًا جدًّا؛ إِنَّهُ يحجبُ نَظري.
***
مشهدُ الأَسى والشُّعورُ بالحزنِ
مختلفٌ بعدَ ذلكَ.
لمعانٌ مختلفٌ مِن صحراءَ بسيطةٍ،
والأَطفالِ الَّذينَ يقولونَ اسمِي
مثلَ صلاةٍ.
***
أَحيانًا أَكونُ أَكبرَ
مِن طبقٍ ذهبيٍّ،
ومِن عُملةٍ عملاقةً،
والجميعُ يشهقُ.
***
ربَّما منَ الخطإِ
أَنْ أَكونَ هادئًا جدًّا.
 البحرُ الأَبيضُ المتوسِّطُ الأَزرقُ

إِذا كنتَ طفلًا لِلاجئٍ، فأَنتَ
لَا تنامُ بسهولةٍ حينَ يعبرونَ البحرَ
علَى طوَّافاتٍ صغيرةٍ وأَنتَ تعلمُ أَنَّهمْ لَا يستطيعونَ السِّباحةَ.
أَبي لَمْ يستطعِ السِّباحةَ أَيضًا. سبحَ مِن خلالِ
الحزنِ، علَى الرَّغمِ مِن ذلكَ، ووصلَ إِلى الجانبِ الآخر
علَى متنِ سفينةٍ، وقذفَ ملابسَهُ القديمةَ فوقَ جانبِها
عندَ الرُّسوِّ، ثمَّ حاولَ أَنْ يكونَ سعيدًا، ويصنعَ حياةً جديدةً.
لكنَّ شيئًا مَا بداخلهِ كانَ يجذِّفُ نحوَ البيتِ دائمًا،
ويتشبَّثُ بأَيِّ شيءٍ طافٍ- قصَّةٍ أَو طعامٍ أَو وجهٍ.
إِنَّهمْ أَشجعُ النَّاسِ علَى وجهِ الأَرضِ الآنَ،
فلَا تجرؤُ أَنْ تنظرَ إِليهمْ بازدراءٍ. كلُّ اهتمامِ الكونِ
يحومُ كتفاصيلَ كثيرةٍ كمَا لكَ، وكمَا حبٌّ كثيرٌ
لمكانٍ متواضعٍ. القميصُ ممزَّقٌ الآنَ،
والبحرُ واسعٌ جدًّا للرَّاحةِ، ولَا يوجدُ مكانٌ
لتَلقِّي خطابٍ لمدَّةٍ طويلةٍ جدًّا.
***
وإِذا تمكنَّا مِن مدِّ يدِ المساعدةِ، فنحنُ أَفضل.

 جدارُ الفصلِ

حينَ يحمضُ الحليبُ،
فإِنَّهُ يفصِلُ.
***
فِي المرَّةِ القادمةِ الَّتي تتوقَّفُ فِيها عنِ الكلامِ،
اِسأَلْ نفسَكَ: لِماذا ولدتَ.
***
يقولونَ: إِنَّهمْ خائفونَ منَّا.
تخافُ القنبلةُ النَّوويَّةُ منَ الخيارِ.
***
حينَ تطلبُ أُمِّي منِّي أَنْ أُقطِّعَ الخيارَ،
أَشعرُ كأَنَّني شخصٌ عاديٌّ بمُعضلاتٍ رائعةٍ:
***
هلْ أَصنعُ دوائرَ أَو عِصيًّا؟ هلْ أُقلِّمُ البذورَ؟
أَسأَلُ جدَّتي إِذا كانَ هناكَ وقتٌ
***
شَعرتْ كأَنَّها شخصٌ عاديٌّ كلَّ يومٍ،
وليستْ فِي خطرٍ، وتفكِّرُ لفترةٍ طويلةٍ
***
مَا دامَ الأَمرُ يستغرقُ مغيبَ الشَّمسِ، فتقولُ: نعمْ.
أَشعرُ أَنَّني شخصٌ عاديٌّ دائمًا.
***
هُمْ لَا يرونَني كواحدٍ فقطْ.
نودُّ أَلَّا يكتشفَ الأَطفالُ
***
الإِخفاقاتِ الَّتي تنتظرُهمْ. أَودُّ
منهمْ أَنْ يُؤمنوا بالجانبِ الآخر للجدارِ
***
أَنَّهُ سيركٌ لمْ يُفتتحْ بعدُ. أَصدقاؤنا
يتعلَّمونَ كيفية اللَّعبِ للسَّيرِ علَى أَعمدةٍ طويلةٍ.

 وتلكَ الكلمةُ الغامضةُ المقدَّسةُ
يمكنكَ أَنْ تتناولَ حبَّةَ اللَّيمونِ الفاسدِ،
اعصرْها فِي يدِكَ.
دعِ العصيرَ يتقطَّرُ علَى معصمِكَ وذراعِكَ،
ولذعةً حادَّةً منَ الحموضةِ توخزُ الخدوشَ والنُّدوبَ، وقُلْ:
أَنحنِي لكَ.
حينَ تطلقُ شجرةُ اللَّوزِ إِزهارَها مِن دونِ مساعدةِ أَيِّ شخصٍ
أَنحنِي. نحنُ هُنا فِي أَرضِ القصَّةِ المحرَّمةِ، ترنيمةٌ، وأَضرحةٌ، ومذابحُ [مذبحُ الكنيسةِ]، وكهوفٌ،
ومواعظُ،
وجنودٌ بملابسَ مموَّهةٍ يحملونَ بنادقَ.
ماذَا يقولُ ذلكَ عنِ المقدَّسِ؟
مَا مقدارُ القوَّةِ الَّتي لَا تمتلِكُها
أَنتَ لَا ترجمُ لتقتلَ مكوَّمًا تحتَ أَقدامِنا.
دينَ مَن ستتبعُ؟
ولِماذا يرتدونَ ملابسَ التَّمويهِ؟
لَا يزالُ بإِمكانِنا رؤيتُهمْ.
مَن هؤلاءِ الَّذينَ يختبؤونَ مِنهمْ؟
البنادقُ أَكبرُ مِنَّا.
الدَّبَّاباتُ أَكبرُ منَ الأَضرحةِ.
عبواتُ الغازِ المسيلِ للدُّموعِ، وأَغلفةُ قنابلَ يدويَّةٍ
علَى قبورِ أَجدادِنا المتناثرةِ فِي المقبرةِ.
أَنحنِي. أَنتَ تَنحنِي لطبقٍ كبيرٍ لامعٍ
يأْكلُ الجميعُ مِنهُ. اجلسْ فِي دائرةٍ
حولَ أَرُزِّكَ المقدَّسِ. تكلَّمْ بَعدي.
الباذنجانُ المقدَّسُ هوَ مَلاكي المفضَّلُ.

أَحيانًا هناكَ يومٌ
أَحيانًا هناكَ يومٌ تريدُ فيهِ
الابتعادَ فقطْ.
تشعرُ أَنَّهُ ينكمشُ فِي داخلِكَ مثلَ جزيرةٍ،
كمَا لوْ كنتَ علَى متنِ قاربٍ.
دائمًا أَتمنَّى أَنْ أَكونَ علَى متنِ قاربٍ.
ثمَّ، ربَّما، لَا مزيدَ منَ القتالِ
علَى الأَرضِ. أُريدُ ذلكَ اليومَ لأَشعرَ
كأَنَّهُ لمْ يَحدثْ قطُّ، حينَ احترقَ أَحمدُ،
وحينَ قُتلَ النَّاسُ، وحينَ أُصيبَ ابنُ عمِّي بالرَّصاصِ.
اليومُ الَّذي دخلَ فيهِ شخصٌ مَا إِلى السِّجنِ ليسَ يومًا مشرقًا.
أُريدُ أَنْ يكونَ لديَّ صفاءُ الذِّهنِ
مرَّةً أُخرى، مثلَ طفلٍ يحدِّقُ بالضَّوءِ
عبرَ النَّافذةِ ويفكِّرُ،
هذَا مُلكي.