ونوهت الفنانة كارولين باننا نعيش في زمن يغشى الشخص منا التعبير عن رايه بكل حرية وصراحة،فما بالك بالتعبير عن مشاعرة وحبه ، واصفه الحضور بهذه المناسبة بالعاشقين حيث غنت لهم اغنية « اهل الحب « كهدية منها لجمهورها.

كارولين واغانيها

ومع قصائد المفكر السوداني الشيخ النيل عبد القادر ابو قرون من ديوان بوارق الحب والحان الفنان القدير مالك ماضي غنت الفنانة كارولين ماضي مجموعة اغان نالت اعجاب عشاقها وتألفت فيها كارولين ماضي و فرقتها الموسيقية فارتقت بنا على نغم و وتر بلغ صداه ذائقة الشرق الفنية والروحانية بكل تجلياتها الانسانية.

وتداخلت الاغاني بالامسية معاني الايمان العميق النابعة من سمو التعاليم و القيم الاسلامية السمحاء بما تحمل من سمو يرتقي بذات الانسان الى سدة الصفاء النفسي و الروحي ، فيما جاءت الامسية بقالب غنائي جمالي عبر مقامات موسيقية متنوعة و رفعة في الشكل الفني وصداه فابدعت في ترجمة و نقل الاحساس بأبعاد القصيدة الحسية المغناة للمناسبة كحفل ادبي فني ايماني فيه الابتهال كما الدعاء و السياق الرحماني من رموز و عبارات انسكبت بأجواء انسانية تختصر جمالية العلاقة بين الانسان و خالقه.

وكانت الامسية صوفية بمعنى السجود الروحاني لعظمة الذات الالهية و في سعي الانسان لبلوغ سدة التسبيح و الحلول في سعادة الكون اللامتناهية , غناء و حنجرة ماسية تتهادى عبرها اسمى المعاني في حوار داخلي من الشجن و الحب الذي لا يخفى و كعادتها كانت طبقاتها الصوتية مأثرة العمل الفني الراقي صوت الفنانة كارولين ماضي سقف المكان الذي يضللنا في رحابة فكانت في كل جملة موسيقية حفلا داخل الحفل .

وغنت الفنانة كارولين ماضي لعشاقها «الحب فرض» و قصائد مغناة «اهل الحب» «الحب لا يخفى»و مثيلاتها من «المدينة المنورة»نظرة الحبيب و حب الذات « لونت على مدى ساعة من الزمن الجميل ذوات الحضور بوشاح من التسبيح اضاء في ثنايا هذا الشرق معاني العشق الالهي بكل تجلياته في حفل غنائي صوفي أضافت فيه الفرقة الموسيقية بعدا جماليا تناغمت فيه لمسات  مبدعيها الذين توزعوا على آلة الاكورديون الفنان شريف المعايطة و الفنان محمود مناصرة على الة الكوله و الفنان نصري خالد على آلة التشلو و في الايقاع الفنان دسوقي الشلتوني و في الرق رقت أنامل الفنان خليل ابراهيم كل هذا بقيادة المايسترو المعتصم مطالقة على آلة الكمان .

ساعتان من الغناء اختصرتا موهبة المطربة كارولين ماضي وخلالهما كان صوتها يحلق بنا بعيدا نحو فضاء الفرح والتحدي. فقد اختارت كارولين ، الفنانة التي تنتمي الى عائلة ثقافية وفنية ، وهنا نذكر الدكتور احمد ماضي و الفنان مالك ماضي والفنان عامر ماضي.. فالفنانة ماضي قالت: إنها بدأت العزف مبكرا وأن أستاذها للبيانو كان عازفا أرمنيا موضحة أن مبعث فرحها هو أن أصابعها تحكي موسيقى.

وأنهت ماضي دراستها الجامعية في حقل اللغة الإنجليزية الا أنها قررت منذ البدء بأن تقدم أعمالا موسيقية وغنائية مستمدة من موروث عربي أصيل، ذات إحساس بليغ بالكلمة واللحن وتلامس ما يشعر به الإنسان داخل بيئته المحلية والعربية والإنسانية عموما، حيث أفادتها دراستها الجامعية في الاطلاع على نماذج أبداعية عالمية تعانق الهموم الإنسانية، متسلحة ببلاغة الكلمة وشاعريتها ما ساعدها على تحفيز ذائقتها السمعية والموسيقية.

يذكر ان للفنانة كارولين ماضي البوما غنائيا يتضمن مجموعة من الاغاني المختارة تمثل كل واحدة، حكاية من تراث ووجدان الناس في البلد الذي زرته ولقيت أهله وغنيت لهم، هن إحدى عشرة اغنية يتضمنها الشريط الجديد منها أغنية  أهل العشق كلمات الشاعر سلام قزاز واغنية  إحنا أحباب للشاعر الغنائي محمد حمزة واغنية  يا حمام بلدي من الحان مالك ماضي والكلمات من الفلكلور الفلسطيني القديم كذلك، هناك اغنيات من تونس والجزائر ، لكن أهمية الشريط ، تكمن في التوزيع الايقاعي وبروز العودكآلة شرقية وهي بمثابة  بطل العمل فلا صخب في التوزيع بل موسيقى وغناء بشكل واضح، يريح المستمع ، وبعيدا عن الالات الالكترونية وقد حرصت على كتابة النص التالي على غلاف الشريط : إن المرأة تركب الصعب عندما تستعمل أجنحتها و من تنس استعمال أجنحتها وتهملها تتسبب لها تلك الأجنحة بالألم على سبيل الانتقام «فاطمة المرنيسي».  

المصدر :    جريدة الدستور