لبنان والثقافة وجهان لعملة واحدة فيلم "بيروت بعد الـ 40" جوائز توصله للعالمية
عرار:
عمان 26 شباط(بترا/فانا)- لبنان ليس بلد الأزمات كما ينعته كثر، وليس بلدا يعاني نحو 80بالمئة من سكانه فقراً متعدد الأبعاد جراء الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة التي تعصف به كما يخبرون، لبنان ليس فقط بلدا أنهكته الأحداث والخضات الأمنية والسياسيةوالاقتصادية كما خططوا له، لبنان على الرغم من كل المؤامرات يبقى بلد الثقافة والحرف، وفيه مبدعون ومبدعات برعوا في مجالات مختلفة،وأوصلوا وطنهم إلى العالمية، فغدوا بقعة نور في ليل حالك ينهك سواده يقظة المواطن، ويعطون الأمل بمستقبل مشرق وزاهر لبلد يستحق أن يكون مزدهرا ومستقرا. ووفقا لبيان صحفي عممه اتحاد "وكالات الأنباء العربية" (فانا)، ضمن النشرة الثقافية للاتحاد، أعدته الزميلة في "الوكالة الوطنية للاعلام" (لبنان) أميمة شمس الدين، فاز فيلم المبدع اللبناني المخرج أنطوني مرشاق "بيروت بعد الـ 40" بـ 11 جائزة آخرها جائزة مهرجان هوليوود الذهبية، وسوف يعرض الفيلم في سانتا مونيكا في لوس أنجلس، وتم تعيين المخرج مرشاق ليكون أحد أعضاء اللجنة التحكيمية الدولية للمهرجان. كما تم ترشيح الفيلم الذي يحكي قصة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 في مهرجان الدولة الذهبي للسينما 2022 في هوليوود. ويحتل المخرج مرشاق المرتبة الـ 14 على الموقع العالمي (اي ام دي بي) إذ تم اضافة الفيلم إلى قاعدة بيانات الأفلام على الانترنت وهو من بين أشهر الأفلام القصيرة عربيا. وأمام هذا الحدث الجلل، كان لـ "الوكالة الوطنية للاعلام" حديث مع مرشاق الذي حكى بشغف قصة فيلمه القصير، وقال فيه: "تم تنفيذ الفيلم بعد 40 يوما من انفجار مرفأ بيروت ويروي تجربتي الذاتية اذ كنت موجودا على بعد 600 متر من مكان الانفجار، بالقرب من شركة الكهرباء حيث كنت أحضر لفيلم أدعو فيه الشباب إلى عدم الهجرة، وعند الساعة 6.07 مساء، دوى الانفجار وتغير كل شيء، وتغيرت حياتي وتغير الفيلم، كما قلت خلال الفيلم (أصبحت في فيلم داخل الفيلم وغير فيلم)، تغيرت الأحداث ولم أعد قادراً على إقناع الشباب بألا يهاجروا". وقال: "اتصلت بزميلي في الجامعة، مدير التصوير يوسف الفضلي، واستعدنا سويا الذكريات الأليمة في ذلك اليوم المشؤوم، وتمكنت من الحصول على لقطات من كاميرات مراقبة في الشارع القريب من المرفأ، بالاضافة إلى كاميرات المطاعم والمستشفيات في المنطقة، كي ننقل ما حدث وقت الانفجار، واستطاعت كاميرات المراقبة ان توثق ما حصل في لحظة الانفجار وتنقل ماذا حل بي وبصديقي والناس الذين كانوا موجودين في تلك اللحظة من أسى وحزن وألم أصابنا وأصاب جميع اللبنانيين". وأشار إلى صعوبات واجهته أثناء تحضير الفيلم؛ صعوبات نفسية وجسدية ومعنوية، بالاضافة إلى الضغط النفسي، وقال: "ما زلت حتى الآن عندما أشاهد الفيلم أشعر بالحزن وأتذكر لحظة الانفجار، إنه هدف الفيلم حتى لا ينسى العالم ما حصل في 4 آب: إنفجار كارثي دمر مدينة من أجمل مدن العالم وأعرقها ست الدنيا بيروت، وتسبب بمقتل أكثر من 200 شهيد، وثقنا الصور كي تبقى محفورة في أذهاننا ما حيينا". وشرح أن "هدف الفيلم إنساني يعكس مأساة كل لبناني عايش الانفجار وعانى تداعياته، حتى الذي لم يكن موجودا لحظة الانفجار، عندما يشاهد 25 دقيقة من الفيلم الوثائقي، سيشعر ببشاعة تلك اللحظات". وأوضح أنه واجه "صعوبات تقنية ومادية جمة، إذ ان انتاج الفيلم كان فرديا، بالتعاون مع فريق عمل من الأصدقاء"، وقال: "حاولنا انجاز هذا العمل بأقل كلفة ممكنة". ولفت مرشاق إلى فيلم سابق أنجزه بعنوان "هيك بدن"، وهو يتناول موضوع اغتصاب القاصرات في لبنان وقصة فتاة تتعرض لاغتصاب من ابن عمها وهي تتكتم عن الموضوع، وقال: "هذا ينقل صورة مجتمعنا الذي لا يعترف بحق هذه الفتاة ويتم التكتم خوفا من الفضيحة". أما عن مشاريعه المستقبلية فلفت إلى أن لديه مسلسلا جاهزا للتنفيذ يبحث عن شركة انتاج، وهناك فيلم جاهز للتصوير في انتظار شركة انتاج للتنفيذ، مشيرا إلى أنه يعمل على تصوير فيلم وثائقي جديد وإنهاء كتابة فيلمه القصير الجديد (بس لو ما مات)، وتدور أحداث الفيلم في لوس أنجلسعن قصة حب مستحيلة، بمشاركة ممثلين من مصر، وسوريا، ولبنان، والعراق، والولايات المتحدة الاميركية والمكسيك، وسيتم التصوير في ولاية لوس أنجلس الأميركية. ولفت مرشاق إلى ان فيلم بيروت بعد الـ 40 مرشح في مهرجان الدولة الذهبي للسينما 2022، والعرض سيتم في الأول من آذار المقبلفي سينما مسرح تي سي ال الصيني، وهي أكبر سينما هوليوودية تعرض الأفلام المشهورة. وتختتم شمس الدين تقريرها بأنه "مهما اشتدت الصعاب، يبقى لبنان والثقافة وجهين لعملة واحدة، وقد أوردنا لكم مثالا عن مبدع جُرح قلبه فسقى موهبته منه، وغدا دم قلبه خمرة أفكاره".