ببالغ الاسى والحزن تنعى الإذاعة الوطنية ابنها البار وصوتها المكلوم الإذاعي الفذ المكي كربول، فقد فجعنا الموت امس في عزيز لم يغب طيفه عن دار الإذاعة يوما ولم ينقطع صوته عن المستمعين لاكثر من اربعة عقود.

الاذاعة التونسية البيت الروحي للفقيد يحتضن ابنها بداية من الساعة الثانية والنصف بعد الظهر ليتم تابينه فيه وسيشيع جثمانه الطاهر عصر اليوم الى مقبرة الجلاز.

يغادر مكي بيته الذي بث في كل ركن منه شيئا من روحه المرحه وحكاياه الفكهة وصوته الواثق الرائق الهادئ المتحفز، ونثر فيه كلماته التي يكتمل فيها جمال الحروف نطقا وايقاعا وتدفقا

دخل الراحل الإذاعة صبيا طُلعة في ربيعه السابع عشر سنة 1975 وتنقل بين مختلف اقسامها يتعلم من روادها في الاخبار التلفزية والاذاعية واستوديوهات التنشيط واقسام الإنتاج وصفحات مجلة الإذاعة وتمرس بالعمل الميداني، ولم يغادرها الى ان

وافته المنية امس الخميس التاسع من ماي في رابع أيام رمضان الذي اصبغ عليه نكهة خاصة بنقله الحي لنبض الوطن والمواطن ساعة الإفطار.

وان الإذاعة اذ تتقدم بتعازيها الى اهله وذويه فانها تعزي أولا ابناءها ومستمعيها في هذا المصاب الجلل وتدعو الله ان يرحم المكي كربول رحمة واسعة ويغفر له ويسكنه فسيح الجَنَّة والجنان ويسكنه نعيم الرضوان   .