عمان استضافت رابطة الكتاب، يوم أمس الأول، الشاعر نايف عبد الله الهريس، في أمسية أدارها الأديب محمد المشايخ، وحضرها رئيس الرابطة، وكوكبة من المثقفين. وقرأ الهريس، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، مجموعة من القصائد على بحر (البيسان) الذي ابتكره، وتحرك خلالها في فضاءات وجدانية، وتأمل راهن الأمة العربية، وانتصر خلالها للموروث والأنوثة. وتوقف الهريس عن اكتشافه بحر البيسان في الشعر، إذ فوجئ عند استخدامه البحور غير الدارجة بحلاوة ما يكتب من جمل شعرية، من مثل قوله «أنا من أنا أمي وروح أبي/ وأسمو بدين الله مثل نبي»، وهي الجملة التي بحث لأجلها في كلّ بحور الشعر فلم يجد لها تفعيلتها «فعولن مفاعيلن مُفاعَـلَـتن». أولة قصائد الأمسية كانت بعنوان «لهيب النحيب»، وهي قصيدة تأملت الراهن العربي، وحملت دعوة إلى نهوض الأمة، لتعود إلى موروثها ومن ثم تأخذ مكانتها الرائدة في مسيرة الحضارة الإنسانية، وقال يقول الشاعر: «سماء عدلك ربي أنزلت قيما/ فارحم عبيدك ممن جار أو ظلما/.. عرج على القدس والأبواب موصدة/ وآلف الجُدْرَ إن لم تُنطِق البَكَما/ بسيف عدل خذ الأحداث من عبر/ إن كف سيفك قم واستخدم القلما/ ..يا شعب أصغ لموسيقى الحياة وقم/ واسترخص العمر تحيا الدهر مبتسما..». تاليا قرأ الشاعر مجموعة من القصائد الغزلية، مثل: «دياجي التوت»، و»حب تحت المطر»، ,»صدق الهوى»، وقصيدة «أنا والهوى»، وفيها يقول: «أنا والهوى والعشق نستبق/ وخيلي لمن إحساسها أرِق/ ألا يا زمان الوصل خذ بيدي/ وسوسنْ مرادي علها تثقُ/ غرامي بعود الهند عطرها/ وشوقي على أغصانها وَرِقُ/ وقلبي عقال العطف يعرفه/ شجاع.. أمام الحسن ينصعق/ أيا عندليب الصبح غنّ لها/ فلا نوم بعد اليوم يمتشق..». كما قرأ الشاعر الهريس قصيدة بعنوان «الحب لا يموت» يقول: «بعناق كم تجاوزنا الغزل/ وغرقنا في تضاريس القُبل. غيّمت ثم أمطرت ريّ الورى/ ما ارتوينا من سحاب قد هطل. كنتُ بحارا قد رسى في سطها/ شدني حبل من الشَعر انجدل..». وتحدث الشاعر الهريس تاليا عن تجربته في الكتابة على البحور المهملة، وقد قرأت الأديبة شيرين العشي مجموعة من قصائد الشاعر على تلك البحور، على غرار قصيدة «عبير القرآن» على بحر (المنسرد) ووزنه: (مَفَاعيلُنْ مَفاعيلُنْ فاعِ لاتُنْ=مَفَاعيلُنْ مَفاعيلُنْ فاعِ لاتُنْ)، ونقرأ منها: «تعالى اللفظ فقرأ بالضاد نصا/ تجد بالفِصح قول الرحمن قُصا/ هداني فاهتدت روحي بانتهال/ لزهد النفس كي تجترّ غصّا..». وكان الهريس ولد في مدينة بيسان في فلسطين عام 1942، وأكمل دراسته الثانوية في الأردن عام 1960، قبل أن يستقر في دبي منذ العام 1963، وقد أصدر خمسة دواوين شعرية هي: «سلام على البردة» 2014، و»سواقي المطر» وقد تم عرض الديوان في مداخلة أدبية في المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية الذي يعقد بإمارة دبي، سنة 2015، وديوانه الثالث «المسبار» والذي نوقش أيضاً، بنفس المؤتمر للعام 2016، و»لا تسألني من أنا (فالشعر جواب)»، و»أسير الموج»