هديتي
لمؤسسة (عرار) في عيدها الخامس عشر
---
إحنا (عرار) إحنا
------------محمد الحنيني
-----
حديقه للأفكار وجنّه للأشعار
نبطي وشعبي وحكايه وإذاعه مع أخبار
صارت مظافة عرب وخيمة بدو ومزار
وقصرملوكي وديوان أحلى مظافه ودار
وصوت لعلم وأدب وجمع تراث وكار
تختال فيها الحكايا المليئه بالأسرار
وتتجمع النباتات من البر والأغوار
ونجمع شمل العرب أُدباء مع شعّار
واتأسس البنيان في قلوب الزوار
جلسات  للسمار واشعار وافكار
سنه ورا سنه خمستعشر سنه صار
نورها انتشرع الفيس والنت في الاقطار
دكتورنا -موسى-مثل الفلك دوّار
ما بين هان وهان بين البعيد الجار
رافع علمنا لفوق عالي مابين الاقمار
ولما وصلنا المعالي نتباها بالمسار
قالوا جميع الحبايب إحنا أهل (عرار)
إحنا جماعة الادب والفن والأيثار
إحنا قلوب الناس والحب والأذكار
إحنا بفضل الله الواحد القهار
رفعنا هذا الصرح علم على الدوّار
ومرت شهور وسنين وسارت الأعمار
وصاراللي كان شتل بستان ملان أشجار
ونخل أدبنا علي وعليه صاراثمار
وأعشاش يلايل فن ومن جميع الأطيار
وصرنا ع شط البحرلكل السفن فنار
وصرنا لكل الحدائق أزهارها ونوّار
وصرنا في ساحة الأدب ديوان للأشعار
وصرنا في المجتمع صوت العقل هدار
وصرنا  على الأعلام نورنا بلعلع نار
نارنا بتكوي العدو وتضوي على الثوار
وصرنا أسره كريمه للخير والأخيار
وصرنا قمرمحبه بيطوف على الأمصار
إحنا بكل الفخر من غير غرور بنغار
على كل إنسان عربي إحنا أنخلقنا إكبار
بنتواضع لكل كريم نحترم كل جار
نبصق في وجه اللئيم والعدو والغدار
منقول لكل عدو وخاين وسمسار
الزم حدودك إحنا لهالوطن أسوار
كلنا أصاله وهمّه ومعنويه وثار
كلنا انتماء وعدل بنقاوم الأشرار
أحنا كتبنا التاريخ إحنا اصحاب قرار
إقرأ إسمنا  زين(مؤسة عرار)
راديو لكل العرب اذاعه مع أخبار
أحنا ديوان العرب أزجال مع أشعار
أحنا عرار إحنا مليون عرار وعرار
قمر بيعانق قمر من خيرة الأخيار
أحنا عرار إحنا إصغار مع إكبار
أحنا عرار أحنا الشاب  مع الختيار
شوف الصبايا على رؤوسها الجرار
والثوب الفلاحي وعلى الخصر زنار
وعباية البدويه فخر وحب وشعار
وسقا اللبن بالخير من -الحلال –مدرار
بعاداتنا نفتخر -الدله -عفوق النار
بتغلي لكل الضيفان ويرحب الزمار
وبواريدنا في الخيام موجوده للاحرار
هبوا لنصر الوطن مغوار ورا مغوار
مبروك عيدك علينا وع اللي فركبك سار
ان شا الله ع طول المدى لها الوطن شعار
000
تهانينا لها ولكل أعضائها ومؤيديها  ولرئيسها الدكتور –موسى الشيخاني –ولجميع الأحبة  في كل مكان الف مبروك لكم ولها في عامها الخامس عشر-
الشاعر –محمد الحنيني—الرئيس الفخري لمؤسسة (عرار) بكل فروعها—فلسطيني -في البرازيل

توحيدة بن الشيخ الطبيبة التونسية العربية
رائدة الطب و الانسانية
نساء رائدات في عهد الجهل و الحكم الذكوري المستبد والمطبق على المرأة والمشكم لعزيمتها و إرادتها و الخانق لفكرها و المستولي على اوموالها، هن نساء متعلمات في زمن ظلمة الجهل و الامية المستفحلة و الحاكمة، قائدتهن الطبيبة توحيدة بن الشيخ التي ولدت سنة 1909 وتوفيت سنة 2010 هذه المرأة الفذة و الطبيبة الرائعة اول فتاة تنال شهادة الباكلوريا واول من زاولت تعليمها خارج الوطن في فرنسا واول طبيبة تونسية وافريقية وعربية حيث انها لم تركن الى الراحة حتى بعد احالتها على التقعد بل كانت وظلت شديدة النشاط فساهمت في الأثناء في تركيز سياسة التنظيم العائلي الذي حدث لاول مرة في تونس...و في العالم العربي و الافريقي. بعد الاستقلال انخرطت الدكتورة توحيدة بن الشيخ في مشروع بناء الدولة التونسية وتولت عديد المناصب منها إدارة قسم التوليد وطب الرضيع في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة من سنة 1955 إلى سنة 1964(رئيسة القسم). كما أنشأت في نفس المستشفى قسما خاصا بالتنظيم العائلي سنة 1963. الذي استمر الى تارخ يومنا هذا...بعدها تولت منصب رئيسة قسم التوليد وطب الرضيع بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس العاصمة. وقد تم تعيينها سنة 1970 في منصب مديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي (ديوان الأسرة والعمران البشري) الذي لا زال قائما. كما ساهمت في الحياة الفكرية من خلال كتاباتها وإشرافها على أول مجلة تونسية نسائية ناطقة بالفرنسية تحت عنوان "ليلى" التي صدرت من 1936 إلى سنة 1941. لقد نشطت توحيدة بن الشيخ في عدد من الجمعيات سواء بفرنسا وبعد عودتها إلى تونس. ومن تلك الجمعيات جمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين بفرنسا، كما دعيت لتلقي كلمة في مؤتمر اتحاد النساء الفرنسيات الملتئم في شهر ماي 1931 . وقد تعرضت آنذاك إلى أوضاع المرأة المسلمة في المستعمرات الفرنسية. أما في تونس فقد نشطت في الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي، وهو أول منظمة نسائية تونسية عربية و افريقية تأسست سنة  1936، وتقدمت للحصول على تأشيرة العمل القانوني سنة  1938، ولكن لم تحصل عليها إلا سنة 1951. ولم يمنعها ذلك من النشاط على الساحة الوطنية منذ تأسيسها إلى سنة  1956، لتحل محلها منظمة نسائية أخرى هي الاتحاد القومي النسائي التونسي. الذي لا زال ثابتا الى يومنا هذا...بالمناسبة توالت على قيادة الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي عدد من نساء الأرستقراطية التونسية،
كما أسست الطبيبة توحيدة بن الشيخ غداة الحرب العالمية الثانية جمعية الإسعاف الاجتماعي وتولت رئاستها. لقد كانت هذه الجمعية وراء مشروع إقامة دار الأيتام (1950) التي ظلت الى الآن الا ان اسمها أصبح " قرية أطفال بورقيبة " SOS" ودار المرأة التي أصبحت اليوم وزارة المرأة و الاسرة والطفولة وكبار السن. وفي سنة 1950 أسست جمعية القماطة التونسية للعناية بالرضع من أبناء العائلات المعوزة. كما ساهمت في تأسيس لجنة الإسعاف الوطني. وفي سنة 1958 أصبحت عضوا في عمادة الأطباء التونسيين. احتفت النخبة التونسية بالسيدة توحيدة بن الشيخ تقديرا لإسهاماتها الطبية والفكرية وتم تناول مسيرتها في شريط وثائقي بعنوان " نضال حكيمة" كما أصدر البريد التونسي طوابع بريدية تحمل اسمها وصورتها وأسس عدد من الأطباء جمعية طبية تحمل اسمها " جمعية توحيدة بن الشيخ للسند الطبي" اعترافا بمكانتها وإسهاماتها التي تواصلت إلى تاريخ وفاتها سنة 2010. كما ساهمت توحيدة بن الشيخ في الصحافة إذ كتبت وهي طالبة في النشرة السنوية لجمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين كما ساهمت سنة 1936 بالكتابة في مجلة ليلى الأسبوعية الناطقة بالفرنسية والتي تعتبر أول مجلة نسائية تونسية.
من المؤسف و المحزن ان مثل هذه القامة النسائية ذات الوزن الثقيل في الميدان الصحي لم يقع تكريمها حضوريا في وسائل الاعلام السمعية البصرية ولا لثانية في حياتها حتى تكون للمشاهد التونسي و العربي قدوة مثلى، وسيدة يحتذا بها ولكن كما يقول المثل الشعبي السائد "كان حي شاهي تمرة كيف مات علقولوا عرجون من التمر " نعم وقع تكريمها حديثا بعد وفاتها بعشر سنوات بعد ان طرح البنك المركزي التونسي للتداول، ابتداء من يوم الجمعة 27 مارس 2020 ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دنانير واختيرت الدكتورة توحيدة بن الشيخ كشخصية رئيسية لهذه الورقة النقدية الجديدة.
وهناك رائدات احتذين حذوها وسرنا على دربها واقتدين بها فواصلن الطريق في ذاك الزمن بلا خوف و لا وجل هن بشيرة بن مراد التي ترأست منظمة نسائية أخرى هي الاتحاد القومي النسائي التونسي هذه المنظمة منذ نشأتها إلى أن وقع حلها، وتولت الكتابة العامة الى جانب أختيها، ثلاثتهن بنات شيخ الإسلام محمد الصالح بن مراد، إلى جانب سارة بن الخوجة ابنة الشيخ الزيتوني الحاج علي بن الخوجة، والسيدة نبيهة بن ميلاد زوجة الدكتور أحمد بن ميلاد، و توحيدة بن الشيخ، أول طبيبة تونسية، وبدرة بن مصطفى، ونعيمة بن صالح، وجليلة بن حميدة مزالي، ومنجية بن عز الدين... كما أسندت الرئاسة الشرفية لهذا الاتحاد للأميرة عائشة.
بحث بقلم الاديبة و الكاتبة المسرحية و الناقدة و الشاعرة فوزية بن حورية