جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
عرار الإخبارية.. الزيارات(394 ): قمع الأولاد لمشاعرهم يترتب عليه عدد من النتائج السلبية كم مرة قلت لطفلك "خليك راجل" أو "الرجل لا يبكي" أو "لا تتصرف كالفتيات"؟ نطلب منهم كذلك عدم الشعور بالخوف، ونريدهم أن يهتموا بالأمور الخاصة بالرجال، التي يقوم بها الأولاد الآخرون عادة. في بعض الأحيان نفعل هذه الأشياء في وقت مبكر جدا في رياض الأطفال. ووفقا لموقع "بارنتس" (Parents)، يحدث هذا في كثير من الأحيان بسبب المفاهيم الخطأ الشائعة، فنحن نعتقد أن التحدث إلى الأطفال بهذه الطريقة سيساعدهم على أن يكونوا أقوياء وشجعانا وحازمين وقادرين على الدفاع عن أنفسهم في وجه المتنمرين. نعرف في العصر الحالي أهمية الانتباه لأطفالنا وسماعهم، ومنحهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم، والتأكيد على احترامها، لكن تأتي مرحلة المدرسة وتكوين العلاقات، فيدخل الطفل يوميا صراعا مع الآخر، ومن خلال صراعاته يتعرف على نفسه والآخرين وسلطتهم، وتكاليف وعواقب أفعاله، سواء كانت حسنة أو سيئة النية، وللأسف، سيعرف أن الحياة ليست عادلة، وأن بعض البالغين يسيئون التصرف أيضا. نتفق قبل كل شيء على ضرورة احترام الكبار، لكن يجب أن يكون الاحترام متبادلا، فنقدمه للأطفال ونتوقعه في المقابل. أما خارج المنزل، فقد يجد الطفل نفسه مضطرا للدفاع عن حقه طالما هو بعيد عن أعيننا، فوالدة صديقه قد تتصرف معه بأنانية للدفاع عن ابنها المخطئ، وقد يتنمر المدرّس الجديد عليه بسبب طول شعره، وقد تكذّبه الجارة إذا استدرجته للتجسس على أسرار المنزل، وتدفع الطفل أخلاقه للدفاع عن حقه والسلوك القويم الذي تربى عليه. يتفق خبراء طب نفس الأطفال على أن دفاع الطفل عن نفسه سلوك صحي من الناحية التطورية، فقمع قدرته على قول "لا" وعدم الرد على الكبار إذا تعدوا حدوده الشخصية، هو من الأسباب الأكثر شيوعا وخبثا لمعاناة الإنسان. مقابل ذلك، فإن الطفل الذي يضع حدودا لشخصيته، ويدافع عن المبادئ التي تعلمها من والديه، وعن حقه مقابل الكبار المتجاوزين، هو الطفل الأسعد والأنجح في المستقبل. تكمن المسألة في كيفية تعامل الطفل مع المشكلات التي يواجهها مع الكبار خارج نطاق الأسرة، بطرق تجعلها أسوأ أو أفضل، وما إذا كان يتعلم من تلك المواجهات أم لا، وإلى أي مدى يستمر الجدال للدفاع عن حقه مقابل شخص بالغ سيئ الخلق، أم سيجدها الكبار فرصة لتوبيخ أطفالنا حتى إن كان الحق لصالحهم؟ قدمت الخبيرة الرائدة في مجال أسلوب الحياة والآداب الاجتماعية إلين سوان، في كتابها "كيف تحصل على ما تريد بأدب، وتتعامل مع الوقحين بلطف"، عدة نصائح للآباء والأمهات لتدريب الأطفال على الدفاع عن أنفسهم أمام الكبار، والتي ستساعدك على تربية طفل يجعل العالم مكانا أكثر لطفا واحتراما: 1- يجب أن يبتسم الطفل للشخص البالغ عند بدء الحديث، ثم يعبر عن مشاعره ويصفها، باستخدام ضميره وعباراته البسيطة، فيعد التعبير عما نشعر به أقل الطرق عدائية للتحدث إلى أي شخص، إذ لا يضعه في موقف دفاعي يضطره لإثبات صحة موقفه أمام الآخر، والذي هو في تلك الحالة طفل بريء في منافسة غير متكافئة. 2- يمكن تدريب طفلك على بدء الحوار بقول: "عفوا سيدي/تي"، من أجل لفت انتباه الشخص والاعتراف بمكانته كفرد بالغ، ولتقليل احتمالية اتخاذه موقفا دفاعيا قبل سماع حجة الطفل. 3- يبدأ الطفل شكواه وهو يعبر عن حاجته لمساعدته دون انفعال، فيقول "لا أقصد أن أكون غير مهذب، ولكن بينما كنت مشغولا بالرسم، أخذ ابن سيادتكم أقلامي، ولا أعتقد أنك توافقين على ذلك، لذا أحتاج مساعدتك لاستعادة قلمي منه"، أو "لا أقصد مقاطعتك، لكني حزين لأنك وصفتني بـ…، وأنا متأكد من أنك لم تقصد إهانتي، لكن ذلك جرح مشاعري". 4- يجب على الطفل معرفة متى يتوقف ويبتعد عن الموقف المحرج منعا للتصعيد مع شخص بالغ غير مهذب، واللجوء إلى آخر مسؤول في المكان إذا لم يتمكن من إيصال وجهة نظره بعد محاولتين. 5- دربي طفلك على وضع حدود بينه وبين الغرباء، وأن يتراجع خطوتين للوراء قبل التكلم مع الغرباء سواء كانوا بالغين أو في مثل سنه، والانصراف في الوقت المناسب إذا تحول الحديث لشجار، فسلامته تأتي قبل ضرورة استعادة الحق، وإذا رأى صديقه أو أخاه متورطا في جدال أو يتعرض للتنمر، فليضع ذراعه حول كتفيه ويقول له "اسمع، علينا المغادرة الآن"، وتلك هي أولى مهارات حل النزاع. 6- علمي طفلك تجنب الدخول في جدال مع أشخاص سيئين إذا كانوا ذوي سلطة في المكان، كوالدة زميل له في منزلها، أو المدرس في حجرة الدراسة، أو البائع في المحل، فلن يفوز الطفل في جداله معهم. 7- تحدثي مع طفلك بأدب ولطف، فهو كالإسفنجة، يمتص تلقائيا كل سلوكياتك. تخيلي أن يستخدم طفلك عباراتك في الجدال مع الكبار، فيحاول لفت نظرهم إلى أخطائهم، أو مقاطعتهم في أثناء الحديث، أو تصحيح وجهات نظرهم وسلوكهم السيئ. إذا فعل ذلك فسيكون هو الخاسر الوحيد في أي نقاش مع الكبار، وإن كانوا مخطئين في حقه لذا عليك الاستماع لطفلك، وإظهار التعاطف معه، والاعتذار إذا أسأت التصرف، وعدم السخرية من إخفاقاته. على سبيل المثال، يمكنك قول "أرى أنك تعمل بجد لإنجاز لوحتك الفنية، كم هي جميلة، سأحضر لك إسفنجة لتنظيف الأرضية ومسح الألوان"، بدلا من قول "أنت مهمل ودائما ما تتسبب في إحداث فوضى من حولك". 8- اجعلي سلوكك نموذجا لما تتمنينه من طفلك في مواقف مشابهة، فاستخدمي عبارات تعبر عنك وعن مشاعرك إذا أساء التصرف، مثل "أنا حزينة، لقد جرحت مشاعري عندما صرخت/ رفضت مساعدتي/ وصفتني بصفات غير لطيفة/ أخذت أشيائي دون استئذان، وأنا واثقة من أنك لم تقصد جرح مشاعري"، ثم طبقي أكثر من سيناريو مختلف ليتمرن على مهارات الدفاع عن نفسه في أي نقاش. المصدر: الجزيرة
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الجمعة 09-07-2021 12:26 صباحا
الزوار: 394 التعليقات: 0 المشاركة السابقة : المشاركة التالية
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية