أنتِ قِلاعُ جمالٍ بحقيقةِ الشموخ
مجدا وتاريخا يفوقان قِممَ الهِمالايا
تصدأُ الأبراجُ وتلمعُ مواسِمُكِ ذهبا
الحُبُّ على أراضيكِ رَحْمَ الأزل
وأغاني العطرِ تعلّمتْ منكِ سِرَّ الحواسِ
أنتِ واحاتُ الجنونِ في فجرِ القصائدِ
وغجرُ الحدسِ في سحرِ النبيذ
أنتِ نرجساتُ البوْحِ وفراديسُ المُحال
واحات دلالٍ تطعّمُ نشوةَ القمر
تتكاثرين بطولاتٍ ونضجا للوقت

رجموكِ بقصص الفُجر
سيّجوكِ بأساطير الشيطانِ
نصبوا لكِ شِباكَ العُقم
ظنوا أنكِ تصغرين كلّما وقفتِ أمام كاتِدْرالِيّات ِ العُقد
تفطّنتِ لخدعة الأحجام
نفضتِ كل كمائن الزيف
اِرتفعتِ لسماء الجسارة
وكتبتِ في ذاكرة الكُتب
أنشودةَ الحرية بأسرار الثبات

اِخترعوا أساليبَ القنصِ
فتحوا السوقَ السوداءَ للجواري
جعلوا للثقافة نجوميةَ الجهلِ والتهريج
ومن الفحولة
أفيونَ الهيْمنةِ
خرجتْ النجماتُ ثائراتٌ تكسّرُ معاقلَ الدَجل
وتغرس بعروق الشجرِ شلاّلَ الأغنياتِ

خانتكِ بناتُ جِنسِكِ
ولاءً منها لدُعاةِ الِاغتراب

وسطَ سُلطةِ التركيعِ
اِكتسبتِ حَصانةً
تزودتِ بميثاق الشرف
وأبرمتِ صفقة التمرّدِ فوقَ جُثةِ الخيانةِ

وَدَّ الطغاةُ نهب سنابلكِ والفوزَ بالغنيمةِ
لكن ورودكِ تنثر عليهم هزيمتُهم
بابتسامةٍ
وفاءً لمكارم الأخلاق

فعُملتكِ هديلُ نجم،
فِخاخُ محبةٍ
وسخاءُ معرفةٍ.
عائشة العلاقى