" مُهداة إلى الإخوة المصريين "
أيّ مخلوقٍ أنتَ يا ناصر تعود ثانيةً لتظهر أنّك حيٌّ لا يموت صوتُكَ يُجلجلُ في
ميدان التحرير بالقاهرة وبالإسكندريّة ببور سعيد وبالإسماعيليّة غنّوا وهتفوا
جَهارةً لا سرّاً كما غنّى العندليب الأسمر ناصر ناصر إحنا كلّنا حواليك ناصر
ناصر إحنا كُلّنا إليك أحبَبتَ شعباً معوزاً لا يطلب إلّا القليل من العِيش (الخبز
بالمصري) وزَرعتَ في نفوسهم عزّة النفس وكرامة الرجال ناصر ما أجملَ
هذا الإسم وذاك المعنى دافعتَ عن القدس الشريف وناصَرتَ فلسطين والجياع
***** أمُّك مصر أرضَعتكَ حليبَ العزَ والكرامة فأبلَيتَ حسناً ونِعمَ الرجال الشجعان
في تونس الخضراء بشبابها هتفوا ناصر ناصر ناصر في جزائر المليون شهيد
هتفوا ناصر حَبّيناك بُو خالِد والرمز إبن بيلّا ما نسينا في ميدان التحرير لَوّحوا
بِعَلَم ناصر فأرضُ الكنانة أرضُ ناصر وأرضُ العروبةِ أرضُ ناصر ***** " إنّ
حريّة الكلمة هي المُقدمة الأولى للديمقراطيّة " فَصاحَ الشعبُ كفاحاً كفاحاً كفاحاً
لَوّحتَ بيديْك وقُلتَ لا تحقيق لأهداف الثورة إلّا بالكفاح فأعلنتَ بالإسكندريّة
مُتحمِّلاً المسؤوليّة أمّمْنا القناة فصفّقَ الشعبُ وصاح هذا يا ناصر درب الكفاح
فدماؤُنا لا تُباحُ لا للأجنبي ولا للنباح ***** عَدّوكَ كافراً وَجاحِداً لأنّكَ واصَلتَ
الكفاحَ مياهُ النيل مياهُ الزلال سنَبني السدَّ العالي يا رجال روسيا تمُدّنا بالعتاد
والأموال قالوا شيوعيين كُفّار فقُلتَ جملتَكَ الخالدةَ يا جَمال مع الشيطان لبناءِ
عزّةِ هذهِ الدِّيار أحَبَّكَ الشعبُ وما لهُ عَنكَ اختِيار لأنَّكَ عاملٌ مُكافحٌ لا جَبَّار ***** أنشَدَ الشاعرَ قبّاني قَتَلناكَ يا آخر الأنبياء فَقُلتُ: أمثال ناصر لا يموتون فإنّهُم
أحياء في أذهانِنا عالِقون ناصر،فقير المال عِشتَ ومسكن الجاهِ ما بَنيتَ قليلٌ
من القوتِ يكسرُ جوعاً وقليلٌ من الماءِ يَروي عَطشاً ما ادخرتَ مالاً ولا أرضاً
سَوّيتَ لَصقَ الجاهُ بكَ وَبهِ ما رَضيتَ وأبناء الكنانةِ عَلّمتَ أنّ حبَّ الأبناءِ أقوى
من الجاهِ والمالِ وأنّ كرامة الإنسان والحريّةَ لا تُنالُ إلّا بالرجال عبلين –
الأراضي المقدّسة