|
عرار:
مصطفى وهبي التل "عرار" .. الشاعر الذي انحاز للمهمشين أطلق النقاد على مصطفى وهبي التل (عرار) شاعر الأردن؛ بسبب ما حازه من ريادة شعرية أسست للقصيدة التقليدية الجزلة الرصينة، ولما تنطوي موضوعاتها من انحياز للناس البسطاء والفلاحين، وتقف ضد الظلم، وبسبب ما تتمتع به من بساطة واستعارة للمفردات اليومية المتداولة بين الناس، ولما للشاعر من تأثير في القصيدة العربية في استعاراته من قاموس اللهجة الدارجة، وتضمينه للأمثال الشعبية في شعره. عمان -حسين نشوان- لفرط انفتاحه على الثقافة العربية والتاريخ والتراث، وانتمائه للأرض والطبيعة وإخلاصه للحرية وتمرده على كل شيء، لم يشأ مصطفى وهبي التل إلا أن يقرن اسمه بالنرجس البري، فاختار لنفسه اسم "عرار"؛ لتكون حياته كأسلافه من الشعراء العرب القدماء، برية، متمردة على كل شيء، تعشق الحرية التي يتيحها فضاء الصحراء. كان وطنيا، وعروبيا وإنسانا، و"صعلوكا" بالمعنى الإبداعي، متعدد الاهتمام بين الشعر والقانون والترجمة واللغة والفكر والسياسة، منحازا للفقراء والمحرومين والمهمشين، معتبرا الشعر وسيلته للدفاع عن الحق كما القانون الذي درسه أكاديميا، منفتحا على آداب العالم، مقاوما للقهر والتسلط متحررا من كل سلطة، حتى سلطة الأب، وهو ما دفع ثمنه بالنفي والسجن. ومن المؤكد أن إحساسه المفرط بالذود عن حقوق الإنسان مبكرا، ومعاناته الوجودية لأسئلة لم تشف غليلها الإجابات في عالم السياسة الشائك، قد نهشت قلبه فقضى شابا ولم يجاوز العقد الخامس، موصيا أن يحتضن جثمانه تراب إربد، مسقط رأسه التي اختيرت بعد نحو 130 عاما من ولادته العاصمة العربية للثقافة والتي من الجدير أن تكرمه. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 26-02-2022 03:56 مساء
الزوار: 3146 التعليقات: 0
|