"خزانة ذاكرة مهرجان المسرح الأردني" للحفاظ على الابداع المسرحي وقعت مديرية الفنون والمسرح في الأردن والهيئة العربية للمسرح بتاريخ 11/7/2013، في الشارقة مشروع "خزانة ذاكرة مهرجان المسرح الأردني" .
و الذي يعد خطوة مهمة للحفاظ على الأنتاج الإبداعي المسرحي العربي. وأوضحت الهيئة العربية للمسرح إن وزارة الثقافة الأردنية ونقابة الفنانين الأردنيين، شركاء في المشروع، والهيئة لم تتردد بالموافقة على "خزانة ذاكرة المسرح"، لافتة الى انه تم البحث بين الهيئة ومديرية الفنون والمسرح في الأردن حول تفاصيل المشروع، ومتطلباته، وخطة عمله وتنفيذه.
وأكدت الهيئة أن المسرح في الأردن ومهرجان المسرح الأردني جهد يتم بالتعاون بين مؤسستين هما وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين حيث كانت الدورة الأولى من هذا المهرجان مشروعاً لرابطة الفنانين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة، لينتقل المهرجان بعدها إلى تبني الوزارة له، كان لا بد أن تكون نقابة الفنانين الأردنيين طرفاً في هذا المشروع.
وأضافت الهيئة إن مهرجان المسرح الأردني الذي انطلق في دورته الأولى بمبادرة من رابطة الفنانين الأردنيين وبالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية في العام 1991، جاء ليسد فراغاً في خريطة المهرجانات المسرحية خاصة بعد غياب مهرجانات عربية أخرى، ونتيجة لذلك تحول المهرجان إلى عربي شاركت فيه الفرق العربية.
وأضافت الهيئة ان مهرجان المسرح الأردني وصلت عدد دوراته الى "اثنتين وعشرين دورة"، قدم فيها مئات العروض الأردنية والعربية والأجنبية، عرض خلالها مئات الفنانين الأردنيين والعرب والأجانب إبداعهم فيها، وأقام ندوات فكرية وتطبيقية نقدية مهمة شارك فيها مئات من النقاد والأساتذة الأردنيين والعرب، وكتب فيه مئات المقالات الصحفية والنقدية، ملصقات وكتيبات طبعت .
ولفتت الانتباه الهيئة الى انه انطلاقاً من الحرص على عدم اندثار المسرح، ومن اجل ان يكون مادة حية وفي متناول الدارسين والطلاب والباحثين، ومن أجل أن تكون هذه الجهود مادة توفر المجايلة والاستمرارية للجهود الإبداعية الشبابية التي تملك القادم بيدها، بدأت مديرية الفنون والمسرح في الأردن التفكير في توثيق هذه الإبداعات وحفظها من الضياع.
لذلك تقدمت إلى الهيئة العربية للمسرح بهذا المشروع، الذي تنطلق من استراتيجيتها لتنمية المسرح العربي بإعطاء التوثيق والتأريخ أهمية خاصة، ومن هنا جاءت الاتفاقية على مشروع خزانة ذاكرة مهرجان المسرح الأردني.
ويحتوي المشروع على:"مكتبة فيديو للأعمال المسرحية التي قدمت على مدار هذه الدورات، توثيق الملصقات والكتيبات والتغطيات الصحفية والنقدية عنها".
وينقسم مشروع التوثيق إلى قسمين الأول:"مكتبة الفيديو، ويشمل نسخ أشرطة الفيديو بأنواعها ومجموعها 488 شريطا من مختلف الأنواع على أقراص (D.V.D) وعلى ذاكرة (Hard disk) مع تفريغ كافة المعلومات المتعلقة بالعروض سواء الأردنية أو غير الأردنية التي عرضت في هذه الدورات.
والثاني الوثائق من بوسترات وكتيبات وتغطيات صحفية، وتشمل توثيق كافة المقالات الصحفية التي تناولت المهرجان وعروضه خبرياً ونقدياً، وذلك بمسحها ضوئياً وتخزينها على (ذاكرة هارد ديسك) وأقراص دي في دي".
وتقوم الهيئة العربية للمسرح بتغطية الكلف المالية للمشروع بشقيه حسب التفاصيل الواردة في الاتفاقية، ويتم دفع هذه الكلف لصندوق نقابة الفنانين الأردنيين التي تتولى الإنفاق على المشروع من خلال هذا الدعم.
وتحفظ الهيئة العربية للمسرح هذا المشروع في مركز التوثيق والدراسات المسرحية التابع لها ليكون متاحاً ومتوفراً بين يدي الباحثين العرب.
وتطبع الهيئة العربية للمسرح هذه الوثائق في كتاب جامع يصدر عن الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة بالتعاون نقابة الفنانين الأردنيين، وتتولى الهيئة العربية للمسرح بمهمات التصميم والتدقيق والطباعة، ويشرف مدير مديرية الفنون والمسرح على المشروع. وتسهل وزارة الثقافة الأردنية مهمة الفريق العامل على تنفيذ المشروع وذلك بالحصول على الأرشيف الفيديوي والوثائقي المتوفر لديها، وتسهيل مهمات الفريق العامل للوصول إلى أرشيف المؤسسات الصحفية اللازمة.
ويقوم فريق العمل بتوثيق التسجيلات على أقراص مدمجة وذاكرة صلبة، ومسح ضوئي للوثائق.
وتتولى نقابة الفنانين الأردنيين شراء المواد، ودفع الكلف المالية، والاتفاق مع العاملين اللازمين للتنفيذ ودفع مستحقات على المشروع، حيث يحصل كل من الطرفين على نسخة من المشروع.
إشهار كتاب «القدس، فلسطين والأردن في أرشيفات هشام الخطيب»
رعى رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري نائبا عن سمو الأمير الحسن بن طلال في متحف الأردن بعمان حفل إشهار كتاب القدس، فلسطين والأردن في أرشيفات الدكتور هشام الخطيب.
وبحضور مديرة متحف الأردن الشريفة نوفة بنت ناصر، قال المصري ان جهود سمو الامير الحسن المتعلقة بالشأن الثقافي مهمة في العديد من البلدان في العالم وخاصة في الاردن.
واكد ضرورة التأريخ لمدينة القدس وان ذاكرة العرب تجاه القدس ما تزال حية ووجوب حماية الارث الحضاري والديني والتاريخي وحفظ هوية مدينة القدس التي وصفها بانها رمزنا.
وبين المصري ان كتاب القدس، فلسطين والأردن في أرشيفات الدكتور هشام الخطيب يتوجه بمضمونه للجمهور الغربي وهو يسلط الضوء على جوانب كثيرة عن القدس من خلال الوثيقة والفكر والثقافة.
من جهته أكد الامين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور الصادق الفقيه ان اصدار كتاب فكرة تستحق الاحتفاء وعلى الاخص اننا في منطقة تقرأ قليلا وتكتب اقل.
وأضاف ان الثلاثية التي يحملها الكتاب وهي : القديس فلسطين والاردن لا يمكن ان نتصور ان يكون هناك حد فاصل بينهما، مؤكدا ان هذا الكتاب يستحق الاكبار والاجلال ويفخر منتدى الفكر العربي بتقديمه للجمهور.
وعرض مؤلف الكتاب في نهاية حفل الاشهار الذي حضره العديد من الوزراء والمهتمين واعضاء منتدى الفكر العربي، محتويات الكتاب، مؤكدا ان البعد الاجتماعي لمدينة القدس التراثي والانساني لم يعط حقه من التوثيق.
كاميرا الخفية
أنهي المنتج والمعد عاطف أبو حجر اللمسات الفنية على المونتاج، والتحضيرات النهائية لبرنامج الكاميرا الخفية الكوميدي الجديد «المغيطة»، والذي يقدم في رمضان .
يقدم البرنامج، الذي يخرجه محمد سمير الزعبي، أفكاراً جديدة وجريئة، تتضمن مقالب كوميدية وجميلة ومنوعة، وتظهر مشاهد بأسلوب الكاميرا الخفية المتعارف عليه؛ بخفة أطروحاتها، وأجوائها المرحة».
وعن أماكن تصوير برنامج الكاميرا الخفية، التي ينهض بتمثيل كافة حلقاتها؛ محمد العشي، وسامر ايوب»
وأكد أبو الحجرأن اللقطات تمت في العاصمة عمان وبعض المحافظات، بأسلوب استفزازي، ولكنه جميل وبين «أن البرنامج يبث في شهر رمضان، على جميع القنوات الأردنية العاملة، فضلا عن تسويقه في قنوات فضائية في المغرب العربي، ولاحقا في بعض دول الخليج».
الشاعر جميل السعود في المكتبة الوطنية
نظمت دائرة المكتبة الوطنية أمسية شعرية للشاعر الدكتور جميل سليم السعود بحضور مدير الدائرة محمد العبادي مندوبا عن وزير الثقافة.
وألقى الشاعر السعود، في الأمسية التي قدمته خلالها حنان السيوف، صاحب ديوان (عبرات حائرة) قصائد جديدة مفعمة بالاحاسيس والمشاعر الوجدانية والوطنية والدينية من بينها قصائد: النبي الهاشمي، الأقصى الأسير، يا حاديَ العيس، بالاضافة الى قصائد اخرى تنتمي الى روح القصيدة الكلاسيكية وتجلياتها.
في قصيدته «النبيٌ الهاشميٌ» يقول: «لقد هاجني شوق لطيبة احمد/ فهشًت لها نفسي ولم اتردد. عزمت على أمر فلبيتُ طائعا/ واسـهرني شوقٌ فلم اتوسًد. سريتُ مع الاسحار لا متثاقلاً/ ولم أنتظر شمساٌ تبزغ في".
كتاب "المثقف والثقافة" لزهير توفيق
للباحث الأكاديمي زهير توفيق" "كتاب "المثقف والثقافة"، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان بدعم من وزارة الثقافة الأردنية قال الباحث "ان مأساة المثقف الأردني تكمن في تناقضه مع نظامين، هما: الثقافة الزائفة والثقافة الاستهلاكية.
أما الأولى، فثقافة نفعية تؤدي عاجلاً أو آجلاً إلى تخفيض قيمة الأشياء المنتجة، ما دامت معايير العمل الثقافي والفني وقيمته الحقيقية تكمن بتجاوزه زمنيته، لتحقيق خلوده، وتتمسك بمعايير خارجية تتمثل بالإيديولوجية والزبائنية.
ويحلل توفيق في مقدمة الكتاب قائلاً: "أما الثانية وأقصد بها ثقافة التسلية، فتعمل على تزييف الاجتماعي من خلال أدلجة الواقع وتجميله وشحنه بالسعادة والإفراط في التفاؤل، شرطا مسبقا لإنتاج إبداعات خالية من السياسة هدفها تمويه الصراع الاجتماعي، لتجاوز ما لا يمكن تجاوزه بتخدير ملكة النقد وإلغاء خيارات التغيير، وكلاهما أنماط ثقافية تخاطب الغرائز و"(العقل المستقيل)، ويمكن وصفها في أفضل حالاتها، بـ(ثقافة السياحية)".
الى ذلك يتحدث الكتاب عن أن دور المثقف تراجع، وتراجعت قيمته المعرفة ومكانته الاعتبارية، مع أهمية الثقافة ودورها في التطور والتغيير، وانعكس تراجعه محليا وعربيا في انتعاش الهويات الجهوية، والثقافات الفرعية، وتراخي قبضة النخبة على مصيرها، وتدهور العلوم الإنسانية، وازدواجية القيم، وانحطاط الثقافة نفسها.
واعتبر المؤلف ان الثقافة أخلت مواقعها عنوة لقطاعات أخرى أكثر فاعلية وتأثيرا في عصر العولمة؛ كالسياسة والإعلام، الذي تكفل أخيرا بالسيطرة عليه بقوة خطابها لا بحقيقتها، في زمن تجري فيه عمليات تسليع القيم، وتنميط الأذواق والعقول واختراق الثقافا
وأكد توفيق انه ليس بمقدور المثقف إعادة الاعتبار لذاته وإنسانيته، إلا إذا استطاع إعادة الاعتبار لثقافته الوطنية، وتمسك بها بوصفها ناظما للقيم المجتمعية والقطاعات الأخرى، واستطاع تخفيف غلواء السياسة، التي اقتحمت الثقافة بالإيديولوجيا، فأفقدتها اتزانها واستقلالها، وأفقرت إنتاجها المعرفي، وجعلتها عرضة للاختراق والانزواء.
أضاف الباحث أنه :"لم يعد المثقف رسولا أو حارسا وحيدا للقيم، ولم يعد بإمكانه الوصاية على أحد، أو تحمل أعباء التغيير بمعزل عن الآخرين، لكنه المسؤول الأول عن إنتاج المعاني والرموز، في عصر شهد ويشهد أعمق التغيرات والتبدلات، التي مست المثقف ودوره في المجتمع .
وتضمن الكتاب ثلاثة فصول جاء الأول منها بعنوان "المثقف"، أستعرض في الكاتب توفيق: النخبة الثقافة، الفيلسوف الملتزم، والمثقف والسلطة والتغيير العضوي، بينما الثاني تحدث فيه عن "الثقافة"، ويندرج تحت هذا :"ثقافات العالم تعدد أم تنوع، نماذج الصراع في الإيديولوجيات والثقافة ورأس المال الرمزي، الإمبريالية الثقافية، التواصل والصراع في الثقافة العربية، المناعة والممانعة في الثقافة، الترجمة ثقافة ومثاقفة، اختراق الثقافة، الثقافة الهزيمة، وعرض الثالث " للثقافة الوطنية، الهوية الثقافية، الثقافة الوطنية، النقد الثقافي في المجتمع الأبوي.
ومن المفيد التذكير ان توفيق صدر له كتاب بعنوان "أديب اسحق مثقف نهضوي مختلف"، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
رحيل الشاعر الطبيب عصام صدقي العمد
رحل الشاعر الطبيب عصام صدقي العمد عن هذه الحياة في عمان بتاريخ 9/7/2013، عن عُمر ناهز الخامسة والثمانين عاما.
العمد كان قد ولد في نابلس وعاش طفولته وشبابه الأول فيها قبل السفر لدراسة الطب في مصر، وقد تركت هذه المرحلة بصماتها جليّة في شعره، وهو ناشط في نقابة الأطباء، ورئيس اللجنة الثقافية في جمعية عيبال، ورئيس جمعية الأطباء الأدباء الأردنيين، وعضو اتحاد الكتاب الأردنيين.
واصدر الراحل خلال مسيرته سلسلة من الدواوين بعنوان «وجدانيات»، كان صدورها على النحو الآتي: الجزء الأول: بعنوان «الحب والجمال» عام 1983، الجزء الثاني: بعنوان «آلام وآمال» عام 1988، الجزء الثالث: بعنوان «حصاد السنين» عام 1993، الجزء الرابع: بعنوان «آهات السنين»، عام 1996، الجزء الخامس: بعنوان «ترانيم شاعر» عام 1998، والجزء السادس: بعنوان «طيف الذكريات» عام 2000.
ويخاطب الراحل نابلس من غربته في الكويت عام 1988فيقول فيها:
«خلدت ذكرك في فكري ووجداني
وبين أهلي وأحبابي وجيراني
لما جعلتك رمزا للوفاء إلى
كل المحبين من قاص وداني
لما هديتك أشعاري معطرة
لما جعلتك عنوانا لديواني».
الشباب والمعرفة.. في نادي كفر خل
أقيم في نادي كفر خل الرياضي ندوة بعنوان « الشباب والمعرفة» شارك فيها الشاعر عبد الرحيم جداية والباحث عبد المجيد جرادات، و حضرها رئيس النادي محمد محاسنة وأعضاء الهيئة الإدارية، وجمهور قادم من إربد..
قدم الباحث جرادات ورقة بعنوان « الشباب بين التفكير الإستراتيجي والإنتاج المعرفي» تحدث فيها عن ميول الشباب وطموحاتهم المتجددة، التي تشكل المحور الأساسي في حركتي المواكبة والتجدد.
وأكد جرادات أنه « ُيعّرف التفكير الاستراتيجي على أنه وسيلة للتنبّؤ الذي يؤدي لبناء الخطط أو تعديلها من أجل المواكبة، وهو عملية مستمرة تأخذ في إطارها العملي إشاعة روح التنافس بين جميع الفعاليات، ومن أبرز حسنات التفكير الإستراتيجي أنه يُعزز مفهوم المعرفة.
وأضاف إن هنالك ثلاثة نظم معرفية، ُيقدم كل منها رؤية خاصة للعالم، ويوظف مفاهيم معينة وآليات في إنتاج المعرفة، وهي: النظام البياني، والذي تحمله اللغة العربية، والنظام العرفاني، وهذا النظام جاء للدائرة العربية من الموروث الثقافي الذي سبق الإسلام، و: النظام البرهاني، والذي دخل الثقافة العربية الإسلامية مع الترجمة وبالتحديد من عصر المأمون.
وأشار جرادات إلى أن الدور المطلوب من أهل الفكر والمعرفة على ضوء التغيير الذي شهده العالم منذ نهايات عقد الثمانينات من القرن الماضي، والذي حل بسببه منطق العولمة محل الفكرة القومية، وتلاشت المنظومة الفكرية الاشتراكية التي كانت تنافس النظم الرأسمالية.
وختم ورقته مؤكدا على أن الفكر والثقافة، ُيعبران عن الحركة نحو الأفضل، ذلك لأن الحس الثقافي، يكون مستمدا ً من منظومة القيم والعادات والأخلاق والمفاهيم السائدة، مستنتجاً أن مهمة المثقف والمفكر، تتجه تلقائيا ً للجمع بين الرؤية العلمية من جهة، والجهد الفكري والثقافي من جهة أخرى، بحيث تكون النتائج ملبية للطموحات التي تهتم بالاستغلال الأمثل لجهود الطاقات والمهارات، والإفادة من عنصر الزمن، لأن الإنجازات المتميّـزة، تدخل في سجل الشعوب التي تكتب نجاحاتها بفعل الرواد من أبنائها.
ومن جانبه تناول الشاعر جداية في ورقته الموسومة ب « الشباب والوعي فوق الحواس
« الأساليب القرآنية في تشكيل الوعي، من خلال معاينته لجملة من المفاصل وهي: التأكيد، البرهان الحسي، الوعي بما فوق الحواس، الأمثال، العبرة، والآيات» و تسلسل في نمذجة هذه المقومات من خلال قراءته لعدد من الأمثلة، من مثل قصة عمر بن عبد العزيز والمصباح والتي أدرجها في سياق وعي الذات، ورواية الشيخ والبحر لارنست همنجواي في سياق « التبصر»، ونقش أرابيوس في جدار في سياق « وعي الوجود»، ومحمود درويش في سياق « الاستشراف»، وسليم بركات في سياق « الوعي اللغوي»
أما في عدم وعي ما فوق الحواس، فقد أورد جملة من النماذج، منها :» عبد الله القصيمي في « أيها العقل من رآك».
وتحدث في الندوة التي أدارها نمر نواصرة المدير عن المفهوم والمصطلح « متعلقات الوعي»، عن وعي الحواس، وعي فصل الحواس، وعي المشاعر، وعي الذات، وعي الشخصية وعلاقتها بالذات، وعي الروح والنفس والجسد، وعي القدرات الجسدية والعقلية، وعي الروح والطاقات فوق الحسية، وعي النفس والطاقات الكامنة.
وأكد أن وعي الطاقات ما فوق الحسية تتشكل من: الحاسة السادسة، الحدس، التخاطر، التبصر، الرؤيا، أما وعي الفضاء الكوني والنفسي، فيتمثل بوعي الزمان والمكان، حركة الشخوص، البيئة الحاضنة، فيما يأخذ وعي الوجود وتوسيع الإدراك خارج حدود الحواس والتفكر: الموت، الحياة، ما بعد الموت، والبعث. أما وعي الكون فهو مناط بوعي أبعاده، ثم تحدث عن الوعي بغائية الأدب، والتاريخ، والوعي اللغوي الذي يوصلنا إلى الوعي ما فوق الحواس .
وعدد طرق تشكيل الوعي الثقافي: الطرق التربوية المتبعة والطرق غير التربوية (المنهج الخفي) والإعلام والمجتمع ودورهم جميعا في فرض المعارف وتأكيدها لتشكيل وعي المواطن ليواكب سياسات الدول كما التعبئة النفسية في الدول الاشتراكية وكذلك الدول الرأسمالية لفرض ايدولوجيتها وتشكيل الفرد حسب النظريات الفكرية التي تريدها الدولة ولا تخلق هذه الأساليب العقل الحر بل تشكل عقلا مستلبا.
وختم الشاعر جداية ورقته بالسؤال التالي: ما دور الأدب في تشكل وتشكيل الوعي الثقافي والأدبي لبناء الفرد والمجتمع والنمو الأخلاقي والإيماني لقراءة الماضي واستشراف المستقبل.
وفي نهاية الندوة التي أعقبها حوار حول دور الشباب في صناعة المعرفة وإنتاج الثقافة قدم رئيس النادي المحاسنة الشهادات التقديرية للمشاركين .
قراءة نقدية بتجربة الشاعر جميل أبو صبيح في منتدى الرواد
أحتفى منتدى الرواد الكبار ضمن برنامج تجربة مبدع بتاريخ 11/7/ 2013، بالشاعر جميل أبو صبيح، بندوة نقدية شارك فيها الناقد الدكتور عبد الرحيم مراشدة وأدارها المدير التنفيذي للمنتدى عبدالله رضوان بحضور اعضاء المنتدى والمهتمين.
وأوضح مراشدة انه بعد الاطلاع على كتابات الشاعر ابو صبيح لا سيما ديوانه الموسوم (أشجار النار) وفي سردياته الشعرية فهو يكتب نمطين من الشعر هما: قصيدة النثر والسرديات.
وأكد مراشدة أن الشاعر ابو صبيح لا يود توصيف النصوص التي يكتبها ولا يود تصنيفها تحت اسم جنس أدبي محدد سلفا، ولعله يرى في التجنيس إطاراً مسبقا يشكل له سياجاً خانقا لإبداعة فأراد الانفلات من ذلك، وقد شجعه على هذا علمه بأن هذا العصر هو عصر تخلخل بنية الأجناس الأدبية بحيث راحت الأجناس تتداخل فيما بينها.
واضاف ان في ديوان الشاعر أربعة نصوص متداخلة الخبر مع الشعر مع النثر مع الشعر على الشعر على غرار التجريبات التي طالت القصيدة العربية ومن هنا كان عمل الشاعر جميل مبررا.
ويعد الناقد مراشدة ابو صبيح من شعراء المرحلة المعاصرة بحق إلى جانب أعلام في الشعر الأردني.
«سحابة صهباء يتساقط ماؤها» لسلطان الزغول
صدر حديثا كتاب «سحابة صهباء يتساقط ماؤها» للأديب سلطان الزغول، ضمن اصدارت عجلون مدينة الثقافة للعام 2013.
ويحتوي الكتاب على مجموعة من القراءات النقدية في نصوص من الشعر العربي، قديمه وحديثه. ويجمع القراءات انحيازها إلى النصّ الشعري أساسا، وبابا للولوج إلى عالم خصب عامر. من هذا المنطلق كان النصّ هو الذي يفرض منهج القراءة.
وأكد الباحث الزغول في مقدمة كتابه أنه: «إذا كان التأويل هو مهاد هذه القراءات، المنفتحة منهجيا على كلّ ما يمكن أن يحقق فائدة للولوج إلى عالم النصّ موضوع القراءة، فإنها ليست غافلة عن قول محمد مفتاح: إنّ النصّ الأدبي يمكن أن يقبل تعدّد القراءات، لكن ما لا يقبله هو التأويلات غير المتناسبة منطقيا، لأنها تحطّم أهمّ دعامتين يقوم عليهما مفهوم النص، وهما: الانسجام والتعقيد المنظّم».
وتنفتح القراءات التي تشكّل متن هذا الكتاب على عوالم فنّية زاخرة، تمثّل نماذج غنيّة من الشعر العربي قديمه وجديده. ويبدأ الكتاب بتمهيد بعنوان «بين الإيقاع والمعنى». يليه قراءة تجول عبر نصّين خالدين من الشعر العربي القديم هما: معلقة لبيد بن ربيعة التي كتبت قبل الإسلام، وقصيدة الذئب للبحتري العباسي، وفي هذه القراءة محاولة لربطهما ضمن رؤية واحدة، على الرغم من أنّ النصّين قد كتبا في عهدين متباعدين زمنيا، وهو ما قد يقود إلى الظنّ أنّ البنية الفكرية والثقافية لأحدهما مختلفة كليا عن بنية الآخر.
ويقرأ الزغلول ظاهرة شعر النقائض، من خلال نقيضتين من أشهر نقائض جرير والفرزدق، محاولا تقصّي معالم هذه الظاهرة، وجلاء أسبابها ومنطلقاتها، وأهمّ ما يميّزها، وذلك من خلال الاستفادة من منهج النقد الثقافي في هذه القراءة. على الرغم من تأكيده: «أنّ قراءة تجليات العنف في نقائض جرير والفرزدق لا تخلو من ملامح البحث الجمالي، فأنا غير معنيّ بالالتزام الصارم بمنهج مهما بلغ شأوه، وعلا صوته، كما أنّ النصّ هو الذي يقود القراءة حسبما تتطلّب ممرّاته وتشعّباته، ثمّ إنّ النقد بناء لا يملك مقوّمات الحياة إلا بالاتّكاء على البناء الجمالي الأوّل، أعني النصّ الأدبي. وإذا خلا البحث في بناء جمالي من تلمّس الجماليات، فلا بدّ أنّه يعاني نقصا ما».
وتعرض الباحث لخمرية من أجمل خمريات أبي نواس محاولا أن ينفذ إلى طبقة أكثر عمقا من طبقات النصّ النواسيّ الذي يضمر أكثر من ما يكشف. ثم ينتقل إلى الشعر العربي الحديث، حيث يقرأ نصّين دالّين من أبرز نصوص خليل حاوي، هما قصيدتي «سدوم» و»عودة إلى سدوم»، اللتين تنطلقان من مرجعيات واحدة، لكنهما تبحران في اتجاهين متباينين. ثم قدم قراءة متميزة لقصيدة «خماسية الروح» لسعدي يوسف، هي قصيدة عامرة بالأسئلة المعرفية التي تدفع الشعر إلى حديقة الفلسفة.
آخيرا أن هذه النصوص المختارة بالقراءة والتحليل، وهي نصوص تمثّل مراحل ومحطات مهمة عبر مسيرة الشعر العربي.
اديب ناصر شاعر الموقف
كتاب جديد حمل عنوان «أديب ناصر .. شاعر الموقف» صدر عن دار دجلة للنشر والتوزيع في عمان، جمعه وحرره وقدم له الصحفي هشام عودة.
ضم الكتاب مجموعة من الحوارات الصحفية التي أجريت مع الشاعر أديب ناصر على مدى أكثر من ربع قرن في الصحافة العربية، وكذلك دراسات نقدية تناولت التجربة الشعرية للشاعر ناصر الممتدة على مدى أكثر من نصف قرن، من خلال تتبع مسار مجموعاته الشعرية الثمانية، التي صدرت أولاها في عمان عام 1965 وأخرها في عمان عام 2012، وما بينهما في بيروت وبغداد وغيرها من العواصم العربية، إضافة إلى شهادات من أبرز رموز الثقافة العربية في تجربة ناصر الشعرية والسياسية، وهو أحد أبرز الإذاعيين العرب في نصف القرن الماضي.
كما جاء في مقدمة الكتاب الذي مؤلفه هشام عودة يوفر مادة غزيرة للباحثين والراغبين بدراسة التجربة الشعرية للشاعر أديب ناصر، المولود في مدينة بير زيت عام 1939.
وأكد عودة في مقدمة الكتاب أن علاقته الشخصية مع أديب ناصر الممتدة لأكثر من ثلاثين عاما متواصلة، تسمح له بالكشف عن بعض الصفحات غير المعروفة في حياة الشاعر ومسيرته الشعرية والسياسية والمهنية والشخصية أيضا، وأن الشاعر أديب ناصر لم يأخذ حقه في الدراسة والاهتمام من النقاد والدارسين العرب، وهو وريث مدرسة شعرية عربية مقاومة، لذلك اخترت عنوانه «أديب ناصر.. شاعر الموقف»، وهذا قد يمثل مفتاحا لرسالة الكتاب والدعوة لقراءته.
أصلاح جو..