|
عرار:
ولد إسحاق بابل في مدينة أوديسا الأوكرانية في عام (1894_1940م).وكان من أفضل الكتاب وأبرزهم في تلك الفترة ، حيث كانت له الكثير من المزايا الشخصية الخاصة به.إسحاق كان مترجما بارعاً وصحفيا مُلِمّاً بالكثير من الأحداث التي جعلت من حبره سُمّا حُقنَ في عدّة جهات،خاصة أنه كان كاتباً تابعا للإمبراطورية الروسية والإتحاد السوفياتي آنذاك، علاوة على ذلك كان من الأسماء التي نَقشت على حائطِ الكتابة أشهر المسرحيّات والسيناريوهات الفريدة في ذلك الزمن الكلاسيكي الخالص. ولعلّ من أشهر أعمال إسحاق بابل النثرية ،خصوصا تلك التي ذاع صيتها بسرعة و لقيت رواجا كبيرا ومتعددّ المزايا والمساوئ على حدٍّ سواء، نجد في مقدمة هذه الأعمال مجموعة القصص بعنوان "سلاح الفرسان الأحمر " الذي أعتبر من أفضل أعمال بابل الكتابّية بما احتوى من مشاهد مروعة تعكس طبيعته الهادئة والوضيعة. إضافة إلى وجود الكثير من المؤلفات باسمه مثل قصة برج الحمام،وحكايات أوديسا التي تحكي عن رجال ععصابات قادمين من مدينة أوديسا ويترأسهم زعيم عصابة يدعى بنيا كريك،توازي هذه الحكايات إلى حدّ واضح قصة المجرم الأوكراني ميشكا والتي استوحيت منها .ذاع صيت أعمال بابل الكتابّية في أوساط السوفييت وانتشرت في أغلب مدنها،كان إسحاق بابل من الكتاّب أصحاب الأسلوب الواضح والسلس، الأسلوب الخالي من الألفاظ العائمة والجُمل الجافّة.إذ أنه كان يعبر عن أفكاره بطريقة واضحة وفي إيجاز متقن لا يضاف له شيء ولا ينقص منه شيء . في عام 1920 قام السوفياتي وقائد سلاح الفرسان سيميوني بوديوني الذي كان الصديق المقرب لستالين بتعيين بابل كجندي لدى كتيبته،والأجدر بالذكر أن فترة بابل في الجيش حينها كانت قد شهدت إحدى الحملات الحربية السوفيتية البولندية عام 1920 ،قام بابل بالإلتجاء إلى مخيلته الثرية بالأفكار وصور فضائع الحرب التي شهدها ليضعها في مذكرتاته وذلك حتى يستعين بها في مجموعته القصصية لاحقا"سلاح الفرسان الأحمر ". ومن تلك المذكرات التي أنف ذكرها نجد قصصا قصيرة مثل " عبور نهر زبروتش "و " وقصة "إوزتي الأولى" والملفت للنظر أن الفضائع والاحداث المروعة التي صورها بابل في قصصه تتنافى كليّا مع طبيعته المسالمة. حظيَ إسحاق بإشادة الجمهور ، ضُرب به المثل في أكثر من موضع من مواضع الإبداع القصصي ،بل أصبح من أفضل الكتاب النثريّين حينها ،وفي عام 1923 وبعد عودته للكتابة نشر عدة قصص من بينها "جبهة الفن اليسرى " والتي أضافها أيضا إلى مجموعته "سلاح الفرسان الأحمر"ومن خلال تلك الأعمال التي صورت مشاهد اتسمت بالرؤية الفظيعة ووحشيّة الوصف، وكانت مثيرة للجدل نوعا لدى الروس ومم بينهم القائد بوديوني الذي غضب بشدة من الاوصاف الفاضحة لجيوش القوقاز الحمراء. أضحى إسحاق بابل عدوّا لعدّة أطراف من روسيا السوفيتية القوية بسبب التعارض الذي كان ناجما بين وصفه المسموم والصريح لفضائح الحرب وبين دعاية الثوار السوفييت. وفي الخامس عشر من مايو من عام 1939 ألقي القبض على إسحاق بابل من قبل مفاوضة الشؤون الداخلية بتهمة التجسس وعلاقة أخرى ملفقة بالإرهاب،وأعدم رميا بالرصاص في السابع والعشرين من يناير من عام 1940 . سفيان زاوي الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 12-08-2022 09:05 مساء
الزوار: 758 التعليقات: 0
|