جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
عرار الإخبارية.. الزيارات(458 ): هاينكا: اندماجُ الهايكو والتَّانكا
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الجمعة 25-12-2020 09:44 مساء
الزوار: 458 التعليقات: 0 المشاركة السابقة : المشاركة التالية
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
ترجمةُ: محمَّد حلمي الرِّيشة/ فلسطين
ابتكرَ الشَّاعرُ الهنديُّ برافات كومار بادي نوعًا منَ الشِّعرِ سمَّاهُ «هاينكا» Hainka، وهوَ عبارةٌ عنِ اندماجٍ شعريٍّ بينَ الـهايكو والـتَّانكا، ويتميَّزُ بالصُّورةِ الَّتي تربطُ قطعةَ الهايكو علَى أَنَّها خطٌّ محوريٌّ «كاكيكاتوبا» kakekatoba، بقطعةِ التَّانكا التَّاليةِ.
خطرتْ لهُ هذهِ الفكرةُ فِي العامِ 2016. لكنْ لاحقًا، فِي شهرِ تمَّوز/ يوليو للعامِ 2020، نشرَ مقالًا موضِّحًا لهَا مَع بعضِ الأَمثلةِ علَى الهاينكا. يتمُّ اقتراحُ الهاينكا نوعًا أَدبيًّا فرديًّا ومستقلًّا خاصًّا بهِ، علَى عكسِ الشَّكلِ المتَّصلِ المستمرِّ كمَا يظهرُ فِي الـرِّينغا.
بدلًا مِن مجرَّدِ ربطِ الهايكو مَع التَّانكا بالمصطلحِ النَّوعيِّ، يعتمدُ التَّوليفُ فِي الهاينكا علَى ارتباطِ الصُّورِ («قطعة» الهايكو الَّتي تعملُ كـ»خطٍّ محوريٍّ» للتانكا التَّاليةِ) لاكتشافِ الطَّبيعةِ البشريَّةِ، والحبِّ، والعاطفةِ بمعنًى أَوسعَ مِن خلالِ وضعِ الصُّورِ الإِجماليَّةِ جنبًا إِلى جنبٍ.
مِن أَجلِ الرَّاحةِ، تتمُّ الإِشارةُ إِلى القطعةِ والخطِّ المحوريِّ بخطٍّ مائلٍ.
عمومًا، تحتاجُ قصيدةُ الهاينكا، كيْ تصفَ، إِلى تصويرِ مظهرٍ أَوسعَ مِن تماسكِ الصُّورِ مَع مراعاةِ جانبِ «الارتباطِ والتَّحوُّلِ» داخلَ إِطارِ العملِ علَى القصيدةِ المدمَجةِ.
القصيدةُ المرتبطةُ، الهاينكا، يمكنُ تأْليفُها إِمَّا مِن قبلِ الشَّاعرِ نفسهِ أَو بالتَّعاونِ؛ هايكو لشاعرٍ وتانكا لشاعرٍ آخرَ.
نماذجُ مِن قصيدةِ «الهاينكا»
ذوبانُ الثَّلجِ
يتشاركُ الدِّفءَ
بعضُهم بعضًا
تحتَ أَشعَّةِ الشَّمسِ
يصفِّقُ الأَطفالُ معًا
ذوبانُ الثَّلجِ
يكشِفونَ السِّرَّ
ويجمعونَ الابتساماتِ علَى الابتساماتِ
* * *
بقعُ سحابةٍ
خُلْدٌ علَى القمرِ
وعلَى وجهِها
عاصفةٌ منَ النَّسيمِ
تفتحُ شعرَها المضفَّرَ
بقعُ سحابةٍ
تسقطُ كقطراتٍ بِلا لونٍ
تمحُو أَفكارَها العائمةَ
* * *
شبكةُ عنكبوتٍ
بينَ الأَغصانِ الجافَّةِ
تقطرُ رقاقات الثَّلجِ
ذكرياتٌ
منَ الانفصالِ المؤْلمِ
تقطرُ رقاقاتٍ الثَّلجِ
تصبُّ تياراتٍ منَ الحزنِ
مِن عينَيْها المتورِّمتَيْنِ
* * *
تعرُّضُ الصّخرةِ
موسيقَى الأَمواجِ
قَوافٍ علَى حافَّتِها
أَشرعةُ السَّحابةِ
فَوقَ الرَّوابي
تعرُّضُ الصّخرةِ
يجمعُ تيَّاراتِ الأَملِ
ويشطفُ ندباتِ الجفافِ
* * *
قِممُ الجبالِ
الغيومُ قريبةٌ جدًّا
فِي حُلمي
طيورٌ مهاجرةٌ
علَى خطٍّ طويلٍ دائمًا
قِممُ الجبالِ
تقفُ بصمتٍ مُسجِّلةً
آثارَ أَقدامِ رحلتِهمْ
* * *
تموُّجاتُ عاصفةٍ
يحدِّقُ الملَّاحُ
فِي السَّماءِ
السُّكونُ
يَختفِي مثلَ قوسِ قزحٍ
تموُّجاتُ عاصفةٍ
تمسكُ بإِحكامٍ
ضدَّ المطرِ المُنهمرِ
* * *
ومضةٌ
مِن علَى مَتْنِها
الشَّمسُ المبكِّرةُ
سريعةٌ بِما يَكفِي
لتتحرَّكَ شرقًا
الشَّمسُ المبكِّرةُ
التقيْتُها فِي الطَّريقِ
تاركةً وراءَها سماءً مرصَّعةً بالنُّجومِ
* * *
تنشرُ الحبَّ
مِن زهرةٍ إِلى زهرةٍ
فراشةٌ
براعمُ الحُلمِ
مِن بذرةٍ صغيرةٍ جدًّا
فراشةٌ
فِي طيرانِها الأَوَّلِ
توصِلُ طولَ رحلتِها
* * *
صباحٌ شتائِيٌّ
يحاولُ البرعمُ أَنْ ينشرَ
رغبتَها
رحلةٌ شاقَّةٌ
عبرَ الأَرضِ القاحلةِ
صباحٌ شتائِيٌّ
يحمِلُ أَريجًا خافتًا
مِن بتلاتٍ محبوسةٍ
* * *
بعيدًا عنِ الأَرضِ
فَوهةُ عاصفةِ المرِّيخِ
مَع طبقاتِ الأَملِ
كرةٌ حمراءُ
فِي السَّماءِ الصَّافيةِ المُظلمةِ
بعيدًا عنِ الأَرضِ
يحلمُ رجلٌ بالسَّفرِ إِلى
موطنِ أَسلافهِ المُزرقِّ
* * *
بْرَافَاتْ كُومَارْ بَادِي
ينحدرُ مِن أوديشا- الهند. يحملُ درجةَ الماجستيرِ فِي العلومِ والتُّكنولوجيا، ودكتوراةً منَ المعهدِ الهنديِّ للتُّكنولوجي (ISM) ، فِي دانباد، وحاصلٌ علَى شهادةٍ مِن برنامجِ التَّعليمِ التَّنفيذيِّ فِي «الإِدارةِ المتقدِّمةِ» مِن معهدِ الإِدارةِ الدَّوليَّةِ فِي بنجالور.
تمَّتِ الإِشادةُ بعملهِ الأَدبيِّ علَى «مقابلاتٌ مَع كتَّابٍ منَ الهندِ يكتبونَ باللُّغةِ الإِنجليزيَّةِ»، و»تاريخُ الطَّيفِ للأَدبِ الهنديِّ باللُّغةِ الإِنجليزيَّةِ»، و»الاغترابُ فِي الشِّعرِ الهنديِّ الإِنجليزيِّ المعاصرِ»، و»تأَمُّلاتٌ ثقافيَّة وفلسفيَّةٌ فِي الشِّعر الهنديِّ باللُّغةِ الإِنجليزيَّةِ».
ظهرَ شكلهُ اليابانيُّ القصيرُ منَ الشِّعرِ فِي عددٍ منَ المجلَّاتِ الدَّوليَّةِ والمختاراتِ.
فازَ الشَّاعرُ صاحبُ الهايكو بـ»جائزةِ أوسكار فانكوفر لأَزهار الكرز»، و»جائزةِ اليونسكو الدَّوليَّةِ للسَّنةِ الدَّوليَّةِ للتَّعاونِ فِي مجالِ المياهِ»، و»جائزةِ كلوشتر إيفاني الدَّوليَّةِ- هايكو»، و»جائزةِ فلاديمير ديفايد- هايكو»، و»جائزةِ سيتوشي ماتسوياما الدَّوليَّةِ السَّابعةِ للتَّصويرِ الفوتوغرافيِّ- هايكو».