ويعد التقرير أول مرة تنشر فيها ميتا بيانات مفصلة توضح تأثير التغييرات في السياسة على منصة يستخدمها مليارات الأشخاص.
ورغم الانتقادات، تصف الشركة هذه التغييرات بأنها "نجاح"، مشيرة إلى أنها قللت من أخطاء الإشراف بنسبة 50٪، مع بقاء نسبة المحتوى المخالف للقواعد "ثابتة إلى حد كبير" في معظم المجالات.
ارتفاع المحتوى العنيف والمضايقات
وفقًا للتقرير، ارتفعت نسبة المحتوى العنيف والصادم على فيسبوك من 0.06–0.07٪ في نهاية 2024 إلى 0.09٪ في الربع الأول من 2025. وفسرت ميتا ذلك بزيادة في مشاركة المحتوى المخالف من جهة، ورغبتها في تقليل الأخطاء في تنفيذ السياسات من جهة أخرى.
كما ارتفعت معدلات التنمر والمضايقات من 0.06–0.07٪ إلى 0.07–0.08٪ خلال نفس الفترة، نتيجة "ارتفاع مفاجئ في الانتهاكات" في شهر مارس.
يُذكر أن هذه الفئة منفصلة عن سياسات خطاب الكراهية التي تم تعديلها لتسمح بمحتوى يستهدف فئات مثل المهاجرين والمثليين، ما دام لا يحتوي على تهجم مباشر أو لغة لاإنسانية.
ورغم أن هذه النسب تبدو صغيرة، إلا أنها تُترجم إلى ملايين المنشورات نظرًا لحجم قاعدة مستخدمي فيسبوك.
انخفاض في عمليات الإزالة
كشف التقرير انخفاضًا ملحوظًا في عدد المنشورات التي تم اتخاذ إجراء ضدها. ففي الربع الأول من 2025، تم التعامل مع 3.4 مليون منشور فقط تحت سياسة خطاب الكراهية، وهو أدنى رقم منذ عام 2018.
كذلك، انخفضت إزالة المحتوى غير المرغوب فيه (Spam) من 730 مليونًا إلى 366 مليونًا، بينما تراجعت إزالة الحسابات الوهمية من 1.4 مليار إلى مليار. (لم تُقدم الشركة إحصاءات بخصوص إنستغرام).
هذا التراجع يأتي نتيجة تركيز ميتا على الانتهاكات الأكثر خطورة فقط، مثل استغلال الأطفال والإرهاب، فيما أصبحت مواضيع مثل الهجرة والعرق والهوية الجندرية تُعتبر تعبيرًا سياسيًا محميًا.
وأحد التغييرات الجوهرية الأخرى هو إنهاء شراكات ميتا مع الجهات المستقلة للتحقق من المعلومات داخل الولايات المتحدة. واستعاضت عنها بنظام "ملاحظات المجتمع" (Community Notes) المعتمد على المستخدمين، والذي طُبّق لاحقًا على فيسبوك، إنستغرام، Threads وReels.
لكن ميتا لم توضح بعد مدى فعالية هذا النظام أو مدى انتشاره، واكتفت بوعد بتقديم تقارير مستقبلية حول ذلك.
ميتـا: تراجع في الأخطاء
رغم تصاعد المخاوف، قالت ميتا إن أخطاء الإشراف على المحتوى في الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 50٪ من الربع الرابع 2024 إلى الربع الأول 2025. ولم توضح الشركة طريقة حساب هذا الرقم، لكنها وعدت بالكشف عن مقاييس الخطأ في التقارير القادمة.
وقالت الشركة: "نحن نعمل على تحقيق التوازن الصحيح بين الإفراط في الإشراف والتقصير فيه."
استثناء خاص بالمراهقين
الجانب الوحيد الذي لم تخفف فيه ميتا رقابتها هو المحتوى الموجه للمراهقين. فقد واصلت فرض حماية صارمة على هذه الفئة، وأطلقت "حسابات المراهقين" لضمان تصفية المحتوى بما يتناسب مع أعمارهم.
وأشارت ميتا إلى أن نماذج اللغة الضخمة (LLMs) بدأت تتفوق على الأداء البشري في بعض السياسات، وتُستخدم لإزالة المنشورات من قوائم المراجعة عندما تكون الشركة "واثقة بشدة" من عدم مخالفتها للقواعد.