لتجنب تكرار فوضى العام الماضي عززت السلطات الإجراءات الوقائية إضافة إلى التعاون مع تطبيق «تيك توك»، مؤكدة التزامها إجراء انتخابات «نزيهة وشفافة».
يدلي الناخبون في رومانيا بأصواتهم اليوم الأحد ضمن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن السياسي اليميني المتشدد المتشكك في الاتحاد الأوروبي جورج سيميون قد يحقق الفوز في الانتخابات، التي تمثل اختباراً لصعود النزعة القومية في الاتحاد الأوروبي على غرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
 ويعارض سيميون (38 سنة) المساعدات العسكرية لأوكرانيا المجاورة وينتقد قيادة الاتحاد الأوروبي، ويقول إنه يدعم حركة الرئيس الأميركي «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى».
وبعد خمسة أشهر من إلغاء محاولة أولى لإجراء الانتخابات بعد الجولة الأولى بسبب مزاعم عن تدخل روسي لمصلحة المرشح اليميني المتطرف كالين جورجيسكو، الذي منع من الترشح مجدداً منذ ذلك الحين، يتصدر خليفته المحتمل سيميون استطلاعات الرأي، مستفيداً من موجة غضب شعبي.
وبدأ عدد كبير من الرومانيين في الخارج، حيث يحظى سيميون بشعبية، التصويت الجمعة الماضي وتجاوزت نسبة المشاركة المبكرة ضعف نسبة المشاركة في الجولة الأولى، الملغاة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وتبلغ نسبة سيميون في استطلاعات الرأي نحو 30 في المئة، وهو تقدم مريح لكنه أقل بكثير من نسبة 50 في المئة التي يحتاج إليها لتجنب جولة إعادة، خلال الـ18 من مايو (أيار) الجاري.
 والمنافسان الرئيسان لسيميون في الانتخابات هما السيناتور السابق كرين أنتونيسكو (65 سنة) والمدعوم من الأحزاب الثلاثة في الحكومة الحالية الموالية للغرب، ورئيس بلدية بوخارست نيكوسور دان (55 سنة) والذي يخوض الانتخابات مستقلاً على أساس برنامج مناهض للفساد.
 والاثنان من المؤيدين للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ويدعمان أوكرانيا، ويأتي في المركز الرابع رئيس الوزراء اليساري السابق فيكتور بونتا الذي تحول إلى قومي محافظ، لكنه قد يحقق مفاجأة في الانتخابات.
 وتتهم إدارة ترمب رومانيا بقمع المعارضة السياسية والافتقار إلى القيم الديمقراطية بعد إلغاء انتخابات نوفمبر 2024.
ويوجد فريق من الأميركيين في بوخارست لمراقبة عملية التصويت اليوم.
 وفي انتخابات نوفمبر 2024 تصدر المرشح القومي كالين جورجيسكو الذي ينتقد الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي (ناتو)، متفوقاً على المرشحين الأوفر حظاً في صفوف الأحزاب الموجودة داخل السلطة، وبعدما استبعدته المحكمة العليا من الانتخابات للاشتباه بتدخل روسي لصالحه حل محله جورج سيميون، الشخصية المعروفة من اليمين المتطرف الروماني.
 ويتنافس 11 مرشحاً بالإجمال على الرئاسة التي تبقى منصباً بروتوكولياً بصورة أساس، غير أنه يتمتع بنفوذ في السياسة الخارجية لرومانيا العضو في الاتحاد الأوروبي، خلال وقت بات البلد البالغ عدد سكانه 19 مليون نسمة دعامة أساس لـ»ناتو» بعد الحرب الروسية في أوكرانيا.
 توقعات الاستطلاعات الأخيرة كانت في صالح فوز سيميون زعيم «التحالف من أجل وحدة الرومانيين» خلال الجولة الأولى من دورة الإعادة، وأعلن المرشح أثناء وقت سابق أنه يأمل في تحويل الانتخابات «المسروقة» العام الماضي إلى فوز اليوم.
ومن المتوقع أن يحصل سيمون الذي خاض حملته تحت شعار وضع رومانيا في المقام الأول على عدد من أصوات جورجيسكو، إذ قال «هذه المرة سنسرق الدورة الثانية منهم» آملاً في الفوز من الجولة الأولى، وأجرى حملته في معظمها على الإنترنت لأسباب منها محاولة جذب أصوات الناخبين الرومانيين في الخارج.
 ويعد سيميون نفسه «أكثر اعتدالاً» من جورجيسكو، لكنه يشاطره نفوره ممن يسميهم «بيروقراطيي بروكسل غير المنتخبين».
ويتهم المرشح مؤسسات الاتحاد الأوروبي بالتدخل في الانتخابات الرومانية، متعهداً استرجاع «كرامة» بلاده داخل التكتل القاري، وعلى رغم إدانته المتكررة لروسيا فإنه يعارض إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، ويريد من رومانيا تقليص دعمها للاجئين الأوكرانيين.
 وحظيت حملته الانتخابية بتأييد ستيلا إيفان البالغة 67 سنة، والتي تتحدر من بلدة ألكزندريا الصغيرة الواقعة على بعد ساعتين فقط جنوب العاصمة بوخارست.
وبعد عقود من هيمنة الأحزاب السياسية نفسها منذ نهاية حقبة الحكم الشيوعي، أعربت الناخبة عن أملها «من كل قلبها» في أن يجلب رئيس يميني متطرف «التغيير» إلى رومانيا.
 وتوافقها الرأي المتقاعدة إيوجينيا نيكوليسكو (65 سنة) المقيمة في بوخارست، التي تواجه صعوبات في تسديد فواتير الدواء وغيره وسط التضخم المرتفع. وقالت «نريد شخصاً كفؤاً يعرف كيف يدافع عن الشعب الروماني في الاتحاد الأوروبي».
إلى جانب سيميون، يأمل ثلاثة مرشحين رئيسين آخرين في خوض جولة ثانية خلال الـ18 من مايو الجاري، إذ خاض كرين أنتونيسكو مرشح الائتلاف الحاكم المؤيد لأوروبا حملته الانتخابية متعهداً إرساء الاستقرار، وتعهد رئيس بلدية بوخارست نيكوسور دان محاربة النخبة السياسية «الفاسدة» و»المتغطرسة».
 وقال مدير مؤسسة «إنسكوب ريسيرش» لاستطلاعات الرأي ريموس ستيفورياك «أصبحت المنافسة متقاربة جداً»، وأضاف «يمكن لأي من المرشحين الأربعة الفوز بالرئاسة».
وعدَّ ستيفورياك أن العدد الكبير من الناخبين المترددين قد «يغير تماماً» الترتيب الحالي لنتائج استطلاعات الرأي.
وبعد الإلغاء المفاجئ لنتائج انتخابات العام الماضي، وهو قرار قلما يحصل في الاتحاد الأوروبي، سيكون الاقتراع هذه المرة تحت المجهر.
وتظاهر آلاف الرومانيين خلال الأشهر الأخيرة احتجاجاً على قرار الإلغاء منددين بما عدُّوه «انقلاباً»، وحتى الولايات المتحدة أبدت رأيها في الإلغاء، إذ دان نائب الرئيس جي دي فانس القرار ودعا إلى سماع «صوت الشعب».
ولتجنب تكرار فوضى العام الماضي عززت السلطات الإجراءات الوقائية إضافة إلى التعاون مع تطبيق «تيك توك»، مؤكدة التزامها إجراء انتخابات «نزيهة وشفافة».

وكــــــالات