|
عرار:
نضال برقان استضاف ديوان الهريس الثقافي، في مقره بمنطقة الهاشمي الشمالي في عمان، يوم الاثنين الماضي، كوكبة من الشعراء، الذين قدموا مجموعة من القصائد الوطنية والوجدانية والغزلية. المشاركة الأولى في الأمسية كانت قصيدة بعنوان «صدى فوهة الحق» للشاعر خليل حسين اطريِّر، المتواجد في السويد، وقد قرأها بالإنابة عنه مدير الأمسية نضال برقان، وقد انطوت القصيدة على بعد وطني، مزجية تحية عطرة للشهداء، ومما جاء فيها: «هذي استراحةُ ماردٍ فجَّ المدى/ يُملي صحائفَ ثورةٍ معنى الفدا/ ملأ السفوحَ خطىً لرسم طريقِه/ نحو انتصارٍ راغمٍ أنفَ العدى/ من فَوْهَةِ الحقِّ الجريحِ نداؤُه: يا حادياً...! ليس الطريقُ معبّدا/ الثورةُ العرقُ العطاءُ بزخمِه/ بدم الشهيدِ وما يزال مُمَدّدا/ يا ملهمَ الشبّانِ سهمَ طريقِهم!/ نهجُ التواصلِ في البناء تعدّدا..». تاليا كانت المشاركة للشاعر بديع رباح، بعنوان «شطحات»، وفيها يقف على أسئلة الشعر وشجونه. يقول: «أنا شاعرٌ رسم القصيدة ظلّـــــهُ/ لتظلّ في سحر الجمال فريـــدةْ/ وتعانق العشاق في خلواتهـــــم/ وتكون في ليل الهنا تغريــــدةْ/ من مثلها للعشق تهدي عطرها/ وتذيب في سحر الهوى تنهيـدةْ/ كم عاشق خشي الفناء لعشقه/ خلدّ تُه حقّا بسِحرِ قصيــــــــــدةْ/ وبنيت للعشاق مملكة الهوى/وزرعت في صرح الوفاء ورودهْ/ شعري نصيرُ العاشقين وإنّهم/ يُمضون في ليل الهوى ترديدهْ/ فأنا بديع الشعر يُحكى أننــي/ أسقيتُ شعري من عيونِ خريدةْ..». المشاركة التالية كانت للدكتور الشاعر عادل جوده، وهو شاعر أنيق وصادق ومجتهد، يعتني بقصيدته على صعيدي الشكل، ويحرص أن تنسجم مع الواقع الذي يعيشه، كما يجتهد في تطوير أدواته الفنية ما يضمن لقصيدته الحيوية والبقاء، وقد جاءت قصيدته بعنوان «صَدِيقُكَ مَنْ صَدَقَكْ»، وتضمنت بعدا قصصيا، ما جعل الشاعر يتخفف من الصنعة والبلاغة لحساب وصول المعنى للمتلقي بيسر وسهولة، وفي نهايتها، أسوة بالشعر القصصي في التراث العربي، كانت الحكمة حاضرة، وفي القصيدة يقول: لا تَـعْـتَـقِـدْ أَنِّــي تُـــهْـتُ إِذْ خُـنْتَنِـــي/ لَا بَــلْ خَـلَـعْـــتُ أَذَاكَ مِــنْ صَـفْـوَتِـــي/ إِنْ لَـمْ تَـكُـنْ تَـدْرِي فَـالْــكَـرِيـمُ أَبَــى/ إِلَّا دَوَامَ الـصَّــــفَـاءِ فِـــي نَـــظْــرَتِـــي/ اذْهَــــبْ فَـإِنَّــــكَ خَـاسِــــرٌ، أَمَّـا/ أَنَـا فَـقَــــدْ شَافَـى الـلَّـهُ لِـــي عِـلَّــتِـــي/ يَـا رَبِّ حَــمْــدًا يَـا رَبِّ شُــكْـرًا إِذْ/ أَكْـرَمْـتَـنِـــي وَوَفَــيْــتَ لِــي رَضْـــوَتِـــي/ وَيَـا إِلَـــهِـي إِنْ تَـابَ عَـــنْ ذَنْـبِـــهِ/ فَـتُـــبْ عَـلَــيْــهِ وَدَاوِ لِــــي وَخْـــزَتِـــي/ عُـــذْرًا أَحِــبَّــــتِــي هَـــذِهِ قِـصَّـــتِــي/ نَــظَـمْـتُـهَـا شِعْرًا، كَــيْ تُـرَى شَـكْـوَتِــي/ وَأَخْـــتِــمُ الْـقَـــوْلَ بِـالـصَّلَاةِ عَـــلَــى/ مُـحَـــمَّـدٍ خَـــيْرِ مَــنْ ضَـــوَى مُـهْـجَـتِـي». وقرأ الشاعر محمود إبراهيم قصيدتين، واحدة حملت عنوان «واقدساه»، وفيها يقول: «أرى الإذاعات تعلو اليوم بالخطب/ فيكتوي من لظاها فارس العرب/ دعوا الكلام وقوموا كي نحررها/ فالقدس ضجت من الغوغاء والكذب/ القدس غابت عن الأنظار وا أسفي/ لكنها عن قلوب الخلق لم تغب/ يا أمتي.. أمة الإسلام حسبكم/ إن الذي قادكم خير نبي/ فاستنهضوا همما باتت معطلة/ واستحضروا ما مضى من سالف الحقب..». وقرأ الشاعر جمال حرب غير قصيدة، منها «نجوم وأقمار حزينة»، وفيها يقول:»نظر القمر في مرآة وجهها/ فجن جنونه/ حين رأى اصفرار وجهه/ وصرخ بالآه/ فجاب كل دروب الكون/ يبحث عن نجمة/ تغمره بالضوء/ وتعيد له صباه/ فإذ بنجمة/ تلمحه من بعيد مسرعا/ متخبطا بين الدروب/ ويصاب بالدهشة/ كل قمر رآه..». وقرأ الشاعر محمود العرابي قصيدة بعنوان «شد الزناد»، وفيها يقول: دارٌ تزيّنُها الدِما والكاسُ/ رهْنُ الرِباطِ وما عَليهم باسُ/ جُوعٌ وصبرٌ واعتقادٌ راسِخٌ/ فتجذَّروا لما دَعا الحراسُ/ عافوا الجواهرَ والثراءَ وراحةً/ فالقدسُ عِقْدُ أمانةٍ لا ماسُ/ في القُدسِ ترتيلُ الحَمامِ مُلبّياً/ حولَ القِبابِ وتُقرَعُ الأجراسُ/ في القُدس يحملُ كُلَّ طفلٍ نعشُه/ كيما يزِفُّ شهيدَها أعراسُ/ بشقائقِ النُعمانِ يلبسُ ثوبَهُ/ والأُقحوانُ فؤادُه والآسُ». وتحت عنوان «صرخة نازح» جاءت قصيدة الشاعر عبد الرحمن المبيضين، وفيها يقول: «هناك بلادي وأرضي أنا/ هناك هناك على الرابيةْ/ أعيش شريدا بلا مسكن/ وحزن يفتت أعماقيةْ/ وكنت أعيش على ربوة/ بقدس عروبتي الغاليةْ/ فجاءوا يدقون إسفينهم/ فثرتُ وقلتُ: بلادي ليهْ..». وكانت القراءة الأخيرة للشاعر منذر اللالا، الذي قرأ مجموعة من قصائد الهايكو، وفيها يقول: «راجمات/ تعلو في السماء/ مآذن حق». «طريق الحياة/ يحاورني/ عزف ناي». «بدون غطاء/ تمحو الطريق/ ورقة توت!». «أغصان متشابكة/ يظلل نافذتي/ عناق متواصل!». «ليل حالك/ على نافذتي/ نجمة». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 19-08-2022 10:29 مساء
الزوار: 602 التعليقات: 0
|