أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، سعي وزارته إلى «مراجعة متواصلة وإصلاح جذري» للخطاب الديني في البلاد.
وقال الوزير إن الجزائر بصدد إصلاح مرتقب «يعتمد أساسا على اجتثاث التوظيف الأيديولوجي في الخطاب الديني وينبع من الثقافة الوطنية الأصيلة»، كما أكد من العاصمة الجزائر، بمناسبة مسابقة خاصة بتكوين الإطارات الدينية، أن تجربة الجزائر في محاربة الإرهاب والتطرف الديني «أصبحت اليوم نموذجا تقتدي به كثير من الدول».
وأشار محمد عيسى إلى وجود لجنة تعمل بالتنسيق مع المصالح المعنية لمراقبة الكتاب الديني، مبرزا أن مصالح التفتيش التابعة لوزارته تقوم بمراقبة الكتب داخل المساجد بصفة «دورية ومستمرة».
يذكر أن وزير الشؤون الدينية الجزائري أشار في العديد من المرات إلى ضرورة العودة إلى «نسخة جزائرية أصيلة» من الإسلام، بعيدا عن تأثيرات الطوائف المختلفة التي يراها دخيلة على المجتمع الجزائري.
في سياق آخر، أعلن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، أنه ستصدر قريبا جريدة وطنية ناطقة باللغة الأمازيغية تُعنى بالشأن الوطني.
وقال عصاد في تصريح للقناة الإذاعية الأولى الجزائرية: «ستكون البطاقة الفنية لهذه الجريدة بدعم التمويل العام للدولة مثل الصيغة التي أعددناها مع وكالة الأنباء الجزائرية»، مشيرا إلى أن هذا «المولود الجديد» سيُعنى بتغطية الأحداث الوطنية سواء الثقافية والرياضية والسياسية.
وذكر سي الهاشمي عصاد أن المشروع جاهز للتجسيد بالتوافق مع وزارة الاتصال، بحيث سيكون ضمن جدول أعمال اللقاء المقبل، معربا عن أمله في إصدار هذه الجريدة التي تندرج في صميم توجهات الدولة. وأشار في السياق ذاته، أن الدستور الجديد ينص على أن اللغة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية، وقال إن كل الوزارات لابد أن تساهم في ترقية اللغة الأمازيغية.
ومن المهم الإشارة إلى أن المحافظة السامية للأمازيغية، مؤسسة جزائرية رسمية، تعنى بترقية وإدماج اللغة والثقافة الأمازيغية في النسيج التنموي والاجتماعي الجزائري، أنشئت عام 1995، وحققت مكاسب متعددة للقضية الأمازيغية، منها اقتراح الاعتراف بها رسميا في مشروع تعديل الدستور عام 2016.وجاء حدث التأسيس عقب اتفاق مبدئي بين ممثلي الجمعيات والهيئات الأمازيغية وبين الرئيس الجزائري السابق ليامين زروال يوم 22 نيسان 1995، وترتبط المحافظة برئاسة الجمهورية مباشرة.
وويوجد مقر المحافظة السامية للأمازيغية في الجزائر العاصمة، ومن أهداف المحافظة تقديم الاستشارة للرئيس الجزائري حول تطوير اللغة الأمازيغية، كما تكلف بمهمة الإسراع بترقية الأمازيغية ودمجها في النظام التعليمي والإعلامي والسياسي

المصدر  :  (وكالات)