وبهذه المناسبة قالت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم: «أتمنى أن تعم الفائدة الشرائح المستهدفة من مبادرة قدوة، ويسعدني أن تكون أولى جلسات الإثراء المعرفي للشيخة لبنى القاسمي، لما لها من مسيرة مهنية وإنسانية حافلة بالنجاح والتميز، ما يجعلها مثالاً صادقاً لنجاحات المرأة الإماراتية، وقدوةً للطالبات والأجيال الجديدة يُحتذَى بها في العطاء المهني والعمل الإنساني»، مؤكدة أن الشيخة لبنى القاسمي مبعث فخر للمرأة الإماراتية والعربية.
وعبّرت سمو الشيخة منال بنت محمد عن شكرها للشيخة لبنى القاسمي لدعمها المبادرة وتحمسها لعقد هذا اللقاء مع بناتنا من الطالبات، وقالت سموها: «طالباتنا هنَ حلم دولة الإمارات العربية المتحدة لغدٍ مشرق مزدهر، كما أنني سعيدة باختيار موضوع اللقاء الذي يرسخ لقيم التسامح والتعايش والعطاء كثقافة حياتية لشعب الإمارات ومبادئ أصيلة للدولة»، مؤكدة سموها أن تفاعل الطالبات مع الجلسة يعكس النبتة الطيبة للفتاة الإماراتية، وما تتسم به من وطنية وإخلاص وعطاء بلاحدود.
وعُقدت جلسة الإثراء المعرفي للشيخة لبنى بنت خالد القاسمي مع طالبات جامعة زايد، بحضور العضو المنتدب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة منى غانم المري، ومدير جامعة زايد الدكتور رياض المهيدب، ومساعد نائب مدير الجامعة لشؤون الطلبة الدكتورة فاطمة الدرمكي، ومديرة نادي دبي للسيدات لمياء عبدالعزيز خان، وأدارتها المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة شمسة صالح، التي تطرقت في بداية الجلسة إلى موضوع التسامح والتعايش، وكيفية تحويل القيم الإنسانية إلى عمل مؤسسي مستدام محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وخلال الجلسة، أعربت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، عن شكرها لمؤسسة دبي للمرأة بقيادة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، لما تقوم به من جهود في تنمية قدرات ومهارات المرأة الإماراتية، في ظل العناية الفائقة للمرأة الإماراتية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
وأكدت أن المرأة الإماراتية تحظى باهتمام بالغ من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، مشيدة بما تقدمه سموها من إسهامات عديدة في مجال دعم وتمكين المرأة الإماراتية في شتى القطاعات والمجالات.
وثمّنت الشيخة القاسمي مبادرة «قدوة» للمرأة الإماراتية، مؤكدةً أنها إضافة نوعية وجديدة في ملف العطاء ومنظومة القيم الإنسانية النبيلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما أعربت عن سعادتها بتواجدها مع طالبات الجامعة للحديث عن موضوع التسامح والتعايش والعطاء والعمل الإنساني، وكيف يمكن ترسيخها كقيم أصيلة لدى الأجيال الجديدة، لتستكمل مسيرة البناء والتنمية والحفاظ على النسيج المتلاحم للمجتمع.
عوامل النجاح
ووجهت الشيخة لبنى القاسمي حديثها لطالبات جامعة زايد قائلة إنه على الإنسان بشكل عام أن يسعى دوماً لتقديم أفضل ما لديه والتعلم المستمر والاستفادة من خبرات الآخرين، في سبيل خدمة المجتمع وخدمة الإنسانية بصفة عامة.
ورداً على استفسار عن رحلتها المهنية والعوامل التي أسهمت في نجاحها، قالت إنها استفادت كثيراً من الخبرات التي عملت معها طوال مسيرتها المهنية قبل وبعد توليها مناصب وزارية، وإن بيئات العمل المتنوعة مع العديد من المتخصصين والمبدعين كان لها دور كبير، وأكدت أن نجاحها كان بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم نتاجاً لغرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة للدولة ودعم (أم الإمارات)، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مشددةً على أهمية أن يؤدي الإنسان عمله بأمانة وصدق وإخلاص وسعي حثيث نحو التطوير والتقدم والنجاح. وأوضحت: «غالباً ما تعكس النتائج مقدار العمل والجهد والعطاء المبذول».
الإمارات وسعادة البشرية
وحول تولّيها منصب أول وزيرة دولة للتسامح في دولة الإمارات والعالم، وماذا يعني لها ذلك، وكيف وجدت ردود الفعل العالمية، وماذا تقول في هذا الصدد للطالبات، أكدت الشيخة لبنى القاسمي أن قيادتنا الرشيدة دائماً ما تعمل على استشراف المستقبل واستلهام الحلول للكثير من التحديات المعاصرة، لأن الإمارات تؤمن ببناء الإنسان والإنسانية، وتسعى إلى سعادة وازدهار ورخاء البشرية، مضيفةً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أجاب في مقال له بعنوان: «لماذا وزراء للسعادة والتسامح والمستقبل؟»، ونشر في أواخر فبراير 2016، عن أهمية استحداث أول منصب وزاري من نوعه في العالم، وزيرة الدولة للتسامح، حينما قال سموه: «إننا في منطقتنا العربية تحديداً نحتاج إلى إعادة إعمار فكري ترسخ قيم التسامح واحترام التعددية والقبول بالآخر فكرياً وثقافياً ودينياً وطائفياً». وقالت الشيخة لبنى القاسمي: «من منطلق مسؤوليتها الوطنية بجانب مسؤوليتها العالمية، استحدثت حكومة الإمارات منصب وزيرة الدولة للتسامح بهدف استدامة قيم التسامح والمحبة والتعايش والمودة من جهة، ونبذ العنف والكراهية والتطرف والعصبية من جهة أخرى»، مؤكدةً أن التسامح قيمة إنسانية سامية تفضي إلى تحقيق الوئام المجتمعي والانسجام الاجتماعي بين كل مكونات وشرائح المجتمع، وهذا الأمر يضيف للقائمين والعاملين في مجال التسامح بُعداً إنسانياً جميلاً يجعلهم أكثر حباً وتطلعاً وشغفاً لتعزيز هذه القيمة الإنسانية الفاضلة محلياً وإقليمياً وعالمياً.
قدوة حسنة
وقالت الشيخة لبنى القاسمي: «أدعو نساء الإمارات إلى أن يكنَّ قدوة حسنة للمرأة الإماراتية المخلصة والوفية لقادتها وحكومتها وشعبها، مستلهمات فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الآباء المؤسسين (طيب الله ثراهم)، سائرات على نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، ناظرات إلى (أم الإمارات) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وقرينات أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، أمثلة يحتذى بهنَّ في خدمة الوطن وعمل الخير ومساعدة الآخرين ومد يد العون للمحتاجين، متسلحات بالعلم والمعرفة والتطوير والتنمية، حريصات على ترسيخ قيم التسامح والإخاء والخير والعطاء، معاهدات أنفسهنَّ على رفع علم الإمارات عالياً في المحافل الإقليمية والدولية، يُقدّمن الغالي والنفيس في سبيل علوّ مكانة الوطن، والذود عن ترابه وعزه ومجده، والحفاظ على مقدراته ومكتسباته».
من جانبها، أعربت العضو المنتدب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة منى غانم المري، عن بالغ تقديرها واعتزازها بجهود وزيرة الدولة للتسامح في ترسيخ مفاهيم التعايش والمودة والسلام بين الناس في إطار عمل متكامل وسياسات وبرامج تثري قيمة العطاء والخير، والتي وضعت بدورها بصمة إماراتية عالمية في هذا المجال. وقالت المري: «الشيخة لبنى نموذج نسائي قيادي يُحتذى به، ويفخر بها الشعب الإماراتي كقدوة للمرأة الإماراتية والعربية على الصعيد العالمي، فهي صاحبة مسيرة ملهمة في العطاء لوطنها من خلال إنجازاتها المعروفة في المواقع التي شغلتها، بالإضافة إلى رصيدها المعرفي الثري، ونتمنى أن تحذو حذوها الطالبات والموظفات في كافة ميادين العمل».
وأضافت المري: «نحن فخورون بأن تكون وزيرة الدولة للتسامح جزءاً من مبادرة (قدوة)، من خلال عطائها المعرفي المتنوع، الذي يثري المبادرة ويمنحها دفعة قوية لإيصال رسالتها الملهمة إلى الطالبات أجيال المستقبل، ليصبحن نماذج نسائية تسير على النهج نفسه في مسيرة نجاحات المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، ويكنّ قدوة لغيرهن في العطاء بما يعود عليهن وعلى الوطن بالنفع».
طريق النجاح
المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة شمسة صالح، أشادت بتعاون جامعة زايد بأبوظبي مع مؤسسة دبي للمرأة في تنظيم أولى الجلسات المُلهِمة لمبادرة «قدوة» للمرأة الإماراتية، وأكدت أنها خطوة نوعية لتوسيع دائرة المعرفة لدى طالباتنا، وتطوير قدراتهن عن طريق تزويدهن بالمهارات اللازمة قبل التخرج والالتحاق بسوق العمل، ما يمكنهن من المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية الشاملة المستدامة.
وأكدت صالح أن مؤسسة دبي للمرأة، وانطلاقاً من رؤيتها وأهدافها تجاه المرأة الإماراتية، تضطلع بمسؤوليات كبيرة في تهيئة جيل معطاء ومؤهل من القيادات النسائية الناجحة، مشيرةً إلى أن مبادرة «قدوة» تفتح الطريق لفئة الطالبات وخريجات الجامعات وللنساء العاملات للوصول إلى هذا المستوى القيادي المشرّف للمرأة الإماراتية في المحافل الدولية، مضيفةً أن جلسات الإثراء المعرفي التفاعلية، التي تعد إحدى ثلاث آليات لتفعيل مبادرة «قدوة»، تعزّز قيمة العطاء كثقافة حياتية لدى المجتمع الإماراتي بكل فئاته وشرائحه.
وشهدت الجلسة تفاعلاً مميزاً من طالبات جامعة زايد، اللائي حرصن على الاستفادة من خبرة ومسيرة وزيرة الدولة للتسامح، مبديات استحسانهن مبادرة مؤسسة دبي للمرأة، واهتمامها بتزويدهن بالمعرفة التي تصل إلى إمكاناتهن ومهاراتهن.