عمان- 


حذرت دراسة نُشرت في 20 نوفمبر / تشرين الثاني في مجلة Science من أنه مع ارتفاع درجة حرارة المناخ في العالم، فإن أمراض الحياة البرية التي تحملها الطفيليات ستتحرك شمالًا، حيث من المتوقع أن تعاني الحيوانات في أقصى الشمال البارد والمناطق المرتفعة من الزيادات الأكثر دراماتيكية، وتتوقع الدراسة انتشارًا متزايدًا على مدى العقود الخمسة القادمة لأمراض الحياة البرية التي تسببها البكتيريا والفطريات والفيروسات والديدان المعدية، وقال المؤلف المشارك جيسون رور من جامعة نوتردام بولاية إنديانا إن هناك تداعيات خطيرة على البشر.
قال روهر، الذي يدير مختبرًا للبيئة والصحة العامة في نوتردام: «نعلم أن 75 بالمائة من الأمراض المعدية الناشئة تنبع من الحياة البرية، يجب أن نهتم بصحتنا عندما نرى دراسات تشير إلى أنه يمكن أن تكون هناك زيادات في الأمراض المعدية في الحياة البرية»، وتشير الدراسة إلى أن تغير المناخ يتسبب بالفعل في زيادة أمراض الحياة البرية، وقال روهر إن الناس أصيبوا بالفعل بأمراض قادمة من الحياة البرية، بما في ذلك COVID-19.
الثعالب الحمراء في كندا.
تدعم الدراسة نظرية (عدم التطابق الحراري) لأمراض الحياة البرية، حيث وجدت أن الأنواع التي تتكيف مع البرودة معرضة لخطر متزايد عندما تكون مواسمها دافئة، وأنواع متكيفة مع الدفء معرضة لخطر متزايد عندما تبرد مواسمها، ويستند إلى سجلات 7346 مجموعة من الحيوانات البرية تضم 1381 نوعًا من الأنواع البرية والمياه العذبة، من الحشرات الصغيرة إلى الثدييات الكبيرة في جميع القارات السبع، ويتم استخدام سجلات المناخ السابقة وسيناريوهات مختلفة للظروف المناخية المستقبلية على مدى العقود الخمسة القادمة لحساب اتجاهات الطفيليات التي تنشر أمراض الحياة البرية.
ووجدت الدراسة، بالمعدلات الحالية لانبعاثات الكربون والاحترار، أن هذه الطفيليات ستزداد (بشكل حاد) في انتشارها في خطوط العرض العالية والارتفاعات العالية، ويتضاعف بعضها تقريبًا بحلول عام 2070 في العديد من المواقع الشمالية والجبلية، وقال رور إنه إذا تباطأ ارتفاع درجات الحرارة، فستحدث (زيادات أقل بكثير في الأمراض المعدية في الحياة البرية)، وقال جيرمي كوهين من جامعة ويسكونسن، المؤلف الأول للدراسة، عبر البريد الإلكتروني، إن الحيوانات ذوات الدم البارد - بما في ذلك البرمائيات والأسماك والحشرات - هي الأكثر عرضة للخطر التي لا يمكنها تنظيم درجة حرارة الجسم للتكيف مع ظروف الاحترار.
تابع كوهين، الذي بدأ بحثه مع روهر في جامعة جنوب فلوريدا، إن الثدييات في المناخات الباردة يمكن أن تعوض جزئيًا الإجهاد الحراري عن طريق تعديل درجات حرارة أجسامها، ومع ذلك، قال كوهين إن الطفيليات مثل القراد التي تصيب الثدييات بالأمراض ستتطور بشكل أسرع وتتكاثر أكثر في ظروف الاحتباس الحراري، وقال «لذلك، فإن الطقس الدافئ يخلق العاصفة المثالية للطفيليات لتتكاثر في المناطق الشمالية، حيث ربما لم تكن قادرة في السابق على الازدهار».
لا تحلل الدراسة المخاطر حسب الأنواع الحيوانية، قال رور إن هذا هو موضوع البحث المستمر، كما أن الدراسة لا تتناول النظم البيئية البحرية؛ وقال رور إن هناك القليل جدًا من المعلومات المتاحة حول الأنظمة البحرية لاستخدامها في نموذج انتشار المرض، وقال أرلي رينولدز، رئيس مركز أبحاث الصحة الواحدة في جامعة ألاسكا فيربانكس، إن الدراسة تقلل على الأرجح من النموذج.
وأضاف «أعتقد أن نطاق المشكلة أكبر»، مشيرًا إلى أماكن مثل منحدر ألاسكا الشمالي حيث تظهر أمراض حيوانية جديدة، وقال الدكتور ريتشارد أوستفيلد، عالم بيئة الأمراض الذي لم يشارك في الدراسة ، إنه بينما كانت (مجموعات البيانات الضخمة) للدراسة مثيرة للإعجاب، إلا أنها اقتصرت على دراسة تأثيرات درجة الحرارة، وقال أوستفيلد، مع معهد كاري لدراسات النظم البيئية في ميلبروك، نيويورك، إن تغير المناخ يؤثر أيضًا على هطول الأمطار، مما يزيد من تواتر الأحداث المتطرفة، مما يؤثر أيضًا على انتشار الأمراض المعدية.

ترجمات رويترز