|
عرار:
ناقشت الندوة التي عقدت مساء الاثنين الفائت في مقهى وجاليري «فن وشاي» بجبل اللويبدة كتاب الدكتور هشام البستاني الجديد «الكيانات الوظيفيّة: حدود الممارسة السياسيّة في المنطقة العربيّة»، الصادر مؤخراً بمجلدين عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمّان وبيروت وبتقديم من الناقد والمفكر د. فيصل دراج. شارك بالندوة كل من المؤلف نفسه والكاتب سليمان صويص، كما دارت نقاشات حول الكتاب وطرحت أسئلة من قبل كتاب ومثقفين حضروا الندوة وأغنوها بملاحظاتهم وآرائهم حول الكتاب وأهميته لاسيما في المرحلة التاريخية الحساسة التي تمر بها المنطقة العربية حالياً. عن الحرية والتبعية الكاتب والباحث سليمان صويص أشار بدايةً الى أن كتاب البستاني الجديد يحمل الكثير من الاجابات لأسئلة تدور حول الواقع العربي الحالي وأسباب التبعية للدول الكبرى صاحبة النفوذ والظروف التي نشأت فيها الكثير من الكيانات السياسية في المنطقة العربية وعلاقة ذلك بالخطط الاستعمارية، والتي يسميها المؤلف «كيانات وظيفية» بينما يسمي سلطات تلك الكيانات بـ»المجموعات الحاكمة»، ...»فهو يرى أن تعريف ماكس فيبر للدولة بوصفها سلطة منظمة للعنف في إطار جغرافي معين لا ينطبق أو لا يغطي مرحلة الكيانات الوظيفية في منطقتنا»، قال صويص، وتابع: يصفها البستاني في كتابه بالمجموعات الحاكمة وليست أنظمة تسيطر على تلك الكيانات وتحترم القوانين والدساتير، وبالتالي لا ديمقراطية وتنمية حقيقية في ظل حكم تلك المجموعات، حتى أن الأحزاب المعارضة تعمل تحت سقف تلك الكيانات ووظيفيتها وبالتالي تصبح جزءًا منها. وأكد صويص على أهمية الكتاب لما يطرح من أجوية وحلول وتجارب من تاريخ الشعوب في النضال من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية، ويضيف « المؤلف متابع دقيق لمجريات الأحداث في منطقتنا والعالم، وهو يقدم في كتابه مقترحات لتقويض الكيانات الوظيفية من خلال خلق مساحات حرة للعمل الشعبي المستقل عن الجماعات الحاكمة». فلسطين والاستعمار الصهيوني أما مؤلف الكتاب الدكتور هشام البستاني فقد أوضح أن وصف «الكيان الوظيفي» ينطبق على أغلب الدول الناشئة في مرحلة الاستعمار وأغلبها في دول «العالم الثالث»، ورأى أن تلك الكيانات ما زالت مرتبطة بصورة أو بأخرى بالدول التي أسستها وما زالت تمارس نفوذاً عليها، وقال « الدساتير والقوانين شكلية في تلك الكيانات الوظيفية، سياساتها قد تتغير وتتبدل من فترة لأخرى لكنها في النهاية تبقى مرتبطة بـ»دول المركز» وبالأهداف التي أنشئت من أجلها وبإبقاء المجموعة الحاكمة في موقعها»، مبيناً أن تلك المجموعات الحاكمة تسعى في سبيل الحفاظ على وجودها لتفكيك المشهد الداخلي بالكامل وتعميق الانقسامات العرقية والطائفية والثقافية بين أبناء المجتمع. أفرد البستاني في كتابه عدة فصول تتناول نشأة «اسرائيل» في المنطقة ككيان وظيفي عنصري يحقق المخطط الصهيوني ويخدم الاستعمار الغربي في آن واحد، مشددا على أن المعضلة الحقيقية أمام الفلسطينيين هي ليست البحث عن هوية والوصول لدولة مستقلة وإنما تصفية الاستعمار الصهيوني أولاً، وقال: في الحقيقة لدينا أزمة مفاهيم قديمة، نحن نسميها «القضية الفلسطينية» وهي في الواقع «القضية الصهيونية» ...الفلسطينيون ليسوا مشكلة بل المشكلة هي الاحتلال الصهيوني والأسس العنصرية التي يقوم عليها». كما تناول البستاني الفرق بين فلسطين الانتدابية وفلسطين التاريخية، حيث أكد أن حدود فلسطين كانت متغيرة عبر التاريخ، فهي زمن البيزنطيين ليست نفسها زمن العرب أو العثمانيين، وأشار الى ما يعرف حاليا بـ»فلسطين» عبارة عن بقعة جغرافية رسم حدودها الاستعمار البريطاني -الفرنسي لتقديمها للحركة الصهيونية من أجل إقامة الكيان المعروف حاليا باسم «اسرائيل» وذلك على حساب حقوق سكان البلاد الأصليين ومستقبلهم السياسي. واختتمت الندوة بنقاش واستفسارات وملاحظات أبداها الحضور تناولت مفهوم «الكيان الوظيفي» و الواقع العربي الحالي في ظل التطورات الدولية ومستقبل الدول العربية وطبيعة الحكم فيها. يذكر أنّ لهشام البستاني، مساهمات فكريّة عدة منشورة في دوريّات ومجلّات وصحف عربيّة وعالميّة عدّة، من أبرزها الآداب وحبر وسطور ومونثلي ريفيو وراديكال فيلوسوفي وميدل إيست ريبورت وجدليّة، ترجم بعضها إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة؛ فيما حازت كتاباته السرديّة والشعريّة، المنشورة في خمسة كتب هي عن الحب والموت (الفارابي، 2008)، والفوضى الرّتيبة للوجود (الفارابي، 2010)، وأرى المعنى (الآداب، 2012)، ومقدّماتٌ لا بدّ منها لفناءٍ مؤجّل (العين، 2014)، وشهيقٌ طويلٌ قبل أن ينتهي كلّ شيء (الكتب خان، 2018)، على جوائز دوليّة، وترجم منها إلى الإنكليزيّة كتابان، بينما نشرت له نصوص أدبيّة وشعريّة أخرى متفرّقة في مجلّات وأنطولوجيّات متعدّدة بلغاتٍ سبعٍ أخرى. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 04-06-2021 12:42 مساء
الزوار: 734 التعليقات: 0
|