جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
عرار الإخبارية.. الزيارات(59 ): إبراهيم غرايبة مدخل إلى الأيديولوجيات السياسية. تأليف اندرو هيود، ترجمة محمد صفار، القاهرة: المركز القومي للترجمة. يفيد هذا الكتاب المثقفين كما طلبة العلوم السياسية فضلا عن الباحثين في فهم ودراسة الأيديولوجيات السياسية كما هي بعيدا عن حمولتها الإعلامية والتاريخية والاجتماعية التي صارت وخاصة في الفضاء العربي تعوق الفهم والتحليل. إن الأفكار السياسية لا تنشأ من فراغ، ولا تسقط من السماء كالمطر، لكن تكونها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وببساطة ترتبط النظرية بالحياة السياسية. والناس لا يرون العالم كما هو لكن فقط كما يتوقعونه أن يكون، أو عبر حجاب من المعتقدات والافتراضات المتأصلة، وقد استخدم مفهوم الأيديولوجيا والأيديولوجي للإشارة إلى المتعصبين؛ ما جعل المفهوم ملتبسا، كما ارتبطت الايديولوجيات السياسية بطبقات اجتماعية معينة، فالليبرالية ارتبطت بالطبقة الوسطى، والايديولوجية المحافظة ارتبطت بالأرستقراطية المالكة للأرض، والاشتراكية بالطبقة العاملة، لكن مؤكد أنه مفهوم يشمل جميع الأفكار والفلسفات السياسية باعتباره منظورا لرؤية العالم. ليس هناك تعريف مستقر أو متفق عليه لمصطلح الأيديولوجيا، ومن المعاني التي ارتبطت بالأيديولوجيا: نسق عقيدي سياسي، ومجموعة من الأفكار السياسية ذات التوجه الحركي، وأفكار الطبقة الحاكمة، ورؤية كونية لجماعة اجتماعية أو طبقة اجتماعية معينة، وأفكار سياسية تجسد أو تبين المصالح الاجتماعية او الطبقية. وقد عرفها مارتن سيلجر (1976) بأنه مجموعة من الأفكار يضع من خلالها الناس ويبررون غايات ووسائل النشاط الاجتماعي المنظم بغض النظر عما اذا كان ذلك النشاط يهدف إلى الحفاظ على نظام اجتماعي بعينه أو تعديله او تغييره، وبهذا التعريف لا تعد الأيديولوجيا أمرا سيئا أو جيدا، صادقة أو كاذبة، معتدلة أو متطرفة، لكن يمكن أن تكون جميع ما ذكر. ويعتبر المؤلف هذا التعريف جامعا شاملا ينطبق على جميع المذاهب. وفي هذا الكتاب عرّف المؤلف الأيديولوجيا بأنها مجموعة متماسكة من الأفكار تضع أساسا للنشاط السياسي المنظم، سواء قصد به الحفاظ على نظام القوة القائم أو تعديله أو الإطاحة به، ولذلك تتصف جميع الأيديولوجيات بأنها تقدم توصيفا للنظام القائم، ونموذجا للمستقبل المرجو، وتفسر كيف يجب ويمكن إحداث التغيير السياسي. وقد تبلورت خريطة الأيديولوجيات في القرن العشرين على النحو التالي: الليبرالية في وسط المشهد وعلى يمينها المحافظة، ثم القومية، ثم الفاشستية وعلى يسار الليبرالية تأتي الاشتراكية ثم الشيوعية، ثم الفوضوية أو الأناركية. وهناك مجموعة من الايديولوجيات الجديدة مثل النسوية، والايكولوجية والأصولية الدينية والتعددية الثقافية. وقد اعتبر الليبراليون الأيديولوجيا بأنها نسق عقيدي يدعو إلى احتكار الحقيقة، ولذلك يعدونها قمعية وشمولية، ويصنفون فيها الشيوعية والفاشستية. ونظر المحافظون إليها (الأيديولوجيا) باعتبارها أحد تجليات غطرسة المذهب العقلاني، فهي أنساق محكمة وخطيرة لا يوثق بها، وغير قابلة للتحقق، ويصنفون فيها على هذا الأساس الاشتراكية والليبرالية. وأما الاشتراكيون فيرونها تجسيدا لأفكار تخفي تناقضات المجتمع الطبقي، وتروج للوعي الزائف، لكنهم لاحقا تبنوا تعريفا محايدا يعتبر الأيديولوجيا منظومة فكرية لأية طبقة اجتماعية، بما في ذلك الطبقة العاملة. ويفضل الفاشستيون تصوير أفكارهم كرؤية كونية وليس فلسفة نسقية، وتعامل الأصوليون الدينيون مع النصوص الدينية الرئيسية كأيديولوجيا على أساس أنها تقدم برنامجا شاملا لإعادة البناء الاجتماعي كونها تعبر عن الكلمة التي أوحى بها الله. تمثل الليبرالية العمود الفقري للفلسفة السياسية للعصر الحديث، وهي مصدر الأيديولوجيات العلمانية على يمينها وعلى يسارها، وتلتزم الأيديولوجية الليبرالية بمجموعة متميزة من القيم والمعتقدات؛ اهمها الفرد والحرية والعقل والعدالة والتسامح. ويفهم الليبراليون الديمقراطية بمصطلحات فردية كالرضا الذي تعكسه صناديق الانتخابات، حيث تساوي الديمقراطية بين جميع المواطنين، وبينما يعيق الديمقراطية إساءة استخدام السلطة، فإنها ينبغي أن تمارس في إطار دستوري لمنع طغيان الأغلبية. ويدعم المحافظون الحكم الديمقراطي الليبرالي لكن بشروط تتعلق بالحاجة لحماية الملكية والمؤسسات التقليدية من الإرادة غير المنضبطة للأغلبية، وقد ربط اليمين الجديد في الديمقراطية الانتخابية بين مشكلات الحكومة المهيمنة والركود الاقتصادي. الاشتراكيون أيضا يدعمون تقليديا شكلا من الديمقراطية الراديكالية التي تقوم على المشاركة الشعبية والرغبة في وضع الحياة الاقتصادية تحت الرقابة العامة، ويرفضون اعتبار الديمقراطية الليبرالية ببساطة ديمقراطية رأسمالية، ومع ذلك يشعر الديمقراطيون الاجتماعيون المحدثون بالالتزام بصورة راسخة بالديمقراطية الليبرالية. ويؤيد الأناركيون الديمقراطية المباشرة، ويطالبون بالمشاركة الشعبية المستمرة واللامركزية الراديكالية، ويعدون الديمقراطية الانتخابية او التمثيلية مرد واجهة تحاول إخفاء سيطرة النخبة وإرضاء الجماهير بما تتعرض له من قمع. ويعتنق الفاشستيون أفكار الديمقراطية الشمولية ويرون أن الديمقراطية الأصيلة هي الديكتاتورية المطلقة، حيث يحتكر القائد الحكمة، وهو وحده قادر على التعبير عن المصالح الحقيقية للناس، ولذلك فإن المنافسة الحزبية والانتخابية تعد فاسدة ومتفسخة. ويؤيد الايكولوجيون ديمقراطية المشاركة أو الديمقراطية الراديكالية، وقد طور الراديكاليون نقدا خاصا للديمقراطية الانتخابية يصورها كوسيلة فرض مصالح الجيل الحالي من البشر على الأجيال اللاحقة (الأجيال التي تتمتع بحق الاقتراع) والأنواع الأخرى والطبيعة. وبدأت منذ منتصف أواخر القرن العشرين وازدهرت في نهايته أفكار عن نهاية الايديولوجيا أو ما بعد الأيديولوجيا أو الأيديولوجيات الجديدة مثل العقلانية والطريق الثالث وما بعد الحداثة والتعددية الثقافية؛ والمستمدة من مرحلة ما بعد الصناعة.
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الأحد 06-10-2024 08:33 مساء
الزوار: 59 التعليقات: 0 المشاركة السابقة : المشاركة التالية
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
العناوين المشابهة
الموضوع
القسم
الكاتب
الردود
اخر مشاركة
الافتتاح الرسمي لمعرض مسقط للكتاب في ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 15-02-2019
نيويورك تايمز تنشر المقتطفات الأولى من ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الإثنين 17-10-2022
كندا تتسبب بتأجيل معرض فرانكفورت للكتاب
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 10-07-2020
مدخل «لتحقيق الذات»
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 25-08-2017
اختتام فعاليات مسابقة تلك القصص للكتابة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الإثنين 07-09-2020
بيان صادرعن اتحاد الكتاب والأدباء ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الإثنين 11-11-2019
مخيم الغجر يصعد إلى السماء في شومان غدا
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الإثنين 03-02-2020
الثقافة في ظل الاستقلال بقلم عليان ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الثلاثاء 26-05-2020
وزير الثقافة يفتتح القمة العالمية ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة التحرير
0
السبت 07-11-2015
“مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب” ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الثلاثاء 03-05-2022