في قصة ملهمة تجسّد الشغف والإصرار، تمكّن الأردني محمد ردايدة من تحقيق إنجاز لافت بحصوله على الميدالية الفضية في بطولة رابطة أبوظبي لمحترفي الجوجيتسو الإقليمية، التي استضافتها العاصمة الإماراتية أبوظبي بمشاركة واسعة من لاعبين محترفين وهواة من مختلف الجنسيات.

ورغم أن ردايدة لا ينتمي إلى صفوف المنتخب الوطني، ولا يملك خلفية طويلة في المنافسات الدولية، إلا أن عزيمته وجهده الاستثنائي مكّناه من تسجيل اسمه بين الفائزين في واحدة من أبرز البطولات الإقليمية، حيث خاض نزالات قوية ضمن فئة وزن 120 كغ، ونجح في الوصول إلى النهائي محققاً المركز الثاني.

ويعمل محمد ردايدة، البالغ من العمر 31 عاماً، في مجال الإنتاج الرياضي، وقد اعتاد أن يكون خلف الكواليس في تنظيم البطولات والفعاليات، لكنه هذا العام قرر أن يخوض التحدي بنفسه، ويبدّل موقعه من منسّق ومنتج إلى منافس على البساط. يقول ردايدة عن هذا الإنجاز: "لطالما عملتُ خلف الكاميرات في تنظيم بطولات الجوجيتسو، ولم أتوقع أن يأتي اليوم الذي أشارك فيه كمنافس، لكنني وضعت هدفاً واضحاً أمامي، وبدأت تدريبات شاقة وطويلة لأصل إلى هذا المستوى."

وأضاف أن دخوله عالم الجوجيتسو لم يكن فقط بدافع المنافسة، بل كان قراراً غيّر نمط حياته بالكامل، حيث أصبحت الرياضة جزءاً من يومياته، وأسهمت في تحسين حالته النفسية والذهنية، ومنحته شعوراً بالانضباط والتوازن. وأشار إلى أن الوصول إلى منصة التتويج لم يكن نهاية الطريق، بل بداية لمسيرة رياضية يطمح من خلالها لتمثيل الأردن في بطولات دولية أكبر.

وتشهد رياضة الجوجيتسو في الأردن إقبالاً متزايداً خلال السنوات الأخيرة، حيث يحقق اللاعبون الأردنيون حضوراً قوياً في بطولات خارجية، ويبرز التفوق البدني والفني لديهم في ميادين المنافسة، مما يعكس تطور البنية الرياضية وانتشار ثقافة الفنون القتالية في المملكة.

واختتم ردايدة حديثه بالقول: "أنا فخور بأنني رفعت اسم الأردن في أبوظبي، وسأواصل التدريب والعمل لأحقق المزيد من الإنجازات، ليس فقط كهاوٍ، بل كلاعب يؤمن بأن الحلم يبدأ بخطوة، وأن الفرصة تأتي لمن يستعد لها جيداً."