إلى المجتمع موضوعيّ المعرفة، اعتماداً على حالات الفوضى في السلوك، الناجمة عن الحصيلة غير المتوقّعة من المعلومات.
وأضاف السواعير، في محاضرته (دور المثقف الأردني في بناء السلوك) التي قدمه فيها الشاعر محمد سمحان في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، أنّه لا يسعى بهذا الاستنتاج إلى أن (ينمّط) التعبير المجتمعي، أو (يَقْصُر) منه، أو يضع حائلاً بينه وبين المعرفة، داعياً إلى الحكم العادل تجاه كثير من القضايا محلّ النقاش.
وقال، في المحاضرة التي حضرها رئيس الاتحاد مصطفى القرنة، إنّ على المثقف الذهاب إلى (الناس) في مواقعهم، وأمام بقالاتهم، وفي مساجدهم، وفي قاعات الدرس، وخلال الدوام الرسمي وبعده، وفي كلّ حين، لنشر الفكرة الضامنة التي تحمل كل هذا الحراك.
إجرائيّاً، على المثقف، بالمسرح والشعر والقصة والرواية والفيلم السينمائي والقطعة الموسيقية والأغنية والسجالات الفكرية، أن يؤثر في من يجالسه، أو يأخذ عنه، لكي نضمن نقطة التوازن التي يتقاطع بها الفكر مع محمول الناس وأصحاب القرار في كلّ ما يستجد.
المحاضرة، التي حضرها 150 من أعضاء الاتحاد، تشعّبت، ليتحدث فيها عبد العزيز فرارجة عن قوى الشدّ العكسي في حمل المشروع الثقافي والنظريات الثقافية المستوردة وإهمال التكيّف الثقافي، ماراً ب(الربيع العربي)، ويتحدث فيها د.شوكت درويش عن الثقافة العربية الإسلامية ومجموعة القيم التي ينبغي حملها في هذا الظرف العصيب، بشرط ألا تُفهم الفهم الجاهليّ، فهي تحتاج دراسةً لتُعطى صفة المفهوم، فتحملها مسرحياتنا ورواياتنا وأشعارنا وكل وسائل التعبير الثقافي.
تحدث في المحاضرة، التي جاءت استهلالاً لدورة 2012/ 2014 في اتحاد الكتاب، د.إبراهيم الخطيب في تفريقه بين المعرفة والعلم والتربية والفلسفة، مؤكداً أن الثقافة تطال الماضي والحاضر والمستقبل، في حين تحدث عن التساؤل في الفلسفة، واعتياد الأجيال في التربية. وتناول عبد الغني حجير الثقافة بين الماضي والحاضر وظروف التغيير في السلوك استناداً إلى تأثير الثقافة، وضرب أمثلةً من واقع المرأة والمؤسسات، كما وقف على مسألة التحوّل من الوصاية إلى الرعاية، وهما أمران مهمان، كما رأى.
مدير الأمسية سمحان علّق على (شللية الثقافة)، و(نخب الثقافة)، و(احتكار الثقافة)، مهتماً بذيوع الثقافة، وتبني المجتمع كلّه لعناصرها، وتعظيمه لمكاسبها، وقال إن في الثقافة العربية الإسلامية خيراً وأسلوب حياة، بشرط الموضوعية في التطبيق.
من أعضاء الاتحاد من قرأ التأثير الثقافي بعين إسلاميّة محضة، كما فعل عبد المجيد العرابلي، في تأكيده نشر قيم الدين الصحيحة الواضحة، ومن الأعضاء من فرح للمرأة وهي تنتصف لنفسها بالفعل الثقافي في الكتابة والفن، كما فعل الشاعر محمود عبده فريحات.
مداخلات الأعضاء تنوعت بين د.عودة السوالقة الذي قال إنّ (العالم في قومه هو كالنبي في أمّته)، في دعوته المثقفين إلى أن يقوموا بدور التوجيه الوطني والتأثير في المجتمع، ومصطفى الخشمان في حديثه عن المرحلية في تطور المجتمعات بالفعل الثقافي، وعبد الغني حجير الذي قال إنّ المجتمع توهّجت عناصره كلّها مع الزمن، بسبب من التنوير الثقافي بالأدب والفن والفكر.
الكاتب مهدي العلمي تحدث عن دور المثقف الفاعل في ظلّ عدم وضوح المفاهيم واختلاطها وسرعة تلبّسها، مهتماً بالقراءة القيّمة الموضوعية للمثقف تجاه القضايا الملحّة المحلية والقومية والعالمية. كما تحدث راسم سلام عن الفعل الثقافي المهم الذي يقوم به اتحاد الكتاب في ندواته ومحاضراته وما يستجد من أعمال.
آخر المتحدثين كان عيسى الجراجرة الذي أكّد قيمة الفعل الثقافي وأهمية ممارسة المثقف لدوره بحجم الشفافية المتاحة.