|
د.محمد عبد الكريم الشوبكي- مستشار الأمراض العصبية و الطب النفسي.تأثير الصيام على النفس والجسد
الامتناع غرائزي لحفظ الذات والوجود و لو لم تحجب نفسها عن الاكل وما ينتج من الهضم والتمثيل الغذائي (عملية الهدم والبناء- الأيض ) المفرز للفضلات والسموم والمواد الكيميائية السامة لترسبت في المناطق الجسدية المصابة بالمرض او الالتهاب .
بهذا الامتناع عن تناول الطعام ، الجسم يمنح فرصة قوية لإزاحة المواد السامة الناجمة عن المرض وبالتالي سرعة الشفاء , ونحن كبشر لدينا هذه الغريزة ايضا وحينما نمرض نفقد الشهية والرغبة للطعام , تلك هي اشارة نافعة للامتناع عن الاكل واستخدام (الطاقة الذاتية) لتنظيف الجسم من سموم المرض وبالتالي الشفاء .
داخلي وما علينا الا فقط مساعدته ليعمل , وان القوى الشفائية الطبيعية موجودة فينا بشكل قوي , ان غذاءنا هو دواؤنا , وان دوائنا يجب ان يكون من خلال غذائنا وأننا حينما نأكل ونحن مصابين بالمرض فإننا نغذي المرض
« .ويقول العالم جول فارمان صاحب كتاب « الصوم والطعام للصحة « ( ان الصوم يعمل على حفاظ التوازن الفسيولوجي للجسم وهذا هو الذي يؤدي الى إزاحة المرض ) .
ان الصوم يؤدي الى الحيوية , والصحة , و الاحتفاظ بروح الشباب , وطول الحياة , وكذلك الفراعنة حيث كان لديهم المعتقد بان كثرة تناول الطعام تؤدي الى الأمراض . و يقول احد ملوك الفراعنة (ان الانسان يتربع على ربع ما يأكل وان بقية الثلاثة أرباع يتربع عليها أطباؤهم ) .
سلوك صحي , وان الانسان بحاجة الى الصوم من اجل تفعيل آلية الطاقة الذاتية الداخلية من اجل ازالة السموم ومنع الامراض , و الوصول للشفاء .
« كيف تأكل كما تكون « , لم يعد لها مكانة في عصرنا الحالي , فالأبحاث العلمية و حقائقها أثبتت ان معظم الامراض المزمنة ناتجة عن سوء عادات تناول الطعام , ولتجنب تجمع هذه المواد السامة في أجسامنا لذلك يجب ان نكون حذرين في انتقاء الطعام وكميته , فكثير من الخضار والحبوب معرضة للسموم الخطيرة مثل :مبيدات الحشرات والفطريات ، أثناء زراعتها والتي تؤدي الى تسمم الجسد , حتى بعد غسلها تحوي بقايا من هذه السموم , ناهيك عن التلوث البيئي الهوائي المهدد للصحة :الدخان , و غازات المصانع والمركبات ، والتي تشكل خطورة على النبات والحيوان .
هذه السموم التي تأتي من المأكولات والمشروبات وتمنع تجمعها، كما قال ( براغ ) . ففي بدايته يريح وظائف الجهاز الهضمي وعملية التمثيل الغذائي ويحمي الأعضاء الجسدية لمعظم الناس , ان الطاقة الجسدية في الحالات الطبيعية تستخدم في عمليات الهضم , والتمثيل الغذائي , وبما ان الصوم يؤدي الى إراحة الجهاز الهضمي فانه بالتالي يقي أجسامنا , وتسمى هذه العملية بالتنقية الذاتية أو إزالة السموم ذاتيا «الفلترة « «Auto Lysis « .
وهذه الأعراض هي التي تجعل بعض الناس ينقطع عن الصوم. ولو تركت هذه الأعراض لن تدوم طويلا طويلة كما تؤكد الحقائق العلمية , فهي تزول في بضعة أيام , وكلما زادت المدة الزمنية لإزالة السموم يشعر الانسان بالنشاط والحيوية , وتقف عملية الهضم الذاتي بمجرد تناول الطعام .
فتنشيط الهضم الذاتي عن طريق الصوم يحسن من أمراض كثيرة خاصة أمراض القلب , وارتفاع الضغط الشرياني , و إمراض الجهاز الهضمي و المفاصل , والرئة , ومنها الربو , والعضلات , والغدد , ويؤدي الى اتزان الوزن, وكما يقول العالم ( براغ ) :ان الصوم المنظّم يؤدي الى إزالة كل الدهنيات غير الطبيعية وأن المعدة تتقلص لحجمها الطبيعي , ويتلاشى الشعور بالجوع تدريجيا .
والخراج والدُمل , و تتحسن طبيعة الجلد من حيث الليونة , والمتانة واللمعان ويعود ذلك الى عملية الهضم الذاتي في إزالة السموم والفضلات . وان الابحاث على الصوم أثبتت معالجة تساقط الشعر ونموه ومنع المزيد من الصلع ذلك من خلال وصول الدم النقي الخالي من السموم والمغذي لبصيلات الشعر بشكل سليم .
ولعل في الدراسات المستقبلية يصبح الصوم علاجا يحل محل العقاقير الطبية كما يشير كثير من الباحثين الغربيين في هذا المجال و الأديان سبق علمي في ذلك سواءً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية (( صوموا تصحوا)) كذلك حديث الرسول عن الطعام .
الراي الكاتب:
ابتسام حياصات بتاريخ: الأحد 14-07-2013 11:35 صباحا الزوار: 2279
التعليقات: 0
|