|
عرار:
عمان - أقام ديوان الهريس الثقافي لقاءه الدوري، عبر منصة (زووم)، يوم الاثنين الماضي، بمشاركة كوكبة من رواد الأدب والنقد، من مشرق الوطن العربي ومغربه، وقد تضمن اللقاء مداخلة رئيسة للدكتور رائد الحاج، بعنوان (في شعريّة القصيدة العموديّة)، إضافة لمجموعة من القراءات الشعرية. وتحدث الدكتور رائد الحاج في مداخلته عن تعريف الشّعر والشّعريّة عند النّقّاد العرب القدامى بدءًا بقدامة بن جعفر صاحب التعريف المشهور للشّعر في كتابه «نقد الشّعر»: قولٌ موزونٌ مقفّى يدلّ على معنى. وعرّج على رأي المرزبانيّ في كتابه «معجم الشّعراء» الّذي يرى أنّ الشّعر أبعد مرامًا، وأعزّ انتظامًا مميّزًا بين النّظم والنّثر. وتابع الدكتور الحاج وقفته عند ابن قتيبة وتقسيمه الشعر إلى أربعة أضرب، أوّلها: ما حسن لفظه، وجاد معناه. وثانيها: ما حسن لفظه وحلا، لكن لا فائدة له في المعنى. وثالثها: ما جاد معناه، وقصرت ألفاظه عنه. ورابعها: ما تأخّر معناه، وتأخّر لفظه. ثمّ جاء بأمثلة شعريّة على كلّ نوعٍ منها. ثم انتقل د. الحاج للحديث عن الشعريّة ومرادفاتها والتّنظير لها شارحًا ما جاء به «تودوروف» حول معرفة القوانين الّتي تنظم ولادة كلّ عمل، موضّحًا الصّلة الوثيقة الّتي تربط الشعريّة بالبنيويّة، وانتقل بعدها إلى «جيرار جينيت» وتعريفه للشعريّة، ونصح بالعودة إلى كتاب «الشعريّة العربيّة» للناقد جمال الدّين بن الشّيخ، الّذي فصّل القول فيها. واقترح الدكتور الحاج أن يتمّ تقسيم الشعراء في العصر الحديث إلى طبقات على أساس الشعريّة استكمالًا لما بدأه ابن سلّام الجمحي في كتاب طبقات فحول الشعراء. تاليا شهد اللقاء مشاركة للشاعر الدكتور أكرم جميل قنبس، حملت عنوان «غناء الشعر.. إلى الشاعر نايف عبد الله الهريس»، وفيها يقول: «(أبا أنيس) إليك الحب من قلبي فإن الروح تسبي جوهر اللبّ رأيت فيك الندى والشعر قد رتعا حبا كما ترتع الأشواق في القلب وللبلاد مواويل تطيرها مثل الحمام بسجع لاعج الهدب قرأتُ فيك هموم الناس قاطبة في محنة الشرق أو في محنة الغرب الشعر سواك إكسيرا لأمتنا فملأ لها فجرها تبرأ من الكرْب وامتد فيك نخيل العمر مبتهجا يحنو على أهله في أفقنا الرحب..». وكانت المشاركة التالية للشاعر نايف الهريس، الذي قرأ قصيدة ردّ من خلالها على قصيدة الدكتور أكرم جميل السابقة، وحملت عنوان (غناء الشعر)، وفيها يقول: يبني العلا أسدٌ في عرينه العربي ذا (أكرمٌ قمبسٍ) في شعره الخصب إذ ينسج اللفظ للأعلام تلبسه على الفصاحة يذكيها على الأرب وراح يطوي الفضاء الرحب منطلقا مع البلاغة بين الفكر والنُّخَبِ أثرى القوافي بكفء الفذّ فانفرطت تصوغ قولا به الأشعار كالشحب أجدى القصيد الذي يسري مطالعه في كل صبح قنا في أنفع الكتب المدح في مثله حق أوثّقه على الفصاحة إعجازا إلى النجب كم حكمة خطّها تعطي الورى مثلا قد قالها بلسان الشاعر العربي..». كما شهد اللقاء مشاركة للأديبة شيرين العشي، والشاعر جابر الخلصان الذي قرأ قصيدة بعنوان (مسبار الأمل). وقرأ تاليا الشاعر نصر بدوان قصيدته «غواية»، وفيها يقول: «قلبي شفق ينزف نايات حزن/ على أفق الانتظار/ متوجس من شروق الحلم الخادع/ وعيناك (قول على قول)/ هذيان النظرة/ عند حد البوح/ (بما لا يقال)/ قلبي وعيناك خطا تماس/ فهل يندلع البرق.. يومض/ حد الاشتعال/ وأقول: أغويتني/ وتقولين: أغويتني/ ونقول: كلانا غوي/ يمالئ صاحبه الضلال/ لا أنت اقتربت ولا أنا/ لا أنت اقترفت ولا أنا/ لم يزل طين روحينا نقيا/ وفردوسنا –ذاك المحال- المحال/ لهيب مشاعر.. وجنون خيال». وجاءت مشاركة الشاعر عبد الرحمن المبيضين عبر قصيدة عارض فيها قصيدة (غداً سنَعود) للشاعر عبد الكريم الكرْمي، وفيها يقول: «فلسطينُ العزيـــزة ُأنــتِ حُبّــــي فكيْفَ تُطـــيق غَاليـــتي غِيــابــي فلنْ أنساكِ رَغْـــم البُعْــــد إنّـــي أتــوقُ لسهْرةٍ فَــــوقَ الهِضـــابِ أجلْ سَنعودُ لـــكنْ دونَ قَيـْـــــدٍ سَترجِع قُــدْسُنـــا رغْم الكِــلابِ ورغْـم الطَّامِعيـن بِكـلِّ أرضي ورغْم الغاصِبين لذي الــرَّوابي أجل سَنعودُ للقــــدسِ المُفـــدّى نُصَلّي في المَساجِـدِ والـرِّحابِ..». كما شارك في اللقاء الناقد فوزي الخطبا، الذي تأمل جماليات القصائد التي ألقيت خلال اللقاء الذي أدار مفرداته الإعلامي نضال برقان. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 11-02-2021 10:24 مساء
الزوار: 1424 التعليقات: 0
|