محمد ساري
ضمن الإصدارات الأخيرة لـ»إبداعات عربيّة» التي تتبعُ دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، صدرَ للشّاعرة أميمة يوسف، مجموعة شعريّة بعنوان «أُرَتِّلُ لَهفتي شِعرًا»، وتقع في 174 صفحةً من القطع المتوسط.
ويتّضحُ من خلال العبور الآمن لقصائد أميمة، الرّوحَ الشِّعريةَ الأنيقة، واللُّغة السَلِسة المِطواعة، دون تكلّفٍ ولا حشو، والفهم العميق لمعنى الشِّعر والشّاعرية، بتطبيقها المرن والواعي في فيوضات جملة القول، وتأثيثها بما يلزم من محسناتٍ بديعيّة دونَ مغالاة، مع أجواء رقيقة وعبارات منعشة وغنائيّة عالية، تشيرُ إلى الحسّ المرهف لدى الشَّاعرة، وهو ما يتناغمُ مع عنوان الديوان نفسه «أُرَتِّلُ لَهفتي شِعرا».
المجموعة جاءت على بحور الشِّعر، وبتمكن واضح، بعيدا عن النّظمِ والإسفاف في المعاني، ومن سيقرأ القصائد، سيجد أنّ القوافي مستقرّة وغير مُجتَلبة، وهذا لأن الشّاعرة - التي تحملُ إجازةً في اللّغة العربيّة، وتعمل في سلك التعليم - تواصل التشذيب والتهذيب، وتطوّرُ أدواتها وذائقتها بما ينعكس وقعهُ على التجربة، ضمن مشروعها الإبداعي.
ومن أجواء المجموعة، ومن قصيدة «مقامُ الحجاز»، نقرأ:
إيقاعُ نبضكَ في المقامِ حجازُ
للدِّفِ فيهِ قصائدي تنحازُ
تَهمي الحروفُ إذا ذَكرُتكَ كالنّدى
فمقامُ روحكَ في الضُّلوع مجازُ
هذا جبينُكَ للكواكبِ موطِنٌ
لكأنّهُ بشموخهِ القوقازُ
يا سارقًا قلبي برقّةِ قلبهِ
يا من بعذبِ هُطولهِ يمتازُ
هَلْ كنتَ تَعرِفُ كيفَ تقتحِمُ الهوى
في الضِّفَّةِ الأُخرى الّتي تجتازُ؟!
ومن الجدير ذكره، أنّه قبل عامين كان قد صدر للشاعرة الأردنية من أصل فلسطيني، أميمة وليد يوسف، ديوانها الأول بعنوان «ابتهالُ القرنفلة».