|
عرار: عرار:في إطار التواصل مع المؤسسات التربويّة والتعليميّة ضمن برنامج تثقيفي مشترك، قام خبراء ومختصون في إدارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بتقديم سلسلة ندوات ومحاضرات لطلبة مدارس الإمارات الوطنية في كل من مدينة أبوظبي ومدينة العين، تمحورت حول دور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مجال الحفاظ على التراث الوطني وصونه، وفي أهمية تمثل الجهود التي قام بها، طيّب الله ثراه، لصون قيمنا التراثية الأصيلة، واستمراريّة الالتزام بها، كموجه فعال لسلوكنا، وكأداة صلبة لبناء نهضتنا وتحقيق أمانينا وتعزيز التطور، والتقدم، والازدهار. وأكدت المحاضرات على أنّ الشيخ زايد رحمه الله كان دائم الحرص على صون التقاليد الأصيلة ونقلها لأجيال المستقبل، وترسيخها في نفوسهم. وكان يستحضر التراث في كل مناسبة، وموقف، ويقدم مثالا للقائد الذي يعتز بتاريخه، وشعبه، وأمته العربيّة والإسلامية، في إطار سام من القيم الإنسانية الواسعة، حتى أضحت هذه المحطات البارزة في حياته أنموذجاً للحاكم الذي يستقي من التاريخ والتراث أسمى المعاني والقيم لتحقيق اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب. وتناولت الندوات المَلكَات والقدرات الفطريّة، في شخصية الشيخ زايد، رحمه الله، والتنشئة الأسريّة، والاجتماعيّة التي صقلتها، والتي استمدت أصولها، ومقاصدها من التراث، في الحياة العامة، والخاصة، وفي إدارة شؤون البلاد، بحيث يمكن القول: إن هذه الشخصية التي أسهم التراث في تشكيل ملامحها، وسماتها، هي ذاتها التي أسهمت فيما بعد في تشكيل التراث الخليجي، والعربي، والإسلامي. كما تناولت الندوات أمثلة على معارفه وخبراته التراثية المتصلة بفنون الأداء، والرياضات الشعبيّة، والأدب الشعبي، والعادات، والتقاليد، والأنساب، والتاريخ، والنباتات، والحيوانات، والأنشطة الاقتصاديّة التي يمارسها سكان البيئة الصحراويّة، والبحريّة، وكيف حرص، رحمه الله، على تأكيد حضورها وممارستها في المجتمع عبر العديد من المراكز، والهيئات، والمؤسسات، والجمعيات، والأنديّة، والمهرجانات، والمعارض التراثيّة، الأمر الذي جعل التراث يتفاعل بقوة مع سماته الشخصيّة الفطرية المكتسبة، وجعلته واحدا من الأبطال الذين تشير إليهم الدراسات الأنثروبولوجية باسم " أبطال الجماعات الثقافية". من جهته أكد الدكتور ناصر علي الحميري - مدير إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،على أهمية تواصل الهيئة، وغيرها من الهيئات، والأندية التراثية، مع المؤسسات التربويّة والتعليميّة في الدولة، باعتبار الطلبة في مختلف مستوياتهم الدراسيّة، حملة التراث في الحاضر والمستقبل، والأقدر على المحافظة عليه وصونه، وبالتالي تمثل قيمه الإيجابيّة، تلك القيم التي تسعى قيادتنا الرشيدة إلى تفعيل دورها في تعزيز المكتسبات والإنجازات التي تحققت في دولة الإمارات العربيّة المتحدة في شتى المجالات، علاوة على دور هذا التواصل في جسر الهوة بين الجوانب النظريّة المتعلقة بالتراث في المناهج الدراسيّة، وتطبيقاتها الحياتية والمجتمعيّة، هذه التطبيقات التي تجعل التراث، سلوكاً، وأسلوب حياة، وأداة فاعلة في المواءمة بين ماضي الآباء والأجداد، وتطلعات الأبناء والأحفاد. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 27-03-2012 03:38 مساء
الزوار: 1025 التعليقات: 0
|