|
عرار:
ديوان جديد لِسعيد يعقوب يرصد بطولات المقاومة الفلسطينيّة في ظل العدوان على غزّة عمان بإصداره لديوانه الشّعري الرّابع، هذا العام، يؤكِّد الشّاعر سعيد يعقوب حضوره في المشهد الشعريّ الأردنيّ والعربيّ، بشكل لافت، فبعد أن صدر له ديوان «واشْتَعَلَ القَلْبُ شِعْرا» و»اشْتِعالُ النَّدى» و»ظِلال الهاجرة» بدعم وزارة الثّقافة الأردنيّة، يختتم الشّاعر يعقوب عام 2023 بديوان جديد يحمل عنوان «مِن مَسَافَةِ صِفْرٍ». لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على المواجهة من مسافة صفر هذا المصطلح الإعلاميّ والعسكريّ الذي أصبح أكثر تداولا في وسائل الإعلام الذي يعبّر عن رباطة الجأش والثبات والبطولة والصمود التي يتحلّى بها رجال المقاومة في الدّفاع عن حقّهم في الوجود، هذا الحق الذي تحاول أن تنزعه عنهم آلة الحرب الصهيونيّة، من هنا اختطف الشّاعر هذا العنوان الأكثر شيوعا على الألسنة، ودورانا على الشّفاه، في الفترة الأخيرة، ليجعله عنوانا لمجموعته الشّعرية الجديدة، التي تضمّ ما قاله ونشره في صحيفة الدّستور الأردنيّة، من قصائد بعد السابع من أكتوبر الماضي، وما تلاه من عدوان، ما زال مستمرا إلى الآن، على قطاع غزّة، في هذا الدّيوان الذي صدر عن دار الخليج للنشر والتوزيع في عمان مؤخرا، ويقع في مئةٍ وخمسٍ وسبعينَ صفحةً، من القطع المتوسط، ويضم خمسا وأربعين قصيدةً. الدِّيوان كتب مقدمته الدكتور زياد أبو لبن مدير مركز دراسات القدس بعمَّان وجاء في المقدمة: «...عرفتُ الشَّاعِرَ سعيد يعقوب قبلَ ثلاثينَ عامًا أو يزيدُ، ومنذُ عرفتُهُ للآن لم يتغيَّرْ عليهِ شَيْءٌ فهُوَ هوَ شُعْلةٌ مِنَ النَّشاطِ والحيويَّةِ والتَّدَفُّقِ، مُحِبٌّ لِلشِّعْرِ مُحْتَفٍ بِأهلِهِ كُلَّ الاحْتفاءِ، ويُعدّ الشاعر سعيد يعقوب من أكثرِ الشُّعراءِ الأردنيِّينَ غزارةً في إنتاجِهِ الشِّعريِّ، ومِن أكثرِهم إخلاصًا لِلقصيدةِ العَموديَّةِ أو شعْرِ الشَّطرين، وهذا الإخلاصُ سببُهُ ذائقتُهُ الشِّعْريَّةُ التي تَعلّقَتْ بالشِّعْرِ العربيِّ القديمِ، ومَرْجعيَّاتِهِ التُّراثيَّةِ التي حافظتْ على الُّلغةِ نظمًا ونَثرًا، وانتصرَتْ لِلمُفْردةِ التي تنحَتُ مِن الُّلغةِ جماليَّاتِ الصُّورةِ وعُمقِ المعنى، أمامَ هذا الاعوجاجِ الذي أصابَ شُعراءَ الحدُاثَةِ أو ما بعْدَها، وأصبَحوا رهينةَ ابْتذالِ المعنى وركاكةِ الأسْلوبِ، ولعلَّ دواوينَ سعيد يعقوب، التي وصلَتْ في مجْموعِها اثنينِ وثلاثينَ ديوانًا، خيرُ شاهدٍ على غزارةِ انتاجِهِ الشِّعريِّ، بَدءًا مِن ديوانِهِ الأوَّلِ الذي صدرَ عامَ 1985 وحتَّى ديوانِهِ الذي بيْنَ أيْدينا «مِنْ مَسَافَةِ صِفْرٍ». ومن عناوين قصائد الديوان نقرأ: طوفان الأقصى، جذورنا، الشعب العنيد، تحية للملثم، تحرير الأسرى، عهد التميميّ، غزّة العزّة، من مسافة صفر، وغيرها كثير. الغلاف الأخير للدّيوان حمل شهاداتٍ إبداعيّةً حول الشاعر يعقوب وشعره لعدد من كبار الأكاديميين والنّقاد في العالم العربيّ من بينهم: أ. د. صلاح جرار، أ. د. إبراهيم السعافين، أ. د. أدي ولد آدب/ موريتانيا، أ. د. إبراهيم طلحة/اليمن، أ. د. رشيد هوشات/ الجزائر. أما إهداء الديوان فقد جاء فيه: إلى أرْواحِ الشُّهَداءِ الذِينَ ارْتَقَوْا إلَى السَّمَاءِ... إِلى رِجالِ المُقاومَةِ الأَشَاوِسِ الذِينَ صَمَدُوا كَالجِبالِ الشَّاهقَةِ ورَدُّوا المُحْتَلَّ الصُّهْيُونِيَّ على أعْقابِهِ يَجُرُّ أذْيالَ الهَزيمَةِ والخَيْبةِ والمَذَلَّةِ... إِلى أهْلِ غَزَّةَ العِزَّةِ الذِينَ احْتَضَنُوا رِجَالَ المُقاومَةِ وتَشَبَّثُوا بتُرابِ أرْضِهِمْ وصَمدُوا تحْتَ القَصْفِ الصُّهْيُونِيِّ الوَحْشِيِّ... إِلى الشُّرَفاءِ والأَحْرارِ في العَالَمِ الذِينَ سانَدُوا ودَعَمُوا القَضِيَّةَ الفَلَسْطِينِيَّةَ العادِلَةَ... يجدر التنويه إلى أنَّ الشَّاعر سعيد يعقوب أصدر عقب العدوان على قطاع غزة عام 2014 ديوانا شعريّا حمل عنوان «غزَّة تنتصر». يُشار إلى أنَّ الشّاعر يعقوب من مواليد مدينة مادبا عام 1967 عمل في حقل التّربية والتّعليم ما يزيد عن ثلاثين عاما وهو عضو رابطة الكُتَّاب الأردنييّن أصدر ما يزيد عن ثلاثين ديوانا شعريّا من بينها: قسمات عربيّة، نسمات أردنيّة، مّقْدِسِيَّات، عبير الشُّهداء، غزَّة تنتصر، ضجيج السّكون، وغيرها كثير، حصل على عدد من الجوائز المحليَّة والعربيَّة، وكان شعره ميدانا خصبا للدراسات الأكاديميّة المحكمة، ورسائل الماجستير والدكتوراه، ودخلت أشعاره في المناهج المدرسية في الأردنّ وفلسطين، وضع حول تجربته الشّعريّة عددا من المؤلَّفات النّقديّة منها: قسمات عربيّة في الميزان للدكتور مصطفى خضر الخطيب، سعيد يعقوب شاعرا وإنسانا للباحث والنّاقد فوزي الخطبا، والبناء الفنيّ في شعر سعيد يعقوب للباحثة آية البنا... الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأربعاء 20-12-2023 06:44 مساء
الزوار: 491 التعليقات: 0
|