«سرد» معرض تشكيلي جديد للأردنية هيلدا الحياري والقطري علي حسن
عرار:
عمان «سرد»، معرض مشترك يجمع الفنانيْن: الأردنية هيلدا الحياري، والقطري علي حسن، في غاليري «المرخية» في الدوحة، وقد افتتح يوم الثلاثاء الماضي يتواصل حتى العشرين من آذار 2020. في لوحات الحياري المشاركة تلجأ الفنانة إلى الأسطورة وتمزجها بمفردات الطبيعة في الصحراء، لكن بالضرورة توجد شخصيتان أساسيتان في كلّ عمل، هما آدم وحواء بشكلّ تجريدي، لا يخفى تأثّر الفنانة بالرموز والأساطير والتخطيطات البدائية القديمة للإنسان على جدران الكهوف والمعابد. تحضر من الصحراء الألوان؛ خاصة البني بتدرّجات مختلفة، إلى جانب الحيوانات والنباتات الصبارية القاسية والأشجار العارية والعطشة، وتدور لوحاتها إما في الضوء الصريح في تآلف بين لوني الشمس والرمل، أو قد يهيمن الظلام على كلّ شيء. لا تقلّل هيلدا من العناصر فمساحة الكانفاس مكتظة تماماً، ولا يكاد يوجد جزء في لوحتها بلا عنصر ما، حتى الوجه الإنساني فإنه يبدو كأنه موشوم أو لوحة داخل اللوحة بتفاصيل كثيرة ونقوش ورموز وطلاسم. أما علي حسن، فيعتمد على الحصان بشكل كامل، فالحصان هو النحت وهو الحروفية وهو اللوحة التجريدية والتعبيرية على حدّ سواء، وبخلاف الحياري فلوحاته متخفّفة من كثرة التفاصيل تعتمد على الفكرة المركز، في حين أن لوحة الحياري متعدّدة المراكز.عمل لهيلدا الحياري، من المعرض اللون المهمين على أعمال حسن هو الأصفر القوي والصريح، الذي يحيط بكلّ شيء ويغلّف كل العمل الفني، وهذا طبيعي فصحراء الخليج الفسيحة والساطعة تحمل هذا الضوء الأصفر القوي، أما صحراء هيلدا فهي أقرب إلى اللون الوردي والرملي الذي يسود في جنوب الأردن. حول مشاركتها في المعرض، تقول الحياري إنها «المولعة بالصحراء العربية ابتداءً من صحراء وادي رم في الأردن إلى صحراء قطر وما بينهما من قصص وحكايات إنسانية تسرد يومياً في نسيج الروح لتصبّ جميعها على سطح ورقة أو كانفاس بعضها حقيقة والآخر خيال». وتتابع في تقديم المعرض «عالم متكامل بكلّ مخلوقاته التي تختبيء تارة وتجاهر تارة أخرى وأحيانا تهرب إلى محيطها بحثاً عن السكون والنقاء ومن منا لا ينقصه هذا الصفاء؟ هي آدم وحواء ونباتات الصباّر ومخلوقات تكوّنت في معظم أعمالي». أما الفنان حسن، فيذكر «كثيراً ما تراودني أحلام بأمكنة مختلفة ارتبطت بمخيلتي، أمكنة سكنتني منذ زمن بعيد وتتملكني ذكريات القرى ببساطة بنائها وحياة القاطنين فيها أماسيهم الممتلئة بقصص الحب الخيالية والشعر المتوارث والحكم والأمثال، أتذكّر النساء والأطفال والشيوخ وارتباطهم بالأمكنة والحكايات». ويكمل «في تجربتي أحاول استذكار بعض هذه المشاهد التي أوظّفها بشكل عفوي من خلال ومضات متدفقة مختزلة بتعبيرية الحنين الى بقايا الذكريات، فحركة الخيول وزخارف الأسرجة وتمايل النخيل الباسقة، وعند غياب الشمس تندمج الأشكال ببعضها وتبقى ومضات لونية».