لمغنــــــــــــــــي .... قصة قصيرة جدا .. بقلم :مهند الياس ا
ا مامي يتراقص الضوء ، وتتواصل الى اذني فرقعات الاعواد المحترقة المتبقية في الموقد، اذ تملؤني رائحة القهوة التي تحملها موجات الهواء المرحة المنبعثة من فوهات الدلال .. قال صبار : _ انها ابنة عمي .. وابنة هذه الخيام ..! قلت : - هل تحبها ..؟ قال: - احس انها تسري في دمي ...! التقطت يده عودا متيبسا من جانبه ، ودعك به اسفل حنكه ، ثم بدأ يداعب بنهايته شاربه الكث الاشقر ، وسرح في مخيلته ! .. يالامس كنا خارج الخيمة نتحدث في ذا ت الموضوع ، وقتها كان القمر ينتصب في السماء ، ويجود بصفاء ضيائه المعتاد حتى اننا كنا ننظر الى بعض المنحدرات الرملية فنرى السماء وقد انفتحت زرقتها وقد طرزتها النجوم بومضات مدهشة .. سألته مرة عن سبب عشقه للقمر .. قال: .. كنا نخرج سوية ، ونجلس وحيدين ، نتهامس في مكان ما ، وحين يكون القمر ولن تأتي ، اظل وحيدا ، انسج من وحدتي احلاما كثيرة .. وحين اعود الى الخيمة ابدأ بالغناء .. اغني حتى انعب ..! .. توهج النار راح يتضائل ، اتوجسه وهو ينعكس على جدار الخيمة والليل تتسرب عبر صمته الثقيل ومن البعيد اصوات لا اعرف تقسيرها .. ويتواصل معها نباح لبعض الكلاب وخوار للابل وهسيس الريح وخشخشة بعض النباتات الصحراوية . كان صوت صبار صافيا مثل ضوء القمر الذي يمسح وجه هذه الصحراء الدافئة او مثل اي ينبوع متدفق .. يرتفع صوت صبار الدافيء مع ارتفاع النغمة الهادئة ، فترتفع صورة حبيبتي بابتسامتها الصافية البريئة كأي قديسة : قلت في داخلي : - ما اجمل حياة هذه الصحراء ؟؟! رجعت الى صبار ، فوجته قد اغمض عينيه ، وقد علق القوس والكمان على وتد الخيمة ، فاسترخيت على فراشي لكن رائحة القهوة لا تزال تتسل الى داخل الخيمة ، تحملها نسمات الهواء الدافئة ، ثم اغمضت عيني ..!!