جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
عرار الإخبارية.. الزيارات(306 ): منذ زيارة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر السعودية في 31 تموز (يوليو) وأبو ظبي في 14 آب (أغسطس) ومراقبو الِعلاقات الخليجية ـ العراقية يبحثون عن رموز في الأحجية التي تجمع الصدر وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد. فقد جرى تسويق زيارة الزعيم الشيعي المثير للجدل على أنها جزء من محاولات الرياض وأبو ظبي بالضرورة إعادة العراق لسياقه العربي ومواجهة التأثير الإيراني هناك. وصور البعض الزيارة على أنها جزء من تحالف سعودي- عراقي يجري العمل على بنائه منذ ستة أشهر ومحاولة لاذابة الجليد في العلاقات المتوترة بين البلدين. وحسب سعد الجبري، أحد مستشاري بن محمد بن سلمان، فالزيارة هي «خطوة مهمة لإعادة العراق إلى الصف العربي، ودعمه للحصول على أصدقاء شركاء لتحقيق هذا الأمر»، ويضيف الجبري: «هذا يقتضي الحد من محاولات طهران المستمرة للسيطرة على العراق ونشر الطائفية، فتواصل واسع بين الرياض وبغداد سيؤدي إلى تعزيز الدعم الإقليمي للعراق، خاصة من دول الخليج، وهذا مهم، خاصة بعد السيطرة على الموصل من تنظيم الدولة، وبحث العراق عن طرق لإعادة الإعمار الوطني». هل يستطيع؟ والسؤال هل يمكن للسعودية أن تعول في رهان العودة للعراق على الصدر؟ وللمفارقة فقد طالب الزعيم الشيعي أنصاره العام الماضي التظاهر أمام السفارة السعودية في بغداد احتجاجا على إعدام السلطات السعودية الشيخ نمر النمر. ولا ننسى الدور الذي لعبته الميليشيات التابعة له في الحرب الطائفية (2004- 2006). ورغم زيارة الصدر للرياض عام 2006 إلا أنه وجد منفى في إيران عندما لاحقته القوات الأمريكية واتهمته بالتحريض على العنف. ولا يشك أحد بالتأثير الذي يحظى به الصدر خاصة بين الطبقات الشيعية المحرومة التي استطاع تعبئتها ضد الفساد والأحزاب السياسية المرتبطة بإيران. لكن السعودية تظل موضوعا حساسا داخل هذه الفئات التي تتغذى من الدعاية السلبية التي تنشرها الأحزاب والقنوات التابعة لإيران. كما أن زيارة الصدر وظهوره في جدة على ساحل البحر الأحمر فاجأ الإيرانيين الذين ارتبكوا في كيفية التعامل معها. ففي البداية رحبوا بها وقالوا إنها جرت بالتنسيق معهم. ثم انقلب الموقف للنقد حيث وجهت صحيفة «كيهان» المحسوبة على التيار المتشدد نقدها له وحذرت من تحوله لشخصية معزولة، وقالت بغضب «لماذا باع الصدر نفسه لآل سعود؟». نقاش ولا غرو فهناك نقاش داخلي في طهران حول تحركات الصدر وإن كانت مجرد «زوبعة في فنجان» أم تحول في طبيعة القومية العراقية وجزء من محاولات أحزاب عراقية التحرر من التأثير الإيراني؟ وتخشى إيران والحالة هذه من نجاح تحرك الصدر ودفعه بالتالي أحزابا أخرى للإنتفاض عليها. ورغم ارتباط زيارته بالتحضيرات للانتخابات المقبلة ومحاولته الحصول على غطاء خليجي يضمن له دعم السنة العراقيين والشيعة الناقمين من إيران مثل أياد علاوي، رئيس الوزراء الأسبق، إلا أن إيران تخشى خسارة جزء من رهاناتها بعد نهاية تنظيم «الدولة» وبدء عملية الحوار بين الطوائف العراقية على مستقبل العراق. ويرى أليكس فاتنكا، الخبير في الشؤون الإيرانية بمقال نشره موقع «فورين أفيرز» أن خسارة إيران لنفوذها في العراق سيبطئ من عمليات نشر أيديولوجية الثورة. فقد كانت هيمنة طهران على الأحزاب العراقية في مرحلة ما بعد 2003 أهم إنجاز سياسي لها منذ إنشاء حزب الله في عام 1982. لكل هذا أبدت طهران حساسية من رحلة الصدر للسعودية واعتبرتها جزءا من حملة ضدها. مع أنها تعرف تاريخه وأنه يغرد دائما خارج السرب وعاش فيها عدة سنوات. ودعم بعد عودته المالكي وظل ناقدا للسعودية وسياستها في اليمن والبحرين. ويعتقد الإيرانيون أن الصدر يريد ان يقدم نفسه كمنافح عن الشيعة وكبديل عن الأحزاب الشيعية المرتبطة بإيران واتخاذ موقف مختلف من السعودية قد يساعده على تحقيق ما يريد. ويرى فاتنكا أن إنجاز هذا الطموح مرتبط بالضرورة بقدرته على إقناع قاعدته الشعبية وتجاوزه السخط من الأحزاب المؤيدة لإيران. وتعتمد جهوده بالضرورة على نتائج التدخل السعودي في اليمن وتأثيرها على البحرين. ولعل رفض العبادي والأحزاب الأخرى مطالبه بحل «الحشد الشعبي» دليل على محدودية ما يمكن أن يقوم به لتحدي إيران. فقد تحولت ميليشيات الحشد الممولة والمدربة في معظمها من الحرس الثوري الإيراني لذراع طهران في العراق. كما ونشرت مقاتليه في سوريا لحماية نظام بشار الأسد. وتتعامل طهران مع أي مطلب لحل الحشد الشعبي كتحد لها. وكان رد العبادي واضحا عندما قال في الخامس من آب (أغسطس) إن الحشد الشعبي تابع للمرجعية والدولة وهو ملك للعراقيين ولا يمكن حله. وللتقليل من مصداقية الصدر روجت إيران لفكرة عدم مشاركة أنصاره في قتال تنظيم «الدولة» ولا يحق له والحالة هذه أن يطالب بحل الحشد. وقد تلجأ إيران في المرحلة المقبلة لتهميش التيار الصدري في الحوار الذي سيتبع هزيمة الجهاديين. بل ولديها أساليب للتأثير على الحركة الصدرية والتلاعب على وتر التناقضات داخلها. وترى طهران أن مطالبة حل الحشد الشعبي هو تجاوز للخطوط الحمراء. فعلاوة على كونه أداة لمد التأثير الإيراني في المنطقة، فهو صورة طبق الأصل عن الحرس الثوري، وجاء نتاجا لجهود قادته وقائد فيلق القدس، قاسم سليماني. وتطمح إيران أن يتحول الحشد مثل الحرس الثوري إلى دولة داخل دولة وقوة نافذة اقتصاديا وسياسيا. ومن هنا فحل النموذج العراقي سيكون نكسة للقادة الإيرانيين. ولهذا يعرف الصدر أن مطالبه لن تمر بدون رد من الحرس الثوري. فك الإرتباط وتحتاج السعودية للإنتظار طويلا كي تحرف العراق عن الفلك الإيراني. فطهران حاضرة في كل مفاصل الدولة، في المحلات التجارية والقنوات التلفزيونية والبعد الطائفي وعلاقته بالمرجعيات ولها أحزابها بالإضافة لقواتها الخاصة. وكما كشفت تقارير نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» في 15 تموز (يوليو) و 5 آب (أغسطس) فقد عملت إيران وبصبر على اختراق كل من العراق وأفغانستان بدرجة كبيرة. ولن تكون مهمة الصدر- باعتباره الرجل الذي يعتمد عليه التحالف السعودي- الإماراتي لكسر احتكار إيران سهلة. ويقول جيورجيو كافييرو في (المونيتور) (15/8/2017) إن الرياض وأبو ظبي بحاجة لإقناع العراقيين الشيعة بحسن نواياهما وأن لديهما الإستعداد للتعامل مع واقع سيطرتهم على العراق. ويقول إن الأزمات الطائفية المستمرة في المنطقة الشرقية والبحرين تعتبر عقبة أمام الرياض وأبو ظبي لتجاوز الخلافات الطويلة. ومن هنا فعليهما إظهار أن ما تسعيان لتحقيقه عبر الصدر ليس التأثير على مصالح الشيعة العراقيين بقدر ما هو مواجهة التأثير الإيراني. وتحتاج كل منهما للعمل بصبر وعليهما الإعتراف أنهما لن تقضيا على تأثير إيران كليا بل محاولة إقناع العراق بموازنة علاقاته مع الطرفين بشكل متساو. فشل ويرى كافييرا أن تحول السعودية للملف العراقي هو نتاج للتطورات في سوريا. فالنظام في دمشق استطاع توسيع مناطق سيطرته على حساب المعارضة التي تأثرت بالأزمة السعودية- القطرية وقرار الرئيس دونالد ترامب وقف برنامج «سي آي إيه» لتسليح وتدريب المقاتلين السوريين. ومن هنا ففشل السعودية بمواجهة إيران في سوريا دفعها للمحاولة في العراق. وحتى تنجح فعليها أن تكون واقعية فيما يمكن أن تحققه بحيث تتحول زيارة الصدر إلى خطوة على طريق تحسن العلاقات مع جيرانه في الخليج. وكما يقول جون أندروز، المحرر السابق في «إيكونوميست» فإن خوف السعودية من إيران يفسر سياستها الخارجية خاصة الأزمة الأخيرة مع قطر. المصدر القدس العربي .. ابراهيم درويش
الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 20-08-2017 12:48 صباحا
الزوار: 306 التعليقات: 0 المشاركة السابقة : المشاركة التالية
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
إعمار
وفي قلب المحاولات الجارية كما يرى مارتن شولوف في صحيفة «الغارديان» (18/8/2017) إعادة بناء المدن السنية التي تضررت أثناء الحرب ضد تنظيم «الدولة». ففاتورة إعادة الإعمار تصل إلى 100 مليار دولار. ويشير شولوف إلى أنه مع تحضير العراق للانتخابات الوطنية في بداية العام المقبل، فقد أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومقتدى الصدر على أن معالجة مظلومية السنة، يجب أن تكون جزءا مركزيا في خطط إعادة الإعمار. وتحدث الجبري في هذا السياق كما نقلت عنه «الغارديان» عما سماه الآثار العملية لزيارة الصدر «من إعادة فتح المعابر الحدودية ودعم النازحين في بلادهم وإمكانية تعيين سفير جديد في بغداد وفتح قنصلية في النجف»، ويضيف: «هناك ملامح واضحة عن وجود رغبة قوية لخلق علاقة استراتيجية بين البلدين، تعود بالنفع عليهما». ولاحظ شولوف أن الخطاب الهجومي ضد الرياض في بغداد واتهامها بدعم الجهاديين قد تراجع. وظلت العلاقات السعودية- العراقية متوقفة منذ 25 عاما. وبعد عودة السفير السعودي إلى بغداد عام 2015 شنت عليه حملات متكررة واتهمت بلاده بدعم التمرد في العراق وإثارة الفوضى فيه. إلا أن زيارة العبادي والرئيس فؤاد معصوم كان إشارة عن تحسن في العلاقات حيث تبع زيارة كل منهما تبادل في الوفود بين البلدين. ويقول مدير مركز الفكر السياسي في بغداد إحسان الشمري: «كانت العلاقات متوترة في الماضي، خاصة خلال فترة المالكي، إلا أن السعوديين وجدوا في العبادي شخصية سياسية غير طائفية، وهم مستعدون للعمل معا، ولم يعودوا يركزون على الخلاف الشيعي السني، ويريد العراق العودة إلى الصف العربي، ونافذة العالم العربي هي السعودية». ومن هنا فمساهمة السعودية في إعادة الإعمار هي محاولة لموضعة نفسها كقوة مؤثرة في العراق بمرحلة ما بعد تنظيم «الدولة». ويعلق الجبري أن العراق مهم «في المجال الأمني والاقتصادي والسياسي ومن الطبيعي أن تبحث القيادة السعودية عن مسارات في السياسة الخارجية تقود إلى هذا الاتجاه، ويعد مقتدى الصدر شخصية محترمة، وله تأثير واضح، وهو يفهم أن مستقبل العراق في العالم العربي، وعادة ما عبر عن قلقه، وبشكل مستمر، من زيادة التأثير الإيراني في العراق».
فقد نجحت إيران ومنذ تبني الإمام آية الله الخميني نموذج تصدير الثورة الإسلامية بتأكيد حضورها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق. واستفادت أيضا من الأزمة القطرية من خلال توفير شحنات الأغذية وفتح أجوائها أمام الطيران القطري. ويرى أندروز في مقاله الذي نشره موقع «بلومبيرغ» (14/8/2017) أن الأمير بن سلمان ربما أخطأ في قراءة الواقع السياسي والاقتصادي و «مضغ أكثر مما يستطيع بلعه». وبدا هذا واضحا في اليمن وسوريا وكذا في التحديات الداخلية ومحاولات الإصلاح. ويعلق الكاتب أن الأمير الذي يواجه تحديات خارجية وداخلية، خاصة أن الكثير من الأمراء يشعرون بالسخط لصعوده السريع، بحاجة إلى إثبات أن لديه النضج والتجربة للقيادة. ومن هنا قد يوفر له الصدر الخروج من الأزمات وتقديم نفسه كمفكر استراتيجي قادر على التوسط في نزاعات المنطقة. فبإقامة علاقات يحرر القادة العراقيون أنفسهم من التأثير الإيراني وكذا استخدام النفوذ السياسي السعودي على سنة العراق وتأمين الدعم السعودي لإعادة بناء الموصل التي تم طرد تنظيم «الدولة» منها. أما الرياض فستجني ثمار هزيمة تنظيم «الدولة» الذي يهددها ويمكنها استخدام العلاقة الجديدة مع العراق لتهدئة المنطقة الشرقية التي يعيش فيها الشيعة. ولن يحصل بن سلمان على هذا بدون التخلي عن تعجله «فالصبر مفتاح الفرج».
العناوين المشابهة
الموضوع
القسم
الكاتب
الردود
اخر مشاركة
العراق: حرب سنجار تسفر عن نزوح أكثر من ...
عربي ودولي
اسرة النشر
0
الجمعة 06-05-2022
أمير قطر والرئيس الإيراني يبحثان ...
عربي ودولي
اسرة النشر
0
الإثنين 21-02-2022
الرئيس العراقي: مواجهة الارهاب من مهمة ...
عربي ودولي
اسرة النشر
0
السبت 04-12-2021
باريس: دخلنا المرحلة النهائية من ...
عربي ودولي
اسرة النشر
0
الخميس 03-02-2022
العراق:لجنة عسكرية تتهم تركيا بقصف منتجع ...
عربي ودولي
اسرة النشر
0
الخميس 21-07-2022
وكالة إيرانية: الكثير من نقاط الخلاف في ...
عربي ودولي
اسرة النشر
0
السبت 15-01-2022
إيران: تعرض الأنظمة المصرفية لهجمات ...
عربي ودولي
اسرة النشر
0
الإثنين 04-07-2022
العراق: مقتل شخص وإصابة 3 آخرين بتفجير ...
عربي ودولي
اسرة النشر
0
الأحد 14-08-2022
الفايز: الملك يعمل بتواصل لتمكين الأردن ...
عربي ودولي
اسرة النشر
0
الخميس 15-09-2022
الملك يعود إلى أرض الوطن بعد إجرائه ...
عربي ودولي
اسرة النشر
0
الثلاثاء 19-04-2022