نضال برقان
ثمّن رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، مدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبو فارس الرعاية الملكية للمعرض، الذي تفتتح دورته الجديدة يوم السبت المقبل، وقال: نتقدم باسم أعضاء الهيئة الإدارية، والهيئة العامة للاتحاد بخالص الشكر والامتنان لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه لرعايته المستمرة للمعرض الأمر الذي يشحذ الهمم، ويدفعنا للعمل بأقصى ما نستطيع من جهد للارتقاء بمستوى المعرض، ليليق بهذه الرعاية السامية وبالأردن الحبيب.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس، في المركز الثقافي الملكي، بحضور وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وممثل السفير الكويتي في الأردن، مشعل المطيري، وأمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، ومندوب أمانة عمان الكبرى ثامر الشوبكي.

من جانبها أكدت وزيرة الثقافة أن المعرض الذي تنطلق دورته الجديدة في المركز الأردني للمعارض الدولية/ مكة مول، اعتبارا من الأول من أيلول 2022، وحتى العاشر منه، بتنظيم من اتحاد الناشرين بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى، يعدّ من أهم الفعاليات الثقافية في الأردن، وهو واحد من المشاريع التي تعزز المشروع الثقافي الوطني، بأبعاده: المحلية والعربية والعالمية.
وثمنت الوزيرة اختيار دولة الكويت بوصفها ضيف شرف المعرض، وقالت: إن «اختيار الكويت جاء بهدف تعزيز العلاقات بين الشعبين، ولا سيما في الجانب الثقافي، وإعطاء جمهور معرض عمان الدولي للكتاب فرصة الاطلاع على الجهود الثقافية والتراثية للبلد الشقيق، وأبرز المشروعات الرائدة التي تعمل عليها دولة الكويت، والتي تتميز في رسالتها الثقافية للأمة العربية، وللإنسان العربي».
كما بيّنت الوزيرة أن اختيار الدكتور وليد سيف الشخصية الثقافية للمعرض في دورته 21، جاء تتويجا لمسيرته الأدبية، والإبداعية التي تميزت بالعمل الدؤوب، والجهد المتواصل، والالتزام بتقديم أعمال أدبية ودرامية راقية، تسجل الواقع وتحولاته، وتنقد اختلالاته وفق رؤية، ودراية بأدوات منهجية طورها للوصول إلى جمهوره بصورة مبسطة، وواضحة.
وكان أبو فارس لفت النظر إلى أن «قطاع النشر في الأردن من القطاعات التي تحملت الكثير خلال السنوات الأخيرة، إذ خسر القطاع أسواقا مهمة في المنطقة، وفي شمال أفريقيا بفعل الأحداث السياسية التي أثرت في الإقليم ككل، وقبلها بعدم تفعيل دور المكتبات المدرسية، وعدم وجود حصة خاصة بالقراءة، ومن ثم جاءت جائحة كورونا التي زادت من صعوبات التنقل والسفر، والطباعة، وتوقفت المعارض، الأمر الذي رتب على الناشر الأردني التزامات مالية لم تكن في الحسبان.. ومن هنا، ندعو الجهات المعنية والمؤسسات الوطنية كافة للوقوف إلى جانب الناشر الأردني، والمساهمة في نجاح المعرض الذي أعتبره تقرير حالة البلاد 2021 الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي أخيرا أحد أهم الإنجازات الثقافية الأردنية منذ عشرين عاما».
ويشارك في الدورة الجديدة للمعرض قرابة 400 دار نشر محلية وعربية ودولية من 22 دولة، يصاحب ذلك برنامج ثقافي منوع أعدته اللجنة الثقافية يشتمل على ندوات ثقافية، وأمسيات شعرية وقصصية، ونشاطات ترفيهية، وقراءات قصصية للأطفال واليافعين، صباحية ومسائية على مدار أيام المعرض، وبمشاركة مبدعين من أردنيين وعرب.
المعرض نفسه كان احتفى خلال الدورات الماضية من خلال برنامج ضيف الشرف، بفلسطين، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، وتونس من خلال فعاليات ثقافية متنوعة ومتميزة، وهذا الدورة ستكون إضافة إلى الدورات الأخرى لما تتمتع به دولة الكويت من خبرة في التنمية الثقافية المستدامة، وإدارة العمل الثقافي.
وحافظت لجان المعرض كما في الدورات السابقة، على شعار «القدس عاصمة فلسطين» ليكون حاضرا لهذه الدورة، لما تمثله القدس في وجدان الأمة العربية، ولتأكيد عروبتها وهويتها التي تستقر في قلوب وعقول العرب المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم، وانسجاما مع موقف الأردن ملكا وحكومة وشعبا، وتأكيداً للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ويعد الكاتب والأديب الدكتور وليد سيف، أحد أهم الكتاب في العالم العربي الذين استطاعوا توظيف التراث العربي والإسلامي في أعمال تلفزيونية ترتقي بالذائقة، وتلتزم بقضايا الأمة، مثل مسلسل عمر بن الخطاب، والتغريبة الفلسطينية، وصلاح الدين الأيوبي، وملحمة الحب والرحيل، وطرفة بن العبد، وصنفت ثلاثيته الأندلسية (صقر قريش، ربيع قرطبة، وملوك الطوائف) بأنها العمل الأبرز في التاريخ الفني في العالم العربي حتى الآن. ويعكف سيف الحاصل مؤخراً على وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، على مشروع جديد بدأ به منذ 3 سنوات يتمثل بإعادة كتابة عدد من أعماله التلفزيونية المعروفة في شكل أعمال روائية مقروءة حيث قدم للقارئ حتى الآن: النار والعنقاء في جزئها الأول: الرايات السود، وجزئها الثاني: صقر قريش، مواعيد قرطبة.
وحصل سيف على العديد من الجوائز منها: جائزة عرار، رابطة الكتاب الأردنيين. جائزة غالب هلسا للإبداع الثقافي، وجائزة أفضل كاتب دراما في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، لأربع سنوات متوالية.