الدولـة الأردنيــة في مئويتها.. إرث عظيم ومستقبل مشرق
عرار:
محمود سالم رحال/ أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين إنّ تأسيس الدولة الأردنية جاء عروبياً بقيادة الشرعية الهاشمية وبإرثهم العظيم وحكمتهم في نهضة الأمة وتقدمها والعزة والكرامة وباستشراف واثق للمستقبل المُشرق بوصفه علامات رمزية للأجيال تعزز في الانتماء الوطني لتكون تحت راية واحدة ووفق منهج محدد ورؤية واضحة بأهداف سامية ونبيلة تجسد طموحات الأمة العربية في الوحدة والحرية واستعادة مكانتها بين الأمم مُنذ عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه ومن بعده أبناؤه الملوك البررة رحمهم الله وصولاً إلى عهد جلالة الملك عبد الله الثاني الزاهر والزاخر بالإنجازات في شتى المجالات. إن خطوات بناء الدولة الأردنية استهدت وتفيأت ظلال ومبادئ الثورة العربية الكبرى التي قادها المغفور له، الحسين بن علي، شريف مكة آنذاك، إنها الرسالة العربية الأصيلة بقيادة هاشمية طاهرة من آل البيت الذين آمن بقيادتهم أحرار العرب. تبنت هذه الدولة نهجاً يحرص على إبراز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية الموروثة التي تحملها قيادتها الهاشمية بشرعية موصولة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية المعتدلة المتسامحة المنفتحة على العصر والدفاع عنها في وجه التحديات. تبنت هذه الدولة تحرير الأرض والإنسان وتحقيق الدولة العربية المستقلة، وكذلك المحافظة على القومية والهوية العربية وصياغة المواطن العربي المتحرر من ربقة التعسف والاضطهاد. ومُنذ تأسيس الدولة الأردنية التفّت العشائر الأردنية من شتّى الأصول والمنابت حول الراية الهاشمية بالانضمام إلى الملك المؤسس عبد الله الأول، رحمه الله، مبايعة إياه بالإمارة وواضعة نفسها ومواردها في خدمة هذه الإمارة الفتيّة، صانعة الكثير من الإنجازات بالقليل من الموارد،إنها قصة نضال وتضحية وبناء أرسى مداميكه الأولى الآباء الهاشميون، ومعهم أجيال من الأردنيين وأثبتت الدولة قدرتها على الصمود أمام جميع التحديات التي واجهتها على مدار المئة عام الماضية، لتكون نبراساً هادياً لبدايات تشكيل الدولة الأردنية التي تطورت بعد أقل من ثلاثة عقود إلى مملكة أردنية هاشمية حيث ناضل الأردنيون الأحرار بقيادة سمو الأمير عبد الله بن الحسين الذي أنشأ الأساس ووطّد الأركان وأقام دولة مستقرة الدعائم تعبّر عن شموخها وحكمة قيادتها وعطاء شعبها في سبيل استقلال إمارة شرق الأردن، حتى تحقق ذلك وظفروا بالاستقلال وتحقق الحلم الوطني الكبير ليتم وضع أول دستور للمملكة نحو مزيد من القوة والتقدم والازدهار وقد واصل الأردن مسيرته بخطى ثابتة وفي ظل استقرار تام وكان مديناً بهذا كله للسياسة الحكيمة التي سار عليها الملك عبد الله لأنه كان على اتصال دائم بأبناء شعبه واطّلاع شامل على مشكلات البلاد والصعاب التي تواجهها وصولاً إلى بناء دولة حديثة تشكل النموذج الأكثر استقراراً في المنطقة بفضل حرص الهاشميين الذين بنوا الدولة مع أبناء الوطن على مدى مئة عام من العطاء والإنجاز وتكريساً للمعاني السامية. إن همة وعزيمة الهاشميين وترسيخهم للمبادئ التي قامت على أساسها الدولة الأردنية كانت جامعة غير مفرقة في مسيرة البناء والتنمية والعطاء التي انطلقت منذ بداية التأسيس، كقصة إنجاز وتضحية لإرساء قواعد الدولة تحت مظلة دولة قوية مزدهرة استناداً إلى قيم ومبادئ تدفعهم إلى المُضي قدماً للمستقبل بمزيد من العمل والإنجاز. إنّ الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي نهج رافق مسيرة الدولة الأردنية منذ تأسيسها، وبفضل هذا النهج استطاع الأردن أن يواجه التحديات والصعوبات بثقة ونجاح كبير، وأن يكون أنموذجاً ملهماً للدول المحيطة، ولجلالة الملوك الهاشميين الدور الأكبر في تبني هذا النهج والعمل به، لكي يعيش المجتمع حياة الأمن والاستقرار، ومن أجل أن تعزز لدى المواطن قيم المواطنة والانتماء والولاء في وطن عزيز كريم.
المصدر: جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 22-01-2021 12:23 صباحا
الزوار: 516 التعليقات: 0